معلومات عن مدينة موسكو
نظرة عامة حول مدينة موسكو
موسكو (باللغة الإنجليزية: Moscow) هي عاصمة روسيا المعروفة باسم بالاتحاد الروسي، تقع في أقصى الجزء الغربي من الدولة، وقد تم ذكر مدينة موسكو لأول مرة بالتاريخ في سجلات عام 1147م، ومنذ ذكرها لعبت دوراً مهماً في تاريخ روسيا الحافل، أما في الوقت الحاضر فمدينة موسكو لا تُعتبر فقط المركز السياسي لروسيا؛ بل هي أيضاً العاصمة الصناعية، والثقافية، والعلمية، والمدينة الأكثر ازدحاماً بالسكان في دولة روسيا.
على الرغم من أنَّ موسكو اليوم هي عاصمة روسيا؛ إلا أنها لم تكن كذلك منذ سابق الأوان، إذ إنه منذ عام 1712م حتى عام 1918م كانت مدينة سانت بطرسبرغ هي العاصمة، والتي نقلها بطرس الأكبر بجهوده لتطبيع الإمبراطورية الروسية بالطابع الغربي، ولكن بعد قيام الثورة البلشفية تم إرجاع موسكو لتكون هي العاصمة.
أصل تسمية موسكو
تمت تسمية مدينة موسكو (باللغة الروسية: Moskov) منذ أن تم إنشاؤها في عام 1147م، وهو قريب من اسمها الحالي عند لفظه باللغة الإنجليزية، ويعود أصل هذا المسمى إلى نهر موسكو الواقع في نفس المدينة، الذي تمت تسميته من قِبل القبائل الفينيقة التي اعتادت على العيش قديماً في تلك المنطقة، وبحسب بعض النظريات المطروحة فيما يخص معنى هذا الاسم فقد تم تفسيرها لعدة معانٍ منها: (منطقة المستنقعات)، أو (المياه المظلمة)، أو (السهول الموسميّة)؛ لكن لم يتفق علماء اللغة على أي من المعاني المذكورة سابقاً ولم يتم إثباتها بعد حتى الوقت الحاضر.
تاريخ موسكو
تأسيس موسكو
عُثر على أول مخطوطة تم ذكر مدينة موسكو فيها في السجلات الرهبانية القديمة الخاصة بعام 1147م، وقد كان التاريخ المذكور عندما تم دعوة "فلاديميروفيتش دولجوروكي" أمير سوزدال في الرابع من شهر نيسان إلى مأدبة عظيمة لحليفه أمير "نوفغورود سفرسكي" أي موسكو أنذاك، وعلى الرغم من أن هذا هو التاريخ الرسمي المعترف فيه لتأسيس موسكو، إلا أن الدلائل الأثرية أشارت إلى وجود مستوطنة في الموقع نفسه تعود إلى العصر الحجري الحديث، وقد وَجدت بعض الأعمال الأثرية الأخرى بقايا طرق متعرجة وأدلة على اعمال الحديد والدباغة تعود إلى القرن الحادي عشر.
موسكو في القرون الوسطى
تعرضت موسكو كغيرها من المدن الروسية إلى هجوم التتار (المغول)، حيث تم الاستيلاء عليها وحرقها في الغزو الأعظم الذي حدث في الفترة الواقعة من 1236م-1240م، مما اضطر أمير موسكو آنذاك إلى قبول حكم المغول على المدينة؛ ثم ما لبثت أن تعافت وتم إعادة بنائها، وعلى الرغم من ذلك قام التتار بنهبها مرة أخرى عام 1293م، الأمر الذي دفع الأمير إلى إصدار قرار بعد 3 أعوام بتعزيز بناء الكرملين* بإضافة جدار ترابي إضافي وسياج مصنوع من خشب البلوط ، وتوالت المواجهات بعدها بين المدينة وهجمات التتار حيث حدث أكثر من نزاع بين الفترة الممتدة من 1378م إلى 1408م صمدت موسكو ضدها، وبهذا استمرت موسكو بالنمو بشكل ثابت من حيث الأهمية والحجم، ومن الجدير بالذكر أنه تم تعظيم نفوذ موسكو بشكل كبير عندما نقل المطران الأرثوذكسي مقعده من مدينة فلاديمير إلى موسكو.
مع تنامي الأهمية السياسية لموسكو العاصمة، أصبحت مركزاً دينياً؛ خاصةً مع تشييد الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا بشكلٍ مستقل عن الكنيسة اليونانية في نصف القرن الخامس عشر، ومع سقوط القسطنطينية على يد الأتراك قامت موسكو باتخاذ لقب "روما الثالثة" وأعلنت نفسها كوريث شرعي للمسيحيّة، وقد اكتسبت أيضاً لقب "موسكو القبة الذهبية"؛ وذلك لكثرة الأديرة المحصنة وما تحتويه من كنائس، وتزايد عدد سكان موسكو في بداية القرن الخامس عشر فتجاوز 50,000 نسمة، وأصبحت في بداية القرن السابع عشر أكبر مدينة في العالم بعدد سكان بلغ 200,000 نسمة.
موسكو الإمبراطورية
كان بطرس الأكبر رئيس روسيا عازماً على تطوير البلاد لمواكبة العصر، فأمر ببناء أطول برج في موسكو "برج سوخاريف"، الذي يبلغ طوله 90 متراً، وبجانبه أنشأ كلية الرياضيات والملاحة، وفي عام 1712م فاجأ البلاد بقرار نقل العاصمة من موسكو إلى الشمال الغربي من مدينة سانت بطرسبرغ، وقد قوبل قراره بالرفض؛ الأمر الذي أدى إلى انحدار العاصمة السابقة وقد تفاقم هذا الانحدار بسبب تفشي الطاعون في وقت لاحق.
نهضت موسكو بحلول القرن التاسع عشر، حيث قامت خلال هذه الفترة ببناء أول جامعة في روسيا وتم افتتاح أول متحف وجريدة محلية في البلاد، ونظراً إلى تطوّر النهضة الفكرية لدى الشعب الروسي فقد ظهرت حركة "سلافوفيليا" القومية التي احتفلت بتميّز المظاهر الثقافية لروسيا عن الغرب، وفي أوائل القرن التاسع عشر استأنف القيصر الكسندر الأول الاتفاقية التجارية مع بريطانيا مما عنى خرقه لمعاهدته مع فرنسا ، الأمر الذي جعل نابليون بونبارت حاكم فرنسا يعد العدة للهجوم المباشر على موسكو بقوة عسكرية لم يشهدها العالم من قبل، وحدثت معركة لم تستمر الا ليوم واحد، وتم قتل أكثر من 100,000 جندي وقد تمكن بونبارت من الدخول إلى موسكو، فقام سكانها المتحدون بإحراقها لكي لا يروا مدينتهم محتلة من قِبل العدو.
أُعيد بناء موسكو بهمم عالية بعد هزيمة الفرنسيين، إذ عبر السكان عن فخرهم بنصرهم ببناء الآثار لإحياء تلك الذكرى، فقاموا بتشييد قوس النصر وكاتدرائية المسيح المخلص، أما في مركز المدينة فقد حوّل المهندسون نهر "Neglinnaya" إلى قناة تحت الأرض فقسمت ما حولها إلى مساحات حضارية، وفي الوقت نفسه استبدلوا الحلقتين الدفاعيتين خارج المدينة بشارع دائري وحديقة محاطة بالأشجار، أما في منتصف القرن التاسع عشر فقد برزت الصناعة بشكل أوسع من التجارة بسبب إمدادات القطن الثابتة من آسيا الوسطى، مما جعل روسيا تتفوق في صناعة النسيج، وما إن حلّ عام 1900م حتى وصل التعداد السكاني في موسكو إلى أكثر من مليون نسمة.
موسكو أثناء الحكم السوفييتي
انتقل فلاديمير ايليتش لينين مع الحكومة السوفيتية إلى موسكو في آذار/ مارس عام 1918م، وبذلك استعادت موسكو وضعها السابق كعاصمة للبلاد، وفي أثناء الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1918م-1920م عانت موسكو كغيرها من المدن الروسية من نقص حاد في الغذاء، والصناعة، وانحدار في عدد السكان؛ حيث انخفض إلى 1,027,300 نسمة في عام 1920م، واستمرت تلك الحالة إلى أن تم تأسيس الاتحاد السوفيتي وإعلان السلام من الحرب، عندها كان الانتعاش سريعاً فقد أتت الخطة الخمسية التي وضعت في عام 1928م بتطور صناعي عظيم.
أما خلال الحرب العالمية الثانية وفي نهاية 1941م وصلت القوات الألمانية إلى حدود موسكو على بعد ما يقارب 40 كم عن الكرملين، ونتيجة لذلك تم إخلاء عدد كبير من المصانع والدوائر الحكومية ومعظم السكان، ثم في تاريخ 20 تشرين الأول تم إعلان المدينة تحت الحصار الألماني؛ لذا قام السكان الباقين ببناء دفاعات مضادة للدبابات بالوقت الذي كانت المدينة تتعرض فيه للقصف الجوي، وقد أدى الهجوم المضاد من السكان إلى رجوع القوات الألمانية من الضواحي في تاريخ 6 كانون الأول وإنقاذ موسكو.
انتعش اقتصاد موسكو سريعاً بعد الحرب، وكان هنالك حدثان رئيسيان ساهما في تقدم المدينة، كان الأول بعد انتهاء الحرب بعامين أي عام 1947م؛ حيث احتفلت موسكو بالذكرى السنوية ال800، أما الحدث الثاني فقد كان استضافتها لدورة الالعاب الأولمبية عام 1980م، وتجدر الإشارة إلى أن الهجرة المكثفة إلى موسكو في فترة ما بعد الحرب أدت إلى نقص في المساكن حيث وصلت أبعاد هذا الأمر إلى حدود خطيرة، وفي آب/ أغسطس عام 1991م كانت هناك محاولة انقلاب من الشيوعيين المتشددين ضد الرئيس ميخائيل غورباتشوف؛ الذي كان يتمتع بخلفية فكرية إصلاحية ولكنها باءت بالفشل.
موسكو الحديثة
كانت موسكو مركز التحول التاريخي الناتج عن انهيار الاتحاد السوفيتي نظراً لكونها عاصمة روسيا، حيث خضعت العديد من المباني التاريخية وخاصة الكنائس لتجديدات لم يسبق لها مثيل على مر تاريخ المدينة، وقد انفتحت على العالم واستقطبت استثمارات أجنبية ساهمت في انتشار المطاعم، ووكلاء السيارات، والأسواق التجارية؛ التي كانت تتميز بميلها للطابع الغربي، لكنها تأثرت بالأزمة المالية التي حدثت عام 1998م؛ حيث تسببت هذه الأزمة في فشل البنوك وانخفاض قيمة العملة الروسية ، إلا أنه تم السيطرة على الأزمة ونجحوا بتجاوزها خلال عام واحد فقط، وعلى العكس مما هو متوقع فقد ازدهرت ظروف المعيشة وارتفعت أجور العمال.
جغرافية موسكو
الموقع
تقع موسكو غرب روسيا وتبعد حوالي 640 كم عن جنوب شرق مدينة سانت بطرسبرغ، وحوالي 480 كم عن حدود بيلاروسيا شرقاً، وتقع ضمن الجزء الواسع الضحل لنهر موسكو الذي يعد أحد روافد نهر أوكا، ولنهر فولغا أيضاً، ومن مزايا موسكو والمنطقة المحيطة بها أنها تقع بوسط السهل الروسي الأوروبي، بالإضافة إلى أنها تقع في الجزء الشمالي الغربي وهو الجزء الأكثر تطوراً وكثافة بالسكان في روسيا.
تقع موسكو على خط طول 37.62 ودائرة عرض 55.75 ويبلغ ارتفاعها حوالي 144 متر فوق مستوى سطح البحر، وتجدر الإشارة إلى أن موسكو تتبع بتوقيتها منطقة موسكو الزمنية، أي UTC 4 وهو واحد من تسع مناطق زمنية في روسيا، ومما يجدر بالذكر أن موسكو لا تعد من المدن التي تتعرض لأشعة الشمس كثيراً.
التضاريس
تبلغ مساحة موسكو حوالي 994 كيلومتراً مربعاً، وتضم 49 جسراً تمتد عبر الأنهار والقنوات التي تعبر المدينة، وتعد الغابات الوفيرة من أهم مظاهر موسكو أيضاً؛ إذ تصل إلى ما يزيد عن ثلث مساحة المدينة، وتحتوي على أنواع كثيرة من الحيوانات من أبرزها: حيوان الأيل، والغزلان، والخنازير البرية، والثعالب ، وابن عرس .
تنتشر موسكو على امتداد ثلاثة مستويات من التلال وهي: تلال سمولينكو- موسكفسكي؛ التي تقع في الشمال الغربي من المدينة وتتميز بهضبة منبسطة على ارتفاع 175م-185م، وتل موسكو فوريتسكو-اوكسكي بلاين، ويقع في جنوب المدينة على ارتفاع يصل من 200م-250م مقسمة بعمق إلى وديان بسبب تآكل سطحها، وتل ميشيرسكاي لولاند؛ الذي يقع في شرق المدينة وهي أرض منبسطة رملية مع مستويات تصل إلى ارتفاع 160م حيث تنتشر غابات الصنوبر على مدى واسع، وهنالك نهر موسكو؛ الذي يعدُّ الممر المائي الرئيسي في المدينة، ويبلغ طوله حوالي 80 كم داخل حدود المدينة إذ يعبر أراضيها من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
المناخ
يوصف مناخ موسكو بأنه بارد إلى معتدل البرودة، ويبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 4.9 درجة مئوية، ويعتبر شهر تموز أكثر شهور العام دفئاً بمتوسط درجة حرارة 18.4، وشهر كانون الثاني هو الشهر الأبرد بالعام بمتوسط حرارة -9.2 درجة مئوية، أما بالنسبة للأمطار فهي تهطل على مدار العام حتى في الشهر الأكثر جفافاً في العام، فشهر آذار تسقط فيه الكثير من الأمطار بمتوسط 33 ملم في الشهر، وتهطل معظم الأمطار في شهر تموز بمتوسط 89 ملم، وبشكلٍ عام يصل متوسط هطول الأمطار في السنة إلى 679 ملم.
يعد فصل الشتاء طويلاً نسبياً ولكنه يبقى أخف بكثير من المناطق المناخية المماثلة في أمريكا الشمالية ، وتتساقط الثلوج بشكل رئيسي من منتصف شهر تشرين ثاني حتى منتصف شهر آذار تقريباً، لذا فالمدينة مجهزة بالكامل للحفاظ على الشوارع نظيفة من تراكمات الثلوج، أما فصل الربيع فهو قصير نسبياً وترتفع درجة الحرارة بسرعة خلال أواخر شهر نيسان، ويمتاز فصل الصيف بأنه دافئ، أما فصل الخريف كالربيع فهو قصير مع انخفاض سريع لدرجات الحرارة.
التقسيمات الإدارية
يُدير المدينة عمدة واحد فقط ولكنها تقسم إلى 12 مقاطعة إدارية و123 حيّاً، وتختص كل مقاطعة منهم بشعارها الخاص فيها، وأعلامها، ورؤسائها المتفردين، والآتي يبين أكبر المقاطعات الإدارية مع تعداد سكانها:
- أوكروج الجنوب: (Southern Okrug)، يبلغ عدد سكانها 1.59 مليون نسمة.
- أوكروج الشرقية: يبلغ عدد سكانها 1.39 مليون نسمة.
- أوكروج الشمالية الشرقية: يبلغ عدد سكانها 1.24 مليون نسمة.
- أوكروج الشمالية: يبلغ عدد سكانها 1.11 مليون نسمة.
- جنوب شرق أوكروج: يبلغ عدد سكانها 1.12 مليون نسمة.
