مظاهر تكيف الحيوانات مع البيئة الصحراوية
مظاهر تكيف الحيوانات مع البيئة الصحراوية
تعتبر الصحراء الموطن الأصلي لعدة أنواع من الكائنات الحية، مثل الزواحف، والحشرات، والطيور، بالإضافة إلى بعض أنواع الثدييات الصغيرة، إلا أنّ بعض الحيوانات كبيرة الحجم لم تستطع التكيف للعيش في الصحراء، حيث منعها حجمها الضخم من العثور على ملجأ مناسب يحميها من حرارة الشمس، إضافةً إلى عدم قدرتها على تخزين المياه لاستخدامها عند الحاجة، أما الحيوانات التي تعيش في الصحراء فقد طورت عددًا من التكيفات والآليات السلوكية والفسيولوجية لحل المشاكل التي تتعرض لها في البيئة الصحراوية ، وهي كالآتي:
تجنب الحرارة
تتنوع التقنيات السلوكية التي يستخدمها الحيوانات الصحراوية لتجنب درجات الحرارة المرتفعة، حيث هناك أنواع معينة من الطيور، مثل: الطائر الطنان في كوستا، الذي يبدأ بالتكاثر في أواخر الشتاء، ثم يغادر في أواخر الربيع عندما تصبح درجات الحرارة مرتفعة، فيما يزداد نشاط الزواحف والثدييات عند غروب الشمس أو في الليل فقط، وتدفن السحالي نفسها في الرمال أثناء النهار لتحمي نفسها من درجات الحرارة المرتفعة، بينما تقوم بعض أنواع القوارض بحفر جحور مغلقة بالكامل لمنع دخول الهواء الساخن.
يزداد نشاط العديد من الطيور في ساعات الفجر وبعد غروب الشمس، وأما البعض الآخر فينشط طوال اليوم، ولكنه دائمًا ما يكون في الظل، فيما قد ينام بعض أنواع الحيوانات الصحراوية ، مثل السنجاب البري المستدير الذيل، حيث تدخل في حالة من الاستسقاء عندما تصبح الأيام حارة جدًا وجافة، حيث إنها تنام في النهار وتستيقظ عندما تنخفض أشعة الشمس، وأما الضفادع الصحراوية فتبقى مختبئة تحت سطح الأرض لحين سقوط الأمطار وامتلاء البرك، حيث تقوم حينها بالتكاثر، ووضع البيض، والحصول على الغذاء والماء لفترة طويلة أخرى.
فقدان الحرارة
تقوم الحيوانات الصحراوية بتطوير آليات خاصة تساعدها على التخلص من الحرارة الزائدة وزيادة دوران الهواء حل أجسامها، حيث تمتلك الإبل طبقة رقيقة من الفراء عند أسفل بطنها، والتي تساعدها على فقدان الحرارة الزائدة، أما طيور البوم، وصقور الليل فهم يطيرون وأفواههم مفتوحة لتساعدهم على تبخر الماء من الفم فقط، كما تقوم النسور بالتبول على أرجلها لتبريدها، كما أنها تستطيع الطيران عاليًا في الهواء للحصول على هواء أكثر برودة، وتمتلك الأرانب البرية آذانًا كبيرة الحجم تحتوي على العديد من الأوعية الدموية، تساعدها على فقدان الحرارة عندما يتواجد الأرنب في الظل.
الاحتفاظ بالمياه
لا يقوم الجمل بالاحتفاظ بالماء داخل سنامه، بل إنه قد قام بتطوير آليات تساعده على البقاء لفترة طويلة دون شرب الماء، وقد تحتوي أجسام بعض القوارض على كلية بأنيببات إضافية تساعدها على إعادة امتصاص الماء الزائد من بولها، وإعادته إلى مجرى الدم لترطيب جسمها، كما تفرز بعض أنواع الزواحف والطيور حمض البوليك كمركب أبيض جاف، لمساعدتها في الحفاظ على الماء في جسدها.
الحصول على الماء
يُشار إلى أنّ المخلوقات الصحراوية تستمد المياه مباشرة من النباتات، مثل الصبار، كما هناك العديد من أنواع الحشرات التي تعيش في الصحاري بهذه الطريقة، وتحصل الحشرات الصغيرة على الماء من سيقان النباتات، بينما تحصل الحيوانات الكبيرة على الماء من أوراق النباتات، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك بعض الحيوانات الصحراوية التي تستخدم كل هذه الآليات الجسدية والسلوكية للنجاة من خطر الحرارة والجفاف، كما أن هناك بعض الثدييات الصحراوية كفئران الكنغر التي تعيش تحت الأرض، كما أنها تستخدم الأعشاب في تغطية نفسها من حرارة الظهيرة، وإعادة تدوير الرطوبة من تنفسها.
خصائص البيئات الصحراوية
تتميز البيئات بالعديد من الخصائص المناخية والطبوغرافية والحيوية، ومنها:
- تعتبر المناطق الصحراوية من المناطق الجافة للغاية نهارًا، أما ليلًا فترتفع درجة الرطوبة فيها نسبيًا.
- تتميز البيئات الصحراوية بدرجات حرارة مرتفعة جدًا، وتتفاوت بين الليل والنهار.
- تكون الأمطار الصحراوية موسمية، وهي تختلف باختلاف الزمان والمكان.
- تكون سرعة الرياح عالية جدًا في المناطق الصحراوية.
- تتميز المناطق الصحراوية بوجود كميات كبيرة من الإشعاع الشمسي .
- تحتوي المناطق الصحراوية على معدلات تبخر مرتفعة للغاية.
- تتميز تربة البيئات الصحراوية بأنها رملية، وجافة، وخالية من الكربون العضوي والنيتروجين.
- تواجه الحيوانات الصحراوية نقصًا حادًا في الغذاء، وذلك بسبب قلة الغطاء النباتي في الصحراء.
- يندر وجود المياه في المناطق الصحراوية الساخنة، أما المناطق الصحراوية القطبية فهي تحتوي على مياه في شكل جليد، وبالتالي فهي أيضًا غير متوفرة للنباتات والحيوانات.