معلومات عن الذئب
تعريف الذئب
تُعرّف الذئاب بأنّها أحد نوعيّ الحيوانات البريّة آكلة اللحوم التي تنتمي إلى عائلتيّ الذئب الرمادي والذئب الأحمر، ويُعدّ الذئب أحد فئات فصيلة الكلبيّات التي تضمّ الثعالب والذئاب، وعادةً ما تعيش الذئاب في نصف الكرة الشماليّ، وهناك صنف آخر من الذئاب يُسمّى بالذئب الإثيوبيّ يعيش في مرتفعات إثيوبيا، وعادةً ما يُعرف باسم ابن آوى .
تُصنّف الذئاب حسب التصنيف العلمي الآتي:
التصنيف | الاسم |
---|---|
المملكة | الحيوانات |
الشعيبة | الفقاريات |
الشعبة | الحبليات |
صف | الثدييات |
الرتبة | آكلات اللحوم |
أنواع الذئاب
يُوجد نوعان رئيسيان من الذئاب معترف بهما علمياً في العالم، وهما الذئب الأحمر والذئب الرمادي، ورغم ذلك فإنّ هناك جدل حول وجود أنواع فرعية أخرى من الذئب الرمادي، كما أنّه وُجد نوع غير مألوف يعيش في المرتفعات الإثيوبية يُسمّى بالذئب الإثيوبي.
أين يعيش الذئب؟
يعيش الذئب في بيئات مختلفة، ومنها ما يأتي:
- الصحاري.
- المساحات الخضراء المفتوحة.
- الغابات.
- المناطق الباردة التي تحوي على بعض النباتات.
أوكار الذئاب
تعيش الذئاب في أوكارٍ تصنعها بنفسها لحماية ورعاية الجراء؛ حيث لا تستطيع هذه الجراء السير مع القطيع والسفر معهم، وعادةً ما تحفر الذئاب أوكارها بالقرب من مصادر المياه وفي تربة جيّدة التصريف على منحدرٍ مواجه للجنوب، وتحفر الذئاب أوكارها تحت الصخور، أو على ضفاف الأنهار، أو في جذوع الأشجار المجوّفة، وغيرها من المعالم الطبيعية المحيطة بها، وفي بعض الأحيان تقوم الذئاب بتوسعة أوكار حيوانات أخرى لتعيش فيها، مثل: أوكار الثعالب، أو القيوط التي تُسمّى أيضاً بالذئاب السهلية.
يبلغ قطر مدخل وكر الذئاب ما يُقارب 45 سم، أمّا ممرّ الوكر فيكون مستقيماً، أو متعرّجاً، أو متفرّعاً، ويتراوح طوله بين 1.2 - 5.5 متر، وفي نهايته غرفة يبلغ ارتفاعها 50 سم، وعرضها 127 سم، وعمقها 1 متر، وعادةً لا تضع الذئاب أيّ شيء داخل أوكارها، أمّا بقايا طعامها فتنثره حول الوكر، وعادةً ما يظهر تناثر بقايا العظام حول الأوكار القديمة.
تشريح جسم الذئب
يُمكن التعرف على تشريح جسم الذئب من خلال النقاط الآتية:
- حاسة الشم: يمتلك الذئب حوالي 200 مليون خليّة شمّ داخل أنفه، مما يعني أنّ حاسة الشمّ لديه أقوى بنحو 100 مرّة من حاسة الشمّ لدى الإنسان.
- حاسة البصر: تتميّز الذئاب بحاسة بصرٍ قوية، فعلى سبيل المثال تستطيع الذئاب شم ورؤية فرائسها عن بعد ميل واحد.
- حاسة السمع: يستطيع الذئب تحريك أذنيه من جانب إلى آخر لتحديد مصدر الصوت.
- فم الذئب: يحتوي فم الذئاب على 42 سناً من بينها 4 أنياب، وتستخدم الذئاب أسنانها لالتقاط فريسته وقتلها، ثمّ تستخدمها لأكل الفريسة، وتُستخدم الأسنان الخلفية للذئاب لسحق العظام واللحوم إلى قطع صغيرة يُمكن بلعها، أمّا الأسنان الأمامية فلشدّ الجلد وتمزيقه، ويكون لسان الذئب خشن الملمس ويستخدمه لتنظيف عظام الفرائس من اللحم.
- وزن الذئب: تختلف أوزان الذئاب باختلاف أنواعها وأماكن عيشها، فعلى سبيل المثال تتراوح أوزان الذئاب التي تعيش في أمريكا الشمالية بين 18 كغم إلى 79.5 كعم تقريباً، أمّا متوسّط وزن الذئاب في العالم فيبلغ نحو 27- 45.5 كغم.
- جسم الذئب وفروه: تمتلك الذئاب أجساماً ذات بنية قويّة تمكّنها من قتل فريستها، مثل: الغزلان والأيل، ويغطيّ جسم الذئاب فراء من طبقتين؛ الطبقة العليا تتكوّن من فرو طويل وظيفته المحافظة على جسم الذب ليبقى جافّاً، أمّا الطبقة السفلية فتتكون من فرو قصير يحافظ على دفء الذئب.
- ذيل الذئب: تستخدم الذئاب ذيولها كوسيلة للتواصل حيث يدلّ موضع الذيل وحالة شعره على حالة محددة، كما تمتلك الذئاب غدة رائحة تقع على السطح الخلفي لذيولها، ويستخدمها الذئاب في تحديد رائحة المنطقة.
- أقدام وأرجل الذئب: تمتلك الذئاب أصابع أقدام متباعدة تُساعدها على المشي على الثلج، كما أنّ الذئاب تمشي وتجري على أصابع أقدامها، وللذئاب 4 أصابع في أقدامهم الخلفية، و5 أصابع في أقدامهم الأمامية، أمّا أرجل الذئاب فهي طويلة ونحيفة لكي تُمكّنهم من الجري بسرعة واللحاق بفريستها.
- الهيكل العظمي للذئب: يتكيّف الهيكل العظمي للذئب مع أسلوب حياته وبيئته المحطية، فالعظام القوية التي يمتلكها الذئاب ضرورية لمنحهم القوة اللازمة للقضاء على فرائسهم، حيث تمنح عظام الأرجل الأمامية المتشابكة، وعظام الأكتاف الضيقة، وعظام الرسغ القوة والسرعة الفائقة للذئب.
- دماغ الذئب وجمجمته: يكون شكل جمجمة الذئب طوليّاً، وهو الشكل المناسب للحيوانات آكلة اللحوم، وتضمّ الجمجمة عضلات خدّ قوية وواسعة لتسهّل على الذئب الإمساك بفريسته وقتلها وأكلها، ويُوجد داخل الجمجمة دماغ الذئب، ويتميّز الدماغ بحجمه الكبير داخل الجمجمة؛ وهو ما يمنح الذئب قدرات دماغية فائقة، وهي ضرورية جداً لتُناسب حياته ومتطلّبات بيئته المحيطة.
ماذا يأكل الذئب؟
تُعدّ الذئاب من الحيوانات آكلة اللحوم، وتُفضّل بشكل رئيسيّ الثدييات ذات الحوافر الكبيرة، مثل: الغزلان، والأيل، والموظ، وغيرها، ونظراً إلى أنّ أغلب هذه الفرائس حجمها أكبر من حجم الذئاب فإنّ الطريقة الوحيدة التي تُمكّن الذئاب من الحصول على فرائسها هي العيش والصيد ضمن مجموعات مع الذئاب الأخرى، وتأكل الذئاب أيضاً حيواناتٍ أخرى؛ كالأرانب، والفئران، والطيور، والأفاعي ، والأسماك، وغيرها، كما تتغذّى الذئاب على بعض الأطعمة الأخرى غير اللحوم؛ كالخضراوات وبعض النباتات، ولكن بنسبٍ قليلة.
الصيد والافتراس لدى الذئاب
تقع الذئاب على قمّة [[تعريف السلسلة الغذائية|السلسلة الغذائية]؛ أي أنّها من الحيوانات المفترسة التي تتغذّى على الكائنات الأدنى منها في السلسلة الغذائية، وتلعب الذئاب دوراً رئيسياً في الحفاظ على توازن النظم البيئية والصحيّة في البيئة التي تعيش فيها، وتعتمد أثناء صيدها على استهداف الفريسة الضعيفة؛ حيث تُطاردها حتّى الحصول عليها، وتُساهم هذه الطريقة في تخليص قطيع الحيوانات المفتَرسة من الحيوانات الضعيفة والعليلة، وبالتالي تحسين الصحّة العامة للقطيع، وعدم السماح للأفراد الضعيفة بالتكاثر وتكوين أجيال جديدة.
تختار الذئاب أحياناً أحد الأفراد الأصحّاء من قطيع الفرائس لتتغذّى عليه في حال كانت الفريسة في وضعٍ مناسب للانقضاض عليها دون أن يكون لديها قدرة على الهرب، مثل: الموظ أثناء سيره على الجليد، وفي النهاية فإنّ العلاقة بين الذئاب كحيوانات مفترسة وفرائسها علاقة طبيعية صحيّة أثبتت نجاحها لمئات آلاف السنين في الحفاظ على النظم البيئية وصحّتها.
