مصادر التذوق الأدبي
مصادر التذوق الأدبي
يُعدُّ التذوق الأدبي واحداً من المكملات الأساسية لعملية القراءة في مجال الأدب؛ فعندما يقوم الشخص بالقراءة يكون هدفه الرئيسي الوصول إلى أكبر قدر من الفائدة ، إذ إنَّ القراءة كما هو معلوم غذاء العقل والروح، تمامًا كما هو الطعام غذاء للجسد. والقراءة الأدبية لا تكتمل إلّا بالتذوق الأدبي، ومصادر التذوق الأدبي كالآتي:
- مخالطة النخبة
إنّ مخالطة الأدباء والشعراء الكبار، إضافة إلى مطالعة الروائع العالمية لكبار الفن في العالم، علاوةً على الاطلاع على حياة النقاد واتجاهاتهم وأذواقهم وأساليبهم يعتبر مصدراً مهماً من مصادر التذوق الأدبي.
- العقل الرزين
من خلال العقل الرزين يحكم القارئ في التناسب، والترتيب، والقصد، والعلاقات المشتركة بين السبب والنتيجة، وبين الوسيلة والغاية.
- العاطفة
العاطفة هي الشعور والإحساس الواقع في النفس مباشرة عن طريق الحواس المعروفة لدى الإنسان.
مصادر التذوق الأدبي من الجانب النفسي
ويمكن تقسيم مصادر التذوق الأدبي من الجانب النفسي إلى ما يأتي:
- الاستمرارية الخبرية
من شروط النمو الجمالي والمحافظة عليه توفير الإمكانات والظروف الملائمة لتلقي الخبرات الجمالية التي تخص هذا المجال.
- متابعة البارعين في المجال المرغوب من الشخص
يعتبر اتخاذ قدوة في مجال معين سواء باتصال مباشر او عن بعد والذي ينتج عنه الاستلهام، والتقليد الجيد، والحصول على بعض الخصائص التي تخص هذا المجال؛ فإن ذلك يساعد جداً في تكوين الذوق عند الأفراد.
- التركيز على التمكن من تقنيات الفن المرغوب اكتسابه
من الواجب التقيّد بأصول أي فن يراد اكتسابه ومراعاة أدائه للوصول غلى مرحلة التذوق نهاية.
- سيطرة الشخص الداخلي على الخارجي
يجب على المرء أن يتخلص من الواقع الخارج الذي يشغل نفسيته ويستهلكها ويرهقها، أو يحمله على التركيز على ذهنه فيها في سبيل أن يتعمق فيما بداخله لإخراج طاقاته المكبوتة والإبداع المخفي بداخله، وكل ذلك يساعد في تكوين التذوق عنده.
تعريف التذوق الأدبي
يمكن تعريف التذوق الأدبي بأنَّه: المقدرة على تدارس النص الأدبي بالتذوق والتحليل، عبر إدراك جوانب الجمال فيه، وفهم التراكيب ودلالاتها، ودقة المعاني، وتحديد قدر الصور البيانية، والتنبّه إلى العبارات المبتدعة، والتحليل الأسلوبي للنص ، وتقديم النقد لعناصر التجربة الشعرية، وتمكينه من إصدار الأحكام على النص.
أهمية التذوق الأدبي
يهتم العالم في العصر الحديث إلى تنمية الذوق بجميع الأساليب والطرق، وذلك لأنَّ الذوق الرفيع يعتبر عنواناً للرقي والتقدم ، فأصبح الذوق عاملاً أساسياً في شتى الأمور حتى وصل أن يكون عنصراً أساسياً في المعايير الصناعية والعمرانية.
التذوق السليم للأدب يحقق غايته، وهي إصلاح الشعور والأخلاق، وتنقية النفس، ولذلك تعتبر تنمية الذوق هي الهدف الرئيسي الأول في تدريس العمل الأدبي ، ويمثل الذوق أهمية ضرورية للمبدع بحكم أنَّه أول المتذوقين لأعماله، أما المتلقي؛ فتذوق النص الأدبي يجعله يدرك الهدف منه، وصاحب الذوق الصحيح باستطاعته تقدير الآثار الأدبية والفنية وإدراك ما في الكون من تناسق وجمال.
طرق التذوق الأدبي
إنّ من طرق الوصول إلى مرحلة التذوق الأدبي السليم ما يأتي:
- القراءة المُتأنية: تُعتبر القراءة المُتأنية إحدى أهم وسائل التذوق الأدبي التي يُمكن استعمالها في سبيل الحصول على المزايا والفوائد المتمخضة من التذوق الأدبي.
- الحصول على الهدوء: لكي تتذوق القراءة الأدبية أو القراءة بأي شكل من الأشكال، فإنّ ذلك يتطلب قدراً من الهدوء حتى يتسنى للقارئ التركيز فيما يقرأ.
- تكوين خلفية ثقافية بسيطة: إنّ من الأفضل أن يكون لدى القارئ إلمام ولو بشكل بسيط عن الشيء الذي يرغب بقراءته، وأن يعرف على الأقل أبسط المعلومات عنه حتى يستطيع أن يحكم على ما سيقرأه، وبالتالي تذوقه تذوقًا صحيحًا خالياً من الشوائب، وهذا الذي لن يتوفر إذا كان غير مُلم بأي جانب من نواحي الموضوع الذي سيقرأه أو حتى تعرف أبسط التفاصيل عنه.
- البحث في التفاصيل: يعتبر التذوق الأدبي حالة من الحالات التي لا يمكن أن يعيشها القارئ إلا إذا تتبع التفاصيل؛ حيث إنَّ المتذوق الصحيح لا بد أن يتقن مهارة تتبع التفاصيل، وتلك المهارة من الصعب اكتسابها، لكنها تبقى ثابتة كأحد أهم وسائل التذوق الأدبي السليم.