سكان موسكو
يبلغ عدد سكان موسكو حوالي 12,476,171 نسمة بحسب احصاءات عام 2019م، وهي العاصمة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في روسيا، وتُعتبر ثاني أكثر مدن أوروبا ازدحاماً، وتحتل المرتبة رقم 11 بين أكبر دول العالم من حيث عدد السكان، ويبلغ متوسط كثافة السكان حوالي 8,537 لكل كيلومتر مربع، أما التركيبة السكانية لموسكو فمعظمها تتكون من الروس بنسبة 91.6٪، كما يوجد العديد من الأعراق الأخرى مثل الأوكرانية، والتتار، والشيشان، وغيرهم.
تعد الديانة المسيحية هي الديانة السائد بالمدينة ومما عزز انتشارها وجود الكنيسة الأرثوذكسية؛ فهي تعتبر جزءاً من تراث روسيا التاريخي في قانون صدر قبل 16 عاماً، وتشكّل نسبة المسلمين في موسكو ما نسبته 14٪ من نسبة السكان، ومما يعد مثيراً للاهتمام أن موسكو كانت تضم أكبر مجتمع من الأغنياء في العالم في عام 2013م، ولكنها تراجعت إلى المرتبة الثالثة في عام 2016م وقد سبقتها مدينتا نيويورك وهونغ كونغ .
اقتصاد موسكو
شهد اقتصاد روسيا تحوّلاً كبيراً وملحوظاً منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991م؛ فعلى الرغم من تركيز حصة غير متناسبة من الثروة الوطنية في عهد السوفييت، إلا أن درجة التركيز ازدادت بشكل كبير منذ عام 1990م، ومن الجدير بالذكر أن موسكو قد شكلت ما مقداره عُشر ثروة روسيا في التسعينات.
يعد القطاع المالي وقطاع البحث والتطوير بالإضافة إلى قطاعي الهندسة والتصنيع من أكثر القطاعات تقدّماً في المدينة، وتُعتبر النساء من أبرز القوى العاملة في موسكو فهنَّ يشكلنّ الغالبية العظمى من العاملين في صناعات النسيج، وصناعة الأغذية، بالإضافة إلى كونِهنَّ رائدات في مهنتي التدريس والطب، وعلى الرغم من تراجع قطاع التصنيع في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي، فقد حافظت موسكو على كونها أكبر مركز صناعي في روسيا، فهي تسيطر على منطقة صناعية تمتد من الشرق إلى الشمال الشرقي حتى نهر الفولغا بين ياروسلافل ونيجني نوفغورود (غوركي سابقًا)، وتمتاز صناعات موسكو بكونها تعتمد بشكل عام على القوى العاملة الماهرة بالمدينة أكثر من اعتمادها على المواد الخام، وهناك العديد من مصانع موسكو التي هي عبارة عن مصانع صغيرة قديمة العهد تصنع أصنافاً متخصصة للغاية.
تعد موسكو المركز التجاري والمالي الرئيسي في البلاد وذلك يعود لكونها عاصمة روسيا وأكبر مدينة فيها، وقد كان لخصخصة الاقتصاد الروسي أثر كبير على تعزيز وتطوير القطاع المالي؛ عن طريق تأسيس عشرات البنوك والعديد من بورصات الأوراق المالية، وباعتبارها مركزاً لشبكة النقل الروسية، فإنها تعد ممراً للاستثمار الأجنبي في الاقتصاد الروسي من خلال مؤسسات موسكو المالية، وتتمتع موسكو أيضاً بتفوقها التجاري على المستوى الداخلي والخارجي للبلاد، حيث شجعت إصلاحات السوق الحرة على بناء فنادق جديدة وتجديد الفنادق الموجودة في المدينة سابقاً، كما افتتحت الحكومة مكاتب سياحية جديدة، وقامت بتجديد العديد من المراكز الثقافية وأماكن العبادة ومراكز التسوق، لذا فقد أصبحت موسكو وجهة سياحية مشهورة على مستوى العالم.
الثقافة والفنون في موسكو
أبرز المعارض والمتاحف
تضمُّ موسكو أكبر وأهم المتاحف والمعارض الفنية بالعالم، وتزدهر المعارض الفنية في مجال الرسم، والتصوير، والنحت بالأنظمة العصرية والكلاسيكية على حدٍ سواء تماماً كما كانت في زمن ما قبل الثورة، وفيما يأتي عدد من أهم المتاحف الموجودة في موسكو:
- متحف بوشكين للفنون الجميلة: يُشبه متحف بوشكين المتحف البريطاني في لندن؛ حيث إن قاعاته عبارة عن مقطع عرضي من حضارات العالم، مع العديد من نسخ الجبس من التحف والتماثيل القديمة.
- متحف الدولة التاريخي في روسيا: يقع بين الميدان الأحمر وساحة مانيج في موسكو.
- متحف الفنون التطبيقية: يعدُّ أكبر متحف تقني في روسيا ، تم تأسيسه في عام 1872م ويعرض مجموعة واسعة من الاختراعات التاريخية والإنجازات التكنولوجية.
- متحف التاريخ العسكري: يحتوي هذا المتحف التماثيل والأجهزة العسكرية مرفقة بالقصص التاريخية الشيقة لأوقات مختلفة.
أبرز المسارح
تُعتبر موسكو أيضاً مركزاً رئيساً للفنون المسرحية بما في ذلك عروض الباليه ودور السينما؛ حيث يوجد في المدينة 93 مسرحاً، و132 دار سينما، و24 قاعة للحفلات الموسيقية، ومن بين المسارح العديدة الموجودة في موسكو هنالك مسرح البولشوي، ومسرح مالي، وكذلك مسرح فاختانغوف، ومسرح موسكو الفني، وتعِدُّ المراجعات للمسرحيات في موسم موسكو النموذجي والتفسيرات الحديثة للأعمال الكلاسيكية سواء أكانت اوبرالية أو مسرحية شاملة وشائعة، ومن أهم المظاهر الفنية الموجودة في المدينة أيضاً، مركز موسكو الدولي لفنون الأداء، الذي تم افتتاحه في عام 2003م، والمعروف أيضاً باسم بيت موسكو الدولي للموسيقى، حيث اشتهر بأدائه المميز في الموسيقى الكلاسيكية، كما أنه يحتوي على أكبر آلة أورغن في روسيا، مثبتة في قاعة سفيتلانوف.
التعليم في موسكو
تضمُّ موسكو حوالي 1700 مدرسة ثانوية بالإضافة إلى 91 كلية، و222 مؤسسة تقدّم التعليم العالي، من ضمنهم 60 جامعة حكومية، ومما يجدر ذكره أنه يوجد في روسيا نظام تعليمي مجاني يضمنه جميع المواطنين بموجب الدستور؛ حيث يبلغ معدل معرفة القراءة والكتابة 99.4٪، ويوجد هنالك أيضاً العديد من المدارس الخاصة التي تعنى بتدريس المواد اللغوية بشكل خاص، وغيرها من المدارس الأخرى، ويعزى نمو هذا السوق في الغالب إلى الحاجة إلى قوة عاملة ماهرة للصناعات ذات التقنية العالية، والصناعات الناشئة والقطاعات الاقتصادية، أما المدرسة الدولية لموسكو فهي مدرسة تتبع مناهج للغة الإنجليزية وتقدم معايير أكاديمية عالية ومستويات للغة الإنجليزية المنطوقة والمكتوبة في الصفوف المدرسية؛ ونتيجة لكونها عضواً في المجلس البريطاني لتطوير المدارس فإن المدرسة تهدف إلى توفير التعليم كما في أي مدرسة بريطانية عليا، ويبين الآتي أبرز المعاهد والجامعات الموجودة في موسكو:
- معهد الفيزياء النظرية والتجريبية: تم تأسيسه في الأول من ديسمبر عام 1945م، ويضم مجموعة من الأشخاص الذين يدرسون موضوعات تتراوح من الفيزياء النظرية والرياضيات إلى العلوم الحياتية والكيمياء.
- معهد كورشاتوف: يعدُّ معهداً مختصاً بالأبحاث والتطوير الرائدة في مجال الطاقة النووية ، وهو المكان الذي تم فيه بناء أول مفاعل نووي في أوروبا.
