معنى إسباغ الوضوء
معنى إسباغ الوضوء
يمكن تعريف إسباغ الوضوء تعريفاً لغوياً، وتعريفاً اصطلاحياً فيما يأتي:
- الإسباغ في اللغة: الإكمال والإتمام، فقد قال الله -تعالى-: (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً).
- الإسباغ في الاصطلاح: "أن يَعُمَّ جميع الأعضاء بالماء بحيث يجري عليها"، فيشترط في إسباغ الوضوء تعميم جميع العضو بالماء وجريان الماء عليه.
والدليل على هذه التعريفات: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ القِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ)، ومعنى غرّاً: جمع أغرّ؛ وهو البياض في الجبهة، وهو من صفات الخيل، ومحجلين: من التحجيل؛ وهو بياض في قوائم الخيل، وفي الحديث دلالة على أنّ آثار الوضوء تُميّز أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة.
كيفية إسباغ الوضوء
فيما يأتي بيان كيفية الوضوء مع الإسباغ:
- ينوي الوضوء.
- يغسل اليدين إلى الرسغين، ثلاثا، (والإسباغ فيهما؛ يكون بتعميمهما، وجريان الماء عليهما).
- ثم يمضمض ويستنشق، ثلاثا، (والإسباغ فيهما؛ المبالغة ما لم يكن صائماً).
- ثم غسل الوجه، (والإسباغ فيه؛ بتعميم الوجه من الأذن إلى الأذن عرضاً، ومن منبت الشعر المعتاد إلى نهاية الذقن).
- ثم غسل اليدين إلى المرفقين، (والإسباغ فيهما؛ يكون بتعميم الماء وجريانه من أول الأصابع إلى نهاية المرفق، وهنا تستحب المبالغة في الإسباغ لمن شاء؛ وهو غسل شيء من العضد مع اليدين، وهذا هو إطالة التحجيل).
- ثم يمسح الرأس، ويكون بتعميمه دون جريان؛ لأنه مسح لا غسل.
- ثم يغسل القدمين إلى الكعبين، (والإسباغ فيهما؛ يكون بتعميم وجريان الماء عليهما جميعاً إلى الكعبين، وهنا تستحب المبالغة بزيادة غسل شيء من الساق، وهذا أيضاً من إطالة التحجيل).
حكم إسباغ الوضوء وفضله
بيان حكم إسباغ الوضوء
- الإسباغ الواجب: وهو تعميم عضو الوضوء بالماء؛ يعني استيعابه كاملاً دون أن ينقص من العضو شيء، فما يجب فيه الغسل يجب تعميمه بالغسل، وما يجب فيه المسح يجب تعميمه بالمسح، فإذا كان العضو مما يُغسل، وأصابه البلل ولم يُجرِ عليه الماء؛ وجب إمرار اليد عليه بالماء، أو إجراء الماء عليه.
- الإسباغ المستحب: ويكون المستحب بشيئين:
- المستحب أن يكرر ذلك ثلاثاً: والتثليث سنة إلا في الرأس، فإنه يمسح مرة واحدة.
- أن يزيد عن محلّ الوضوء، فيزيد في المرفق، ويمسح شيئاً من العضد، ويزيد عن الكعبين، ويمسح شيئاً من الساق.
والدليل على ذلك وضوء أبي هريرة، يقول نعيم بن عبدالله بن مجمر: (رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَتَوَضَّأُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ يَدَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي الْعَضُدِ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى حَتَّى أَشْرَعَ فِي السَّاقِ "، ثُمَّ قَالَ: " هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ. وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْتُمُ الْغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ إِسْباغِ الْوُضُوءِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكمْ فَلْيُطِلْ غُرَّتَهُ وَتَحْجِيلَهُ»).
فضل إسباغ الوضوء
يترتب على إسباغ الوضوء العديد من الفضائل فيما يأتي ذكر بعضها :
- أنّ الإسباغ من خصائص الأمة المحمدية دون غيرها من الأمم.
- أنّ في الإسباغ تمام الوضوء، وصحة الصلاة، وزيادة الأجر.
- أنّ مَنْ أسبغ الوضوء جاء يوم القيامة أغرّاً محجلاً، يعرفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الحوض.
- أنّه مع الوضوء تخرج الخطايا والذنوب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا تَوَضَّأَ العَبْدُ المُسْلِمُ، أَوِ المُؤْمِنُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِن وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بعَيْنَيْهِ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِن يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلَاهُ مع المَاءِ، أَوْ مع آخِرِ قَطْرِ المَاءِ، حتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ).
الفرق بين الإسباغ والإسراف في الوضوء
- إسباغ الوضوء: يكون فيه الإتيان بالوضوء على أكمل وجه ضمن المطلوب شرعا بالنص، والمأثور عن العلماء.
- الإسراف في الوضوء: يكون في شيئين:
- استعمال ماء زائد على المطلوب، عند مسح العضو أو غسله، والمبالغة في كمية الماء، حتى وإن كان الغسل بقي في حدود المطلوب شرعاً.
- الزيادة على ثلاث مرات، أن يغسل أربع مرات أو أكثر، لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يسألُهُ عنِ الوُضُوءِ فأَرَاهُ ثلاثًا ثلاثًا قالَ هذا الوُضُوءُ فمَن زادَ علَى هذا فقدْ أساءَ وتعدَّى وظَلَمَ) .
إسباغ الوضوء مطلوب شرعا بوصية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنى الإسباغ: هو تعميم أعضاء الوضوء المغسولة، وجريان الماء عليها، وحكم إسباغ الأعضاء الواجبة من الوضوء هو وجوب تعميمها وجريان الماء عليها.