مضامين آيات سورة يس
مضامين آيات سورة يس
تضمنت سورة يس العديد من المواضيع ضمن آياتها وفي مقالنا سنتحدث عن هذه المضامين وسأتحدث قليلاً عن سورة يس؛ كاسمها وترتيبها وفيما يأتي بيان لأهم ما تضمنته:
- تأكيد أمر القرآن وأن الرسالة من عند الله العزيز الحكيم
وبما أن العرب لم يسبق وأن جاءهم رسول؛ ففي هذا تهيئة لنفوسهم لقبول الدين، فليس عندهم شاغل سابق يعز عليهم، أو يكتفون بما فيه من هدى.
- وصفت الآيات إعراض أكثرهم عن تلقي الرسالة
وحرمانهم من الانتفاع بالهدي، وأن الذين اتبعوا الإسلام هم أهل الخشية وهم على صراط مستقيم.
- فيها ذكر لقصة أصحاب القرية
الذين أعرضوا وكذبوا رسلهم، كما فعلت قريش مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
- توضيح جزاء كل من آمن مع النبي
وارتفاع درجاته في الآخرة، وسوء عاقبة المعرضين.
- ذكرت السورة عدداً من مظاهر قدرة الله -تعالى-
بإحياء الأرض الميتة، وتعاقب الليل والنهار وسير الكواكب، ودوران الأفلاك.
- تحدثت عن قصة المكذبين
والمتمسكين بالأصنام؛ الذين أرسل الله -تعالى- لهم نوحاً -عليه السلام- ، فهلك من أعرض ونجا من آمن.
- تذكير المؤمنين بواجب الشكر على النعم؛ وارتقاب الجزاء واتباع دعاة الخير.
- دعت الآيات إلى الإقلاع عن الشرك والاستهزاء بالرسل؛ وأن يدرك الإنسان أن الشيطان هو عدوه.
- تنزيه القرآن الكريم من أي كلام قيل عنه
وأنه من المستحيل أن يكون صادراً عن شاعر من الشعراء.
- تسلية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
بأن لا يحزنه قولهم، فالله -تعالى- خلقهم وسيعيدهم مرة أخرى للجزاء والحساب رغم إنكارهم ذلك.
بين يدي سورة يس
هي سورة مكية، عدد آياتها ثلاث وثمانون آية، ترتيبها هو السادسة والثلاثون بحسب الرسم القرآني، ونزلت في الفترة المتوسطة من حياة المسلمين؛ أي ما بين الهجرة إلى الحبشة وبين الإسراء، ونزلت بعد سورة الجن ، وقد نزلت سورة الجن بعد ذهاب الرسول إلى الطائف ليعرض الإسلام على أهلها، وذلك في السنة العاشرة من بعثته.
وتسمى سورة يس لأنها ابتدأت بها قال -تعالى-: (يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)، ويقال لها أيضاً سورة حبيب النجار ويطلق عليه مؤمن آل ياسين، وذلك لأن السورة ذكرت قصته في قوله -تعالى-: (وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ)؛ فقد نصحهم ودعاهم لعبادة الله إلا أنهم اجتمعوا عليه وقتلوه؛ فأدخله الله الجنة وأرسل عليهم الصيحة.
أسرار ترتيب سورة يس
اتصلت هذه السورة بالسورة التي قبلها من عدة نواحٍ؛ سأبينها فيما يأتي:
- تحدثت سورة فاطر عن النبي محمد في قوله -تعالى-: (وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ)، وقوله -تعالى-: (وَأَقْسَمُوا بِاللَّـهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا)، وكيف أعرضوا عنه وكذبوه؛ فابتدأت سورة يس بالحديث عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحة رسالته وصدق نبوته، وأنه على صراط مستقيم؛ لينذر قوماً لم ينذر آباءهم وهذا واضح جداً.
- في سورة فاطر ورد قوله -تعالى-: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ)، وفي سورة يس قوله -تعالى-: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ*وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)، وهذا واضح وبسيط.
- في سورة فاطر قال -تعالى-: (وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ)، وفي سورة يس قال -تعالى-: (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ*وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ* وَإِن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنقَذُونَ﴾، وفيه زيادة في البساطة.