- جامعة موسكو: تم انشاؤها في عام 1755م وهي مؤسسة غير ربحية تقع في المنطقة الحضرية في العاصمة معترف بها من قِبل وزارة العلوم والتعليم العالي في الاتحاد الروسي.
- الجامعة الوطنية للبحوث - المدرسة العليا للاقتصاد: تأسست عام 1992م، وهي مؤسسة غير ربحية أيضاً ومعترف بها من قِبل وزارة العلوم والتعليم العالي في الاتحاد الروسي، ولها فروع في المدن الآتية: سانت بطرسبرغ، ونيجني نوفوغورد، وبيرم.
تتوزع المكتبات في أنحاء موسكو، حيث يبلغ عددها 452 مكتبة بما في ذلك 168 مكتبة مخصصة للأطفال، وتعدُّ مكتبة جامعة موسكو الحكومية واحدة من أكبر المكتبات في موسكو، حيث تحتوي على أكثر من 9 ملايين كتاب، بالإضافة إلى مكتبة روسيا الوطنية؛ التي تأسست عام 1862م، وتحتوي على أكثر من 275 كيلومتراً من الرفوف و42 مليون كتاب بأكثر من 247 لغة حول العالم، كما يوجد أيضاً مكتبة الدولة التاريخية العامة؛ التي تم تأسيسها عام 1863م، وهي أكبر مكتبة متخصصة في التاريخ الروسي، وتشمل 4 ملايين كتاب مكتوبة بأكثر من 112 لغة مختلفة.
الرياضة في موسكو
برعت موسكو في مجال الرياضة بجدارة، فقد تمت استضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية على أراضيها في عام 1980م، وفي الوقت الحاضر تمتلك موسكو عدداً كبيراً من المنشآت الرياضية؛ فهي تضمُّ 63 ملعباً، من ضمنها 8 ملاعب لكرة القدم و11 ملعباً لألعاب القوى الخفيفة، ويعد ملعب لوزنيكي أكبر ملعب في روسيا ورابع أكبر ملعب على مستوى أوروبا، عدا عن هذا فإنه يوجد 40 ملعباً إضافياً في المدينة بما في ذلك 24 قاعة تزلج ذات أرضية مصقولة من الثلج الاصطناعي، و7 مسارات لسباقات الخيول منها ميدان سباق الخيل في وسط موسكو ويعد أكبرها حجماً، وقد تأسس في عام 1834م، ونظراً لوقوع موسكو في منطقة باردة نسبياً فإنها تتميز بمتابعة شديدة للرياضات الشتوية.
أبرز المعالم السياحية في موسكو
تعدُّ موسكو من أكثر عواصم أوروبا تألقاً ونبضاً بالحياة؛ فقد نجحت في الجمع بين الأصالة والمعاصرة بقوة، وعليه فهي تحتوي على مجموعة من أكثر مواقع العالم شهرة وأكثرها جاذبية، ومنها:
- الميدان الأحمر: يمكن وصفه بأنه قلب العاصمة الروسية، وهو من أكثر مناطق موسكو زيارة من قِبل السياح، وتحيط الساحة المرصوفة بالحصى منشآت هندسية معمارية آخاذة تكشف تاريخ المدينة بوضوح.
- كاتدرائية سانت باسيل: تم تصميمها في القرن السادس عشر وتتميز بالقبب المصممة على شكل البصل حتى تظهر للرائي كالشعلة على النار.
- الكرملين: تُعدُّ من أكثر المناطق السياحية جذباً للسياح، إذ يبلغ طول جدرانها 2,235 متراً، ومما يثير الاهتمام أنه خلف تلك الجدران هناك خمس ساحات للتجول فيها، ومبانٍ مختلفة لاستكشافها، و20 برجاً وأكبر جرس ومدفع في العالم يمكن رؤيته.
- شارع أربات: هو شارع تاريخي أنيق في المدينة، يحتوي على الكثير من المقاهي والمطاعم ورسامي الكاريكتير والفنانين الموسيقيين، بالإضافة إلى محلات الهدايا التذكارية والمسرح وغيرها مما يجذب الزوار كل يوم.
- معرض تريتياكوف: تم بناؤه بين الفترة 1900م-1905م، وبدأ كمجموعة خاصة للأخوان تريتياكوف، ويعد المعرض الذي صممه فيكتور فازنيتزوف، موطناً لواحدة من أكبر مجموعات الفن الروسي في العالم.
- حديقة غوركي: تتميز الحديقة بمساحات خضراء واسعة تشجع على ممارسة مختلف النشاطات لجميع الأذواق؛ فمن الممكن لعب كرة الطائرة الشاطئية وكرة الطاولة، وركوب الدراجات الهوائية وتأجير القوارب، وتوفر الفرصة لممارسة دروس اليوغا واللياقة البدنية وغيرها.
- برج تلفزيون أوستانكينو: تم بناؤه عام 1967م، ويتميز بأنه أطول مبنى قائم بذاته في ذلك الوقت، والآن لازال يعد أفضل سطح مراقبة مع أرضية زجاجية ومناظر خلابة ذات 360 درجة.
- كنيسة كولومينسكوي: تعد من أقدم الكنائس في المدينة حيث يعود تاريخ بناؤها إلى القرون الوسطى، ويوجد بها أقدم حديقة في موسكو؛ التي كانت مفضلة لدى القيصر أليكسي ميخائيلوفيتش والد بطرس الأكبر.
- دير نوفوديفيتشي: تأسس في عام 1524م، توجد خلف الجدران؛ التي كانت تقف كقلاع في وجه الأعداء فيما سبق أربع كاتدرائيات.
- كاتدرائية المسيح المخلص: تعد واحدة من أكثر الأماكن السياحية زيارة في روسيا، وقد تم بناؤها في تسعينيات القرن، حيث كانت هناك كنيسة من القرن التاسع عشر تحمل نفس الاسم، قبل هدمها في عام 1931م من قِبل السلطات السوفيتية.
معلومات عامة عن مدينة موسكو
يخدم موسكو ثلاثة مطارات رئيسية هي: مطار شيريميتيفو، ومطار دوموديدوفو، ومطار فنوكوفو، ويعتمد معظم المسافرين الدوليين على مطار شيريميتيفو الدولي للسفر إلى موسكو، أما بالنسبة لمحطة قطار موسكو فيعود تاريخ إنشائها إلى أوائل ثلاثينيات القرن العشرين كما يوجد هناك أكثر من 180 محطة قطارات في المدينة بعضها مزين بالأعمال الفنية والمواد باهظة الثمن، وتربط بين 12 خطاً مسؤولة عن نقل الركاب في جميع أنحاء موسكو، وبالنظر إلى كون موسكو تضم الكرملين في ثناياها؛ الذي يعد مقراً للحكومة الروسية، وبالتالي فهو مقر إقامة الرئيس الروسي الرسمي، وفيه تحفظ أهم المعالم الثقافية والتاريخية في روسيا، منها تاج الجواهر الخاص بالقيصر الروسي.
يطلق على موسكو لقب مدينة الحدائق؛ حيث تحتوي على أكثر من 120 حديقة ذات مساحات خضراء شاسعة تتميز بوجود مرافق مجهزة بالكامل لجلسات مريحة ونشاطات متعددة بما في ذلك المهرجانات، والحفلات الموسيقية، والمناسبات الخاصة.
أما بالنسبة للسكان فإن علماء الاجتماع يقولون أن حوالي 2٪ من سكان موسكو هم سكان أصليون من إجمالي 12 مليون نسمة، وقد هاجر ثلاثة ملايين شخص من مختلف أنحاء روسيا إلى العاصمة موسكو على مدار 20 عاماً مضى، ويقدر عدد الأجانب ( باستثناء رابطة الدول المستقلة) ب300,000 شخص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- الكرملين: هو عبارة عن مجموعة من القواعد المحفورة في الأرض تعلوها أسوار خشبية وتحتوي غرفاً محصنة للرماة، قام الأمير "دولجوروكي" بالأمر ببنائه في عام 1156م من أجل تأمين الحماية لمدينة موسكو.