قطيع الذئاب
تُعدّ الذئاب حيوانات اجتماعية تُفضّل العيش ضمن قطيع من الذئاب، ويتكوّن القطيع من عائلة ممتدّة تكوّنت عبر عمليّات التكاثر، أو قد يكون مجموعة من الذئاب يرأسها ذئب مسيطر على المجموعة يسمّى بذئب "ألفا" ويقودها وفيها العديد من الذكور والإناث من الذئاب وصغارهم الذين يقلّ عمرهم عن عام واحد، وعادةً ما يُقرّر الذئب قائد المجموعة مواعيد سفر القطيع ومواعيد الصيد، وعادةً ما يكون هذا الذئب أوّل من يأكل بعد الحصول على الفرائس، ويعتمد تواجد قطعان الذئاب على أماكن وجود فرائسهم وكثافتها.
تزاوج وتكاثر الذئاب
تتزواج ذكور وإناث ذئاب ألفا دائماً ضمن القطيع الواحد، ويتشاركون في قيادة القطيع، وعادةً ما ينضم للقطيع ذئب صغير سنوياً ناتج عن عملية تزاوج الذئاب، ويزداد تزاوج الذئاب عادةً بين شهريّ شباط وآذار من كلّ عام، وتبدأ الذئاب بالتكاثر عند وصولهم لمرحلة البلوغ والنضج الجنسيّ بين عامهم الثاني والثالث، ويُعتقد أنّهم يستمرون بالتكاثر مدى الحياة.
يترك الذئاب البالغين أفراد قطيعهم بمجرّد بلوغهم، ويبدؤون البحث عن مجموعات أخرى في مناطق جديدة للانضمام لها، ويتجوّل ذئاب المجموعة الواحدة بشكل مُشتّت على امتداد مسافة تُقدّر بين 65 إلى 113 كم، ويصل انتشارهم أحياناً إلى 160 كم، ويعتمد ذلك على جنس الذئب، وموطنه، ووجود مجموعات أخرى من الذئاب.
ولادة صغار الذئاب
يستمرّ حمل أثنى الذئاب مدّة 63 يوم، وتلدهم داخل وكر تحت الأرض بمعدّل 4 إلى 6 ذئاب صغار أو جراء في الحمل الواحد، ويكون صغير الذئب عند مولده أصمّاً وأعمى، ويحتاج خلال أسابيعه الثلاثة الأولى إلى الرضاعة من أمّه كلّ 4 إلى 6 ساعات، كما أنّه بحاجة إلى المساعدة في تنظيم درجة حرارة جسمه وتوفير الدفء له؛ ولهذا تبقى أمّه بجانبه هو وإخوته داخل الوكر، وتتغذّى في هذه الفترة على الطعام الذي يجلبه بقية أفراد القطيع إلى وكرها.
يُفطم صغار الذئاب بعد مرور 8 أسابيع من ولادتهم حيث يستطيعون في هذا السنّ تناول الطعام شبه الصلب الذي تُجهّزه لهم أمّهم عن طريق مضغه جزئياً، وعندما يُصبحون قادرين على تناول الطعام الصلب يُنقل الذئاب الصغار إلى موقع آخر يُمكّنهم من الالتقاء بباقي أفراد القطيع، ويبدأون بتعلّم السلوك الصحيح للعيش ضمن القطيع، ثمّ يبدأ الصغار بالسفر مع القطيع والمشاركة في الصيد.
متوسط أعمار الذئاب
تتأثّر معدّلات عمر الذئاب بالأمراض، وسوء التغذية، وتعرّضهم للافتراس صغاراً، والنزاعات بين مجموعات الذئاب المختلفة، بالإضافة إلى خطر القتل غير القانوني من البشر، بالتالي كلّ ذلك لا يسمح إلّا لأعدادٍ قليلة فقط من الذئاب بالعيش لأكثر من 5 سنوات في البريّة، لكن ضمن الظروف المثالية فإنّ معدل أعمار الذئاب يصل إلى 15 سنة.
سلوك الذئاب وتواصلهم
التواصل الشمي
يستخدم الذئاب الروائح للتواصل الشمّي بينهم، حيث تُستخدم علامات الروائح لتحديد مواقع انتشار أفراد القطيع، وتوضيح حدود منطقتهم والطعام المتواجد ضمنها؛ بحيث تضمن عدم تعرّض هذه المنطقة لتداخل من أيّ قطعان أخرى من الذئاب، وتمتلك الذئاب غددا تًطلق الرائحة توجد بين أصابع أقدامها، ولهذا فإنّها تترك رائحة خلفها أينما تمشي، كما أنّ التبوّل يُعدّ من أكثر طرق وضع علامات الرائحة استخداماً بين الذئاب.
