مظاهر عيد الأضحى
التكبير في عيد الأضحى
التكبير هو إحدى السنن العظيمة التي يفعلها المسلمون في أيام العيد ؛ يقول -تعالى-: (وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وكان الناس يبدأون التكبير منذ لحظة خروجهم من منازلهم وحتى وصولهم إلى مكان الصلاة.
ويبدأ التكبير في عيد الأضحى منذ ظهور فجر يوم عرفة ، وحتى دخول وقت العصر من آخر أيام التشريق؛ فالتكبير من مظاهر أيام عيد الأضحى ، وصيغة التكبير تكون على الوجه الآتي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، ويردد التكبير الناس ويجهر به الرجل في كل مكان؛ في المنزل والسوق والعمل والمساجد خلف كل صلاة، ففي التكبير تعظيم وإجلال لله -جلَّ وعلا-، وإظهار لحسن عبادته، وشكره على جميع نعمه.
ذبح الأضاحي
إنَّ ذبح الأضاحي هو أحد مظاهر العيد الكبير، ويكون وقت الذبح من بعد أداء صلاة العيد ؛ إذ يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن لم يذبح فليذبح)، وينتهي وقت ذبح الأضاحي بانتهاء أيام التشريق الثلاثة.
ويُشترط عند الذبح النية، وتكون النية في القلب ولا يُشترط أن ينطقها المسلم علانية؛ وذلك لأنَّ النية تكون في القلب ثم يأتي ذكرها باللسان حتى يكون التأكيد عليها، كما يرى جمهور العلماء إلى استحباب عدم قص المضحي شعره أو تقيلم أظافره في أيام العشر من ذي الحجة، وذلك كما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ كَانَ لَهُ ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أُهِلَّ هِلَالُ ذِي الْحِجَّةِ فَلَا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ).
الذهاب إلى صلاة العيد
إنَّ صلاة العيد واحدة من السنن المؤكدة في العيد ، والتي استمرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالمواظبة عليها، وقد شُرعت في السنة الأولى من الهجرة، ويبدأ وقت صلاة العيد بعد شروق الشمس بما يقارب 15 دقيقة، ويستمر إلى قبل دخول وقت صلاة الظهر بقليل.
ومن السنة أن تُقام صلاة العيد في مكان واسع خارج المساجد حتى يتسنَّى للجميع الخروج للصلاة، ويخرج المسلمون سيرًا على أقدامهم باتجاه مكان المصلى، وهم يرددون تكبيرات العيد بصوت واحد عالٍ، ويُفضل الذهاب إلى الصلاة من طريق، وعند العودة تغييره وسلوك طريق غيره، كما يكون إفطار المسلمين في عيد الأضحى بعد الصلاة؛ وذلك حتى يأكلوا من أضحياتهم.
تحضير الكعك وتزيين المنازل
تعدُّ أيام العيد من الأيام التي تتَّسم بالفرح، والسرور، وتناول الطعام، وبالتالي فإنَّ تحضير الكعك والحلويات في يوم العيد من الأمور الشائعة بين المسلمين، وهو من العادات الحسنة والجيدة، ولكن يجب الحذر من الدخول في باب الإسراف والتبذير.
كما أنَّ بعض الناس يُزيِّنون منازلهم استعدادًا لاستقبال العيد ، ولا حرج في هذا الأمر شريطة ألا يكون مبالغاً به؛ إذ لا يجوز الإسراف وشراء الزينة بمبالغ كبيرة، وأن لا ترمز هذه الزينة للأرواح، ولا تتضمن المعازف، كما أنَّه من غير المحبب وضعها في المساجد حتى لا تتسبب في إلهاء المصلين.
ارتداء الملابس الجديدة والتطيب
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يلبس أحسن الثياب في يومي العيد ويوم الجمعة، إذ كانت له حلَّة يلبسها في هذه الأيام، ويحرص المسلمون في يوم العيد على ارتداء أجمل ما لديهم من الثياب الجديدة والنظيفة؛ فهذه واحدة من مظاهر الفرح بالعيد ، ويلبس الرجل أجمل الثياب ويتطيب بأجمل العطور.
أما النساء فتخرج إلى صلاة العيد دون تبرُّج أو تطيُّب، ولا يجب أن تُظهر زينتها خارج بيتها، كما أنَّها خارجة لأداء الصلاة وعبادة الله -تعالى-، فلا يصحُّ لها أن تعصي الله -تعالى- بمخالفة أوامره وارتداء اللبس المكشوف، والتبرج، ووضع الطيب.
التهنئة بالعيد وزيارة الأقارب
من الأمور التي يجوز فعلها في العيد هي تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا بقدوم هذا اليوم العظيم الذي يفرحون فيه، ويشكرون الله على بلوغهم إياه، ومن عبارات التهنئة التي يتبادلها المسلمون في هذا اليوم قولهم: "عيدكم مبارك"، وعبارة: "تقبل الله منا ومنكم، وأعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات، وعيد أضحى مبارك".
وقد كانت التهنئة بقدوم العيد معروفة عند الصحابة، كما أجازها أهل العلم؛ فهي من الأخلاق الحسنة والمظاهر الاجتماعية الفاضلة، كما أنَّ زيارة الأقارب والجيران في العيد من الأمور المشروعة، وهي أحد الأسباب في إزالة القطيعة والبغضاء بين الأرحام.
استقبال الضيوف وإعداد الولائم
يشرع للمسلمين في أيام العيد الاحتفال والتوسعة في الطعام والشراب ، وأكل ما لذَّ وطاب من الطعام، كما يشرع لهم تناول الطعام في بيوتهم أو خارجها؛ مثل المطاعم أو الحدائق وغير ذلك من الأماكن التي ليس فيها من مظاهر الكفر شيء؛ مثل تقديم الخمور، والموسيقى الصاخبة، واختلاط الرجال مع النساء في المجالس وغيرها من الأمور المخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، والتي تُغضب الله -سبحانه وتعالى-.
وفي أيام العيد يهدي الناس أحبائهم الهدايا، ويحضرون الطعام والولائم ويدعون أقرباءهم ، ويستقبلون ضيوفهم ليجتمعوا ويفرحوا، فالعيد نعمة من الله -عزَّ وجلَّ- يجب أن نستشعرها ونعظّمها.
تقديم العيدية
إنَّ تقديم العيدية للأطفال والأرحام من الأمور الحسنة والعادات التي تنشر الفرح والسرور بين الناس في العيد، ولكن عند إعطاء العيدية تُراعى مجموعة من الأمور؛ كأن يحرص المسلم على تحقيق المساواة في توزيع العيدية على الأطفال حتى لا تقع الغيرة والبغضاء بينهم؛ إذ لا يجوز إعطاء أحدهم دون الآخر، أو إعطاء أحدهم أكثر من الآخرين.
أما بقية أفراد العائلة فلا يجب إعطاؤهم المبلغ نفسه من العيدية، إذ يُراعي في ذلك العمر، وأن يكون الشخص متزوجًا أو أعزباً وغيرها من الأمور، ومن الجدير بالذكر وجوب مراقبة الأهل لأطفالهم عند صرف عيدياتهم، وأن يحرصوا على أن يتم صرفها على الأمور المباحة فقط.