مظاهر عالمية الإسلام
الإسلام الدين الخاتم
لا شكّ بأنّ دين الإسلام خاتم الأديان السماوية؛ لذا نرى أنَّ هناك اهتمام بمعجزة القرآن الكريم، والتركّز عليها لكونها معجزة عقلية معنوية باقية مهما تعاقبت الأيام والسنين، وهذا من شأنه أن يُثبت عالمية الإسلام ويُظهرها .
رسالة الإسلام موجهة لجميع البشر
يمتاز دين الإسلام عن غيره من الأديان السماوية بميزات عدة؛ لعل أهمها على الإطلاق يكمن في كون الإسلام دينٌ عامٌ لجميع البشر؛ بحيث لا يقتصر على زمان ومكان محددين، أو على قوم وفئة من الناس دون غيرهم.
وممّا يدلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، وقوله -تعالى-: (وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّـهِ شَهِيدًا)، فكان من حكمة الله -تعالى- أن يجعل لمعجزة الإسلام -وهي القرآن الكريم- خصوصية لم تكن لسواه من المعجزات التي أيّد الله -تعالى- بها رسله وأنبياءه.
وتظهر خصوصية معجزة القرآن الكريم من خلال أمرين:
- أوّلها: أنّ الله- تعالى- جعل معجزة القرآن الكريم عقلية معنوية لا حسية ، ومعجزة غير شخصية فلا ترتبط بشخصية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
- وثانيهما: أنّ الله -تعالى- قد تكفّل بحفظ معجزة القرآن الكريم من التحريف والتبديل والتغيير؛ لقول الله -تعالى-: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)، ومن خلال ما سبق تتضح عالمية الإسلام بكونه دينا لعامة البشر.
شمولية الإسلام وتوازن شريعته
تمتاز شريعة الإسلام وتعاليمه بثلاثة أمور:
- أوّلها: شمولية الإسلام لجميع مناحي الحياة ؛ بحيث لم يترك صغيرة أو كبيرة إلّا وقد ذكر فيها خبراً، أو جعل لها حكماً، أو أدرجها ضمن أصل أو قاعدة، كما عمد إلى إمداد الإنسان بالعلاج الناجع لمشاكل الحياة وتعقيداتها.
- ثانيها: صلاحية تطبيق وتنفيذ أحكام وتعاليم الإسلام في كل زمان ومكان، لكونها مواكبة للأحداث والمستجدات والمتغيرات.
- ثالثها: موافقة الإسلام للفطرة البشرية، وتحترم العقل البشري وتُقدّره.
نبذ العنصرية والقبلية في الإسلام
أكّد الإسلام على أنّ جميع الناس متساوون وأنَّ أصلهم واحد ذكرواً كانوا أم إناثاً ، فدعا إلى نبذ العنصرية والقبلية؛ حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:(يا أيُّها النَّاسُ، ألَا إنَّ ربَّكُم عزَّ وجلَّ واحدٌ، ألَا وإنَّ أباكُمْ واحدٌ، ألَا لا فَضْلَ لعربيٍّ على عَجَميٍّ، ألا لا فَضْلَ لأَسْودَ على أحمرَ إلَّا بالتَّقوَى)، وبناءً على ذلك فإنّ اعتناق الإسلام والدخول فيه متاح لكافة الناس دون قيود أو حدود.
كما أنّ أحكام الإسلام وتعاليمه لا تُفرّق بين عربي وأعجمي، وبين غني وفقير، أو أسود وأبيض، وخير ما يُظهر ذلك الصلاة التي تعد أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين؛ حيث يقف الناس فيها بين يدي الله -تعالى- على اختلاف ألوانهم وأجناسهم وأعراقهم، فيركعون ويسجدون ويسلّمون معاً، وكذلك حالهم في الحجّ؛ فلباسهم واحد، ويقفون على صعيد واحد مُتضرعين إلى الله -تعالى- بالدعاء، والتهليل، والتلبية، دون أن يتمايز أحدهم عن الآخر.
وتجدر الإشارة إلى أنّ من أعظم الأحداث التاريخية الإسلامية التي تُثبت وتؤكد رفض الإسلام للعنصرية ونبذها هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ومن خلال ما سبق تتضح عالمية الإسلام بكونه دينا يرفض العنصرية بكافة أشكالها.