معلومات عن النبي شعيب
النبي شعيب عليه السلام
نسب النبي شعيب وترتيبه بين الأنبياء
يُعدّ النبيّ شعيب -عليه السّلام- من الأنبياء العرب، وقد بُعث إلى قوم مَدين وهم عرب شمال الجزيرة العربيّة، وتقع مَدين بين مكّة وفلسطين، وقد كانت بعثته -عليه السّلام- قبل بعثة موسى -عليه السّلام-، حيث ورد ذكر شعيب -عليه السّلام- في القرآن الكريم أنّه قد أُرسل بعد هود، وصالح، ولوط -عليهم السّلام-، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد ورد ذكر قوم مَدين في القرآن الكريم بلفظ أصحاب الأيكة.
صفات النبي شعيب ولقبه
لُقّب نبيّ الله شعيب -عليه السّلام- بخطيب الأنبياء، ويعود سبب ذلك لاتّصافه بالفصاحة والبلاغة، وهو ما كان يظهر في دعوته لقومه إلى الإيمان ، والتّصديق برسالته، ولحسن مراجعتهم فيما كان يدعوهم إليه.
نبوة شعيب عليه السلام
قوم النبي شعيب عليه السلام
أشير مسبقاً إلى أنّ نبيّ الله شعيب -عليه السّلام- بُعث إلى قوم مَدين، وهي مدينة تقع على بحر قلزم -وهو البحر الأحمر- وتحاذي مدينة تبوك، وقد منّ الله -تعالى- على سكّان مَدين بنعمه الكثيرة في شتّى مناحي الحياة، فمن حيث العدد جعلهم الله شعباً كثير العدد بعد أن كانوا قلّة، حيث قال الله -تعالى-: (وَاذكُروا إِذ كُنتُم قَليلًا فَكَثَّرَكُم)، ومن حيث القوّة فقد كانوا أقوياء يترصّدون للنّاس في الطّرقات بعد أن كانوا ضعفاء لا حيلة لهم.
ومن حيث الرّزق والمعاش فقد كانوا أغنياء يملكون البساتين والمحاصيل ويتصرفون في نتاجها بعد أن كانوا فقراء ومحتاجين، ورغم هذه النّعم التي يتنعّمون بها لم يؤمنوا بدعوة شعيب -عليه السّلام- وكفروا بالله -تعالى-، فعبدوا شجرة من الأيك فسُمّوا بأصحاب الأيكة، وليس هذا فحسب بل شاع بينهم الفساد في معاملاتهم وأخلاقهم، ومن صور ذلك ما يأتي:
- التّطفيف في الكيل والميزان، فإذا اشتروا أوفوا، واذا باعوا أنقصوا.
- التّبخيس في حقوق النّاس الماديّة والمعنويّة، وما يشمل ذلك من غش، وحيل، وإنقاص.
- إخافة المارّة وترويعهم وقطع السّبل عليهم.
دعوة النبي شعيب
دعا نبي الله شعيب -عليه السّلام- قومه إلى توحيد الله -تعالى- ، ونبذ الأصنام والأوثان، وليس هذا فحسب بل عمد -عليه السّلام- إلى إصلاح الحياة الاجتماعية التي كانت سائدة بينهم، وذلك من خلال ما يأتي:
- دعا -عليه السّلام- قومه إلى إقامة العدل، والقسط في الكيل والميزان.
- دعا -عليه السّلام- قومه إلى المحافظة على حقوق النّاس وعدم التبخيس فيها.
- دعا -عليه السّلام- قومه إلى مجانبة الإفساد في الأرض.
- دعا -عليه السّلام- قومه إلى المحبة والألفة وبثّها فيما بينهم.
- دعا -عليه السّلام- قومه إلى ترك قرض الدّراهم وكسرها، حيث كانوا يفعلون ذلك بغية تنقيص قدرها وإفسادها، فيتعاملوا بالصّحاح منها، ويبخسون في المقروضة منها.
- حذّر -عليه السّلام- قومه من منع المؤمنين الذين اتّبعوه -عليه السّلام- عن سبيل الله -تعالى-.
- عمد -عليه السّلام- إلى تذكير قومه بنعم الله -تعالى- العديدة عليهم.
إلّا أنّ قومه -عليه السّلام- لم يستجيبوا لدعوته ولم يتوقفوا عن ضلالهم وإفسادهم، وأصرّوا على كفرهم، فرحل عنهم ومن معه من المؤمنين إلى مكة وأقاموا فيها حتى توفّاهم الله -تعالى- هناك.
عاقبة وجزاء قوم النبي شعيب عليه السلام
كان الأسلوب الذي يتّبعه شعيب -عليه السّلام- مع قومه ليّنا، ولكن بعد إصرارهم على الكفر فتح الله على قومه باباً من أبواب جهنّم سبّب لهم الحرّ الشديد الذي لا يُطاق، ثمّ بعث الله -تعالى- سحابة فيها ريح طيّبة وباردة، فلمّا رأوها تسابقوا نحوها، وعندما اجتمعوا تحتها أُطبقت عليهم، حيث قال الله -تعالى-: (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)، كما أنّ الله -تعالى- عذّبهم بالصّيحة؛ وهي صوت عال مخيف من السّماء كان قد أودى بحياتهم،حيث قال الله -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ أَمرُنا نَجَّينا شُعَيبًا وَالَّذينَ آمَنوا مَعَهُ بِرَحمَةٍ مِنّا وَأَخَذَتِ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ).