مشروبات ساخنة لعلاج الكحة
هل يمكن للمشروبات الساخنة أن تعالج الكحة
يمكن أن تساعد المشروبات الساخنة على تهدئة السعال بشكل أفضل من المشروبات التي تكون بدرجة حرارة الغرفة، لذا ينصح بشُرب الشاي أو الماء الساخن لتوفير الراحة وتخفيف الكحّة. ويمكن للمشروبات الساخنة أن تساعد على تخفيف الكحة بعدَّة طرقٍ منها:
- تهدئة قرحة الحلق الناجمة عن السعال.
- إرخاء المخاط ؛ حيث يمكن أن تساعد السوائل الدافئة على تفكيك المخاط أو تفتيته، مما يسهّل التخلّص منه مع السعال.
كما قد تمتلك بعض المكونات الطبيعيَّة في شاي الأعشاب خصائص مضادة للالتهابات، والميكروبات، ويجدر الذكر أنَّ الكثير من حالات السعال تختفي من تلقاء نفسها بمرور الوقت، ومع ذلك فمن المهم استشارة الطبيب في حال استمر السعال لأكثر من 3 أسابيع، أو في حال المعاناة من أعراض أخرى.
مشروبات ساخنة لتخفيف الكحة
أشارت إحدى المراجعات التي نُشرت في مجلّة Complementary Medicine Research عام 2015، إلى أنَّه قد يوصى باستخدام الأعشاب لتخفيف الكحة كعامل مساعد، بالتزامن مع استهلاك الأدوية التي يصفها الطبيب، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء باستهلاك أيّ نوعٍ من الأعشاب، ونذكر في ما يأتي بعض المشروبات الساخنة التي يمكن استخدامها لتخفيف السعال بعد استشارة الطبيب:
- الزنجبيل: أشارت دراسةٌ أجريت على الحيوانات نُشِرَت في مجلّة American Journal of Respiratory Cell and Molecular Biology عام 2013، إلى امتلاك الزنجبيل خصائصَ مُرَخّيةً للقصبات الهوائية، ويُعزى ذلك إلى احتوائه على بعض المركبات المفيدة، مثل: الجينجرول (بالإنجليزية: Gingerol)، والشوجول (بالإنجليزية: Shogoal)، وهي المكونات النشطة في الزنجبيل المسؤولة عن توسيع القصبات، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات لتأكيد ذلك.
- ويمكن تحضير شاي الزنجبيل بإضافة 20-40 غراماً من شرائح الزنجبيل الطازجة إلى كوب من الماء الساخن، وتركه منقوعاً بضع دقائق قبل شربه.
- اللبلاب المتسلق: يجدر التنويه إلى أنَّ عشبة اللبلاب لها عدَّة أنواع، ويُعدُّ اللبلاب المتسلق النوع الذي يشيع استخدامه لتخفيف الكحة، ولا يُنصَح باستخدامه للحامل والمرضع.
- الختمية الطبية: أو الخبيز (بالإنجليزية: Marshmallow)، وهي عشبة استُخدِمَت منذ زمن لتخفيف السعال، والتهاب الحلق، حيث يمكن لهذه العشبة تخفيف التهيج الناجم عن السعال، بسبب محتواها العالي من الهلام النباتي، وهو مادة صمغيَّة سميكة تُغلّف الحلق، وقد لوحظ في إحدى الدراسات التي نُشرت في مجلّة Complementary Medicine Research عام 2005، أنّ الشراب الذي يحتوي على هُلام الختميِّة الطبية، ومكوناتٍ أخرى؛ قد ساعد على تقليل شدّة أعراض الكحة، وتخفيف السعال الناجم عن نزلات البرد، والتهاب الشعب الهوائية، وأمراض الجهاز التنفسي المُكوّنة للمخاط.
- وتتوفر الختمية الطبية على شكل شاي جاهز، أو أعشاب مجفّفة، ويمكن إضافة الماء الساخن إليها وشربها على الفور، أو تركها لتبرد، وكلّما طالت مدّة نقعها في الماء؛ زاد تركيز المادة الصمغيّة في المشروب.
- الزعتر: وجدت إحدى الدراسات التي نشرت في مجلّة Arzneimittelforschung عام 2006، أنَّ شراب السعال الذي يحتوي على الزعتر وعشبة أخرى؛ خفف من السعال عند الأشخاص المصابين بالتهاب القصبات الحاد، وقد يُعزى ذلك إلى مضادات الأكسدة الموجودة في الزعتر.
- ويمكن تحضير شاي الزعتر عن طريق إضافة ملعقتين صغيرتين من الزعتر المجفف إلى كوب من الماء الساخن، ونقعه مدة 10 دقائق، ثمّ تصفيته وشربه.
- عرق السوس: تبيّن في إحدى الدراسات التي أُجرِيَت على الفئران، ونشرت في مجلّة Bioorganic & Medicinal Chemistry عام 2018، أنَّ مستخلص عرق السوس قد قَلَّلَ تكرار السعال بنسبةٍ جيِّدة، ويعزى ذلك إلى احتواء عرق السوس على مركبات الليكوريتين (بالإنجليزية: Liquiritin)، والليكوريتين أبيوسيد (بالإنجليزية: Liquiritin apioside)، وهما مركبان يمتلكان خصائصَ مضادةً للسعال.
- ولكن يجدر التنبيه إلى أنّه قد يكون من غير الآمن تناول عرق السوس خلال فترة الحمل، ويمكن تحضير مشروب عرق السوس بإضافة ملعقة كبيرة من جذور عرق السوس المقطّعة إلى كوب من الماء، وغليه مدَّة عشر دقائق، ثمّ تصفيته لشربه.
- شوربة الدجاج: فقد لوحظ في إحدى الدراسات المخبريَّة التي نشرت في مجلّة Chest عام 2000، أنَّ حساء الدجاج قد يحتوي على عدد من المركبات التي تمتلك خصائص صحيَّة نافعة، ويمكن أن يكون لهذه المركبات خصائص غير قويَّة مضادة للالتهابات؛ ممَّا قد يساعد على تخفيف أعراض التهابات الجهاز التنفسيّ العلويّ.
مشروبات لتخفيف الكحة عند الأطفال
وجدت العديد من الدراسات التي أُجريت على الأطفال أنَّ للعسل تأثيراً قويّاً في تخفيف السعال الليلي، وتحسين النوم، وقد لوحظ في دراسةٍ نشرت في مجلّة Archives of pediatrics & adolescent medicine عام 2007، أنَّ الآباء يفضِّلون استخدام العسل لأطفالهم لتخفيف أعراض السعال الليلي، وصعوبة النوم الناجمة عن عدوى الجهاز التنفسي العلوي؛ لذا فقد يكون العسل طريقة جيّدة لتخفيف السعال، وصعوبة النوم المرتبطة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي في مرحلة الطفولة.
ويمكن تحضير شاي العسل والليمون عن طريق إضافة ملعقة كبيرة من العسل، وملعقة كبيرة من عصير الليمون إلى كوب من الماء المغلي، ويُفضَّل استخدام العسل العضويّ الخام، ويجدر التنبيه إلى أنّه يجب عدم تقديم العسل للأطفال الرضع بعمر أصغر من 12 شهراً، وذلك لأنّه من المحتمل أن يسبب إصابتهم بحالةٍ خطيرةٍ تُسمى التسمّم السجقي (بالإنجليزيَّة: Botulism)، وهو أحد أشكال التسمم الغذائي النادرة، ولكنَّه خطير؛ لذا يجب عدم إعطاء العسل للأطفال بعمر أقل من السنة.
وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول المشروبات المفيدة لعلاج الكحