معنى إسباغ الوضوء على المكاره
معنى إسباغ الوضوء على المكاره
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:(أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. وليسَ في حَديثِ شُعْبَةَ ذِكْرُ الرِّباطِ. وفي حَديثِ مالِكٍ ثِنْتَيْنِ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ).
- ففي هذا الحديث يخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن إسباغ الوضوء على المكاره يمحو الخطايا ويرفع الدرجات، ومحوُ الخطايا جاء كنايةً عن غُفرانها، ورفع الدرجات بمعنى إعلاء منزلته في الجنة، وقيل أنّ المُحتمل بالمحو هو محوها من كتاب الحفظة، وقد استخدمَ الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أسلوب الاستفام (ألا أدلكم) من أجل تنبيه السامعين وإثارة اهتمامهم وشحذ هممهم.
- وبما أن الجنةَ حُفت بالمكاره والنارَ حُفت بالشهوات، فإن وجود الصعوبة والمشقة في العبادة وتحمُّلها من العبد وجهاد نفْسه لأدائها؛ هو من المكاره التي حفت الجنة بها، وكلما زادت المشقة كلما عَظُم الأجر، ولذلك يُعتبر إسباغُ الوضوء -أي إتمامه واستيعابه لكل الأعضاء- بالماء البارد في الشتاء أو معَ وجود ألمٍ في الجسم من المكاره، أي الأمور التي يكره الإنسانُ فعلها، فإذا جاهد المُسلمُ نفسه ولم يتكاسل عن الوضوء في مثل هذه الأحوال الصعبة ابتغاءً لمرضاة الله -تعالى-؛ فلهُ زيادةٌ في الحسنات و تكفيرٌ للذنوب والخطايا.
- وقد شبَّهَ الرسولُ -صلى الله عليه وسلم- إسباغَ الوضوء بالرباط في سبيل الله -الذي يُعد من أفضل القربات وأعظمها- دلالةً على عِظم هذا الأمر وفضله الكبير، قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَن تَوضَّأ كما أمرَ وصلَّى كما أمرَ غُفِرَ لَه ما تقدَّمَ مِن عملٍ)، فالوضوء من الكفارات للذنوب الصغائر، لكن الوضوء والصلاة ليست وحدها أسباباً كافيةً لمغفرة الذنوب، بل يجب أن تتوافر أسبابٌ أخرى هي الإيمان بالله ورسوله، وأداء الفرائض، واجتناب الكبائر .
حكم إسباغ الوضوء على المكاره
إنَّ إتمامَ الوضوءِ بتعميمِ غسلِ الأعضاءِ الواجبِ غسلُها واستيعابُها بالماء بشكل كامل؛ أمرٌ واجب على المسلم، لأن صحة الصلاةِ متوقفةٌ على صحة الوضوء ، فإذا لم يصحَّ الوضوء لم تصحَّ الصلاة، ودليلُ ذلك ما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّؤُونَ مِنَ المَطْهَرَةِ فقالَ: أسْبِغُوا الوُضُوءَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ أبا القاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ويْلٌ لِلْعَراقِيبِ مِنَ النَّارِ)، وأما الزيادةُ على غسل الأعضاء الواجبة بغسلِ ما جاورها والإتيان بسنن الوضوء وآدابه كاملة؛ فهو أمرٌ مُستحب، وقد حثَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عليه، ومدح أهله، وأخبرَ أنه يَعرفُ أمَّتَهُ يومَ القيامة بآثار الوضوءِ في وجوههم وأيديهم وأرجلهم، فينبغي للمسلم أن يتوضأ ويُحسنَ وضوءَهُ كما أمره الله ورسوله، وعليه أن يتيامن في الوضوء -أي يبدأ باليمين ثم اليسار- مع الموالاة في غسل الأعضاء.
أركان الوضوء
للوضوء أركانٌ واجبة لا يصح إلا بها، وهي:
- النية.
- غسل الوجه.
- غسل اليدين إلى المرفقين.
- مسح الرأس.
- غسل القدمين إلى الكعبين.
- الترتيب والموالاة بين الأعضاء.