لغة الجسد
تُعدّ لغة الجسد التي يستخدمها الذئاب من أهمّ طرق التواصل بين أفراد القطيع الواحد، حيث تُساعد لغة الجسد مجموعة الذئاب على العيش معاً في وحدة متناغمة، كما تُسهم في تقليل العدوان بين أفراد قطيع الذئاب، وتستخدم الذئاب لغة الجسد في التعبير عن مشاعرها، أو عند وجود تهديد محيط بها، وغير ذلك.
تُعدّ تعابير وجوه الذئاب من أكثر طرق التواصل الجسديّ وضوحاً وسهولة في القراءة، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- تُشير الأسنان المكشوفة بالتزامن مع تصلّب الآذان وتوجيهها للأمام إلى وجود تهديد من الذئاب المهيمنة على القطيع.
- تُشير الأفواه المغلقة والعينان منتصفتا الإغلاق والآذان المسحوبة للخلف والثابتة بقرب الرأس إلى سلوك غير طبيعيّ.
- تستخدم الذئاب ذيولها لإيصال مشاعرها فكلّ اتجاه للذيل يدلّ على حالة معيّن؛، فالذيل المرتفع والعمودي يدلّ على تعرّض الذئب للتهديد، أمّا الذئاب الخاضعة للذئاب المهيمنة فإنّ ذيولها تكون مطوية بين أرجلها.
التواصل الصوتي
يتكوّن التواصل الصوتي بين الذئاب من عدّة أصوات، وهي كالآتي:
- العواء: ويعتقد العلماء أنّ العواء يُستخدم لتجميع أفراد القطيع، أو المطالبة بمنطقتهم من القطعان الأخرى، أو كوسيلة للتعرف على الذئاب الأخرى.
- الهدير: وهو صوت يدلّ على عدوانية الذئاب المهيمنة على الذئاب الأخرى.
- الأنين: وعادةً ما يصدر الأنين عن أنثى الذئب البالغة عندما تكون داخل وكرها، ويُعتقد بأنّه صوت عاطفيّ.
- النباح: يعتقد بعض الخبراء أنّ النباح وسيلة للإنذار أو لنداء الذئاب لبعضهم أثناء المطاردة.
أهمية الذئاب في الطبيعة
تقع الذئاب على رأس السلسلة الغذائية في البيئة، وفي حال عدم وجودها فإنّ الحيوانات التي تقع في المرتبة الأقلّ منها في السلسة الغذائية ستحتل مكانها؛ كالقوط والثعلب ، لكنّها لن يكون بإمكانها صيد الحيوانات الأكبر حجماً منها كما كانت تفعل الذئاب، وستعتمد على الحيوانات المتوسطة ؛كالقوارض وغيرها من الحيوانات الصغيرة.
يُؤدّي ذلك إلى تكاثر مفرط بين الحيوانات التي تُعتبر فرائس للذئاب؛ كالغزلان والأيل، وبالتالي استنزاف للغطاء النباتيّ الذي تعتمد عليه هذه الحيوانات في غذائها، ومع انخفاض أعداد جثث هذه الحيوانات التي تتناولها الذئاب فإنّ الطيور الجارحة ؛ كالنسر والغراب التي تتغذّى على بقايا الجثث لن تجد طعاماً لها وستبحث عن مصادر أخرى للطعام.
هل الذئاب في خطر؟
أدّى تكوين مجتمع قويّ للذئاب الرمادية في جبال روكي الشمالية إلى عودة الذئاب بقوّة بعد أن كانت معرّضةً لخطر الانقراض، ولكنّ باقي أنواع الذئاب ما تزال تحت التهديد جرّاء السياسات الدولية، والحروب، وقرارات المناهضين للحياة البرية.
علاقة الذئاب بالبشر
يعتقد المختصّون أنّ الذئاب تُعدّ من أكثر الحيوانات خجلاً في البريّة الشمالية، كما أنّهم يخافون من البشر ويبتعدون عنهم حتّى لو حاول أحد البشر الاقتراب منهم، وفي عام 1990م انتقل قطيع كبير من الذئاب إلى أحد مناطق ألاسكا التي يقطنها ما يزيد عن ربع مليون شخص، ولم تُسجّل أيّة حادثة اعتداء من الذئاب على أيّ من السكان.
كانت هناك حالات نادرة في الهند من اعتداء الذئاب على الأطفال الذين يعيشون في الغابة، ولكن يُعتقد أنّ الذئاب اعتبروا أولئك الأطفال منافسين لهم على مصادر الغذاء، وفي أحيان أخرى يكون اعتداء الذئاب على البشر ناجماً عن أخطاء من البشر في التعامل مع الذئاب ومهاجمتهم.