مظاهر السريالية في الشعر
مظاهر السريالية في الشعر
منذ ظهور الحركة السريالية تأثرت الفنون الأدبية بها, وأصبح لا يخلو منها اي عمل فني, فدخلت السريالية إلى الشعر وأصبحت حركة فنية تعبر عن رغبة الشعراء في الغوص إلى ما وراء الواقع الذي نعيشه, وخلط الفكر الواعي بالفكر اللاواعي, في صورة خارجة عن المألوف, ليتشكل نمط مختلف في مضمون البناء الشعري المتعارف عليه.
دخول الحركة السريالية كمدرسة أدبية على الفنون الشعرية وتحويله إلى القصيدة النثرية التلقائية
حيث توجه الفنان نحو الكتابة النثرية للتعبير عن طبيعة التفكير اللاواعي المتمثل بالإبداع في الأسلوب نثراً وكتابةً بعيداً عن رقابة العقل المنطقي الواعي.
توجه القصيدة صوب الكتابة التي تصل إلى أعماق الذات
فمن خلال الحركة السريالية أصبح بإمكان الفنان الوصول إلى أعماق النفس الواعية واللاواعية التي تفوق الواقع المرئي, التي يمكن أن تصل إلى حالات الجنون والهذيان التي تستشف هموم وآلام الذات التي تستقر في الذات البشرية.
تحرر الكتابة الشعرية من أي استخدام للعقل
فالسريالية أعطت أهمية كبرى للتحرر الشامل في الفكر لتحرير العقل من أساليب التعبير الثابتة, مؤكدين على الشعور أكثر من الفكر, وعلى الصورة أكثر من الكلمة, وعلى الغريزة أكثر من المنطق.
تحرر الكتابة الشعرية من مقاييس اللغة
ابتعدت القصائد السريالية عن قوالب وتقنيات القصيدة التقليدية القديمة بكل مقاييس اللاالتزام شكلاً ومضموناً, وتحررت من مقاييس اللغة لتواكب الأحلام والتناقض اللامحدود في لغة القصيدة الشعرية السريالية.
رفض القصائد السريالية الالتزام بقيود الشعر
تجلت السريالية في الدواوين الشعرية بصورة واضحة عن طريق رفض التقاليد والمقاييس التي يلتزم بها الشعر, فقصائد الديوان بلا قافية ولا وزن ولا سرد, وتحتوي على شخابيط وبتر حروف وعدم تنقيط للكلمات, وبعيدة عن قواعد اللغة ونصوص البلاغة، ومن مظاهر السريالية أيضاً التي ظهرت في الشعر.
الاهتمام بالمرأة
أصبحت المرأة تنال مكانة في الشعر السريالي قلما بلغتها في شعر الآخرين, وقد أخذ السرياليون بالقول بأن الرجل ما هو إلا نصف مخلوق، وذلك هو المنبع الأول للحب, فكل واحد منهم يبحث عن النصف الذي ضاع منه.
الاهتمام بالأحلام والغوص في اللاشعور
حيث أن هذا الإهتمام يعبر عن اللاوعي الذي يعتبر من أهم مظاهر السريالية, فاعتبر الشعراء أن الأحلام واللاشعور اخطر الينابيع التي ينبثق منها الشعر السريالي.
الإيمان بالمصادفات ومعاداة العقل والمنطق
فالسرياليون يرون أن المنطق هو تجريد عقلاني لا يرتبط بالواقع، ولا يعبر عنه، واعتبر الشعراء السرياليون أن العقل قد قاد العالم إلى الحرب والدمار, وأن نتاجات العقل هي تناجات زائفة لا صدق فيها لأنها تعبر فقط عن الجانب السطحي من الحياة التي نعيشها، وأن الشعر الممتاز في رأيهم هو شعر الغموض والحدس واللامنطق.
إدخال مفهوم جديد للجمال
عند دخول السريالية في الشعر، اكتشف السرياليون جمالية القبح وأدخلوا إلى الشعر ألفاظاً منفرة كالجيف والحلازين والديدان, وعرفوا الجميل بأنه الغريب الذي يستعصي على الفهم.
ابتعاد الكتابة الشعرية عن قواعد المنطق
هذا ما يعرف بالكتابة الآلية التي تتمثل بالكتابة العفوية غير المدروسة، وهذا لا يعتبر نوعاً من العبثية, وإنما يمثل موقفاً فكرياً ونظرة من زاوية مختلفة للعالم والمجتمع المحيط, فقد أصبح الشعراء يتأثرون بالتدفق الشعوري النابع من الداخل بعيداً عن فاعلية الرقابة الواعية عليه, ودفعتهم للخروج إلى فضاء اخر, وهذا ما نراه واضحاً في شعر أدونيس.