مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان
قدرة الله في الخلق
عند التأمل حولنا، فإننا نجد أنّ الله أبدع في خلق الكون ، وظهر إبداعه في كثيرٍ من الأمور والتفاصيل الدقيقة؛ فقد خلق السماء في سبعة أيام، وخلق الأرض وأوجد فيها كلّ ما يمدها بالحياة من إنسان، ونبات، وحيوان، وفضّل الإنسان على غيره من المخلوقات، ووهبه الكثير من النعم التي لا تعدّ ولا تحصى؛ كالغذاء، والرزق، والأبناء، وغيرها.
ومن مظاهر قدرة الله في خلقه هي خلق الإنسان؛ وقد أبدع الله في خلقه، وجعله آية من آياته، فهو يمتلك جسداً وبناءً داخليّاً مميزاً، يقول -سبحانه وتعالى-: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)، وفي هذا المقال سنذكر بعض مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان.
مظاهر قدرة الله في خلق الإنسان
الدم
من مظاهر الإعجاز العظيمة، والدالة على قدرة المولى في خلق هذا الإنسان؛ الدماء الموجودة في عروقه؛ وفيما يأتي بعض الحقائق التي تؤكد ذلك:
- تقدّر كميّة الدم في جسمه بحولي خمسة لترات، ويصل وزنها إلى ستين كيلو غراماً.
- يقدر عدد كريات الدم الحمراء في جسم الرجل بخمسة مليون خليةٍ في المليمترٍ المكعب، ويساوي عددها عند المرأة أربعة مليون ونصف.
- يزيد عدد كريات الدم الحمراء عند الأشخاص الذين يقطنون ويعيشون في المناطق المرتفعة؛ بسبب نقص الأكسجين في بيئتهم.
- ينتج الجسم أكثر من ألف خليةٍ يومياً؛ لتعويض النقص فيها، والتالف منها.
الرئتين
إن في وظائف الرئتين وتكوينهما ما يجعل الإنسان مذهولاً متفكراً بهذه العظمة الإلهية ، وفيما يأتي بعض الحقائق التي تتعلق بهما:
- يبلغ وزنهما إلى يقارب (1.13) كيلوغراماً.
- يدخل إليهما ثلاثمئةٍ من الحجرات الدقيقة عند استنشاق الأكسجين.
- قد يعادل حجمهما حجم حمام السباحة لو تمّ فردهما، وفكّ خلاياهما.
العين
يمكن بيان عظمة الله في خلق العين بما يأتي:
- لها القدرة على التمييز والتفريق بين أكثر من (1.000.000) لونٍ مختلفٍ، حيث تبلغ دقتها (576) ميجا بيكسل.
- تعدّ عضلتها أسرع عضلة تتفاعل مع الجسم.
- يتكوّن غشاء شبكيتها من إحدى عشرة طبقة.
- لها القدرة على التقلّص في أقلّ من ثانية.
الكلية
أما عن الكلية التي تعمل كمصفاة ربانية في جسم الإنسان ؛ يمكن بيان بعض ما فيها من أسرار بالآتي:
- تحتوي على وحداتٍ صغيرةٍ يطلق عليها الكبيبة؛ وهي عبارةٌ عن مجموعةٍ كبيرةٍ من الأوعية صغيرة الحجم، حيث يصعب رؤيتها بالعين المجردة، وعددها يقارب المليونين، ولو وضعت في صفٍ واحدٍ بحيث يكون كلّ منها بجانب الآخر لوصل طولها إلى ثمانين كيلومتراً.
- يبلغ وزن الكليتين معاً مائة وأربعين غراماَ.
- يمرّ عليهما ما يعادل (1930) لتراً من الدم بشكلٍ يوميّ، حيث تعملان على ترشيحه، وتصفيته من السموم والملوثات، ثم يقومان بمهمة إعادة المواد النافعة وغير الضارة إلى الدم.
القلب
إن هذا القلب يحمل في مكنونه دلائل صارخة؛ على وجود خالق مبدع في هذا الكون، وذلك بما يأتي:
- يتولى مهمةً كبيرةً تتمثل في ربط مائة ترليون خليةٍ في الجسم.
- ينبض أكثر من مائة ألف نبضةٍ يومياً.
- يضخ ما يقارب (43.000) لترٍ من الدم بشكلٍ يوميّ.
التدرج في خلق الإنسان
يقول -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ* فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ)، وهذه الآية الكريمة تحمل في طياتها دلالة التدرج في خلق هذا الإنسان؛ ويمكن بيان بعض مراحل الخلق بما يأتي:
- التراب
قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ)، وهو أصل لكل البشر.
- الطين
قال -تعالى-: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ).
- الحمأ المسنون
قال -تعالى-: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)، والحمأ هو الطين الأسود المتغير.
- الصلصال
وهذه المرحلة هي التي تشكل منها سيدنا آدم -عليه السلام-؛ والتي جاء بعدها مرحلة التسوية والنفخ في الروح، قال -تعالى-: (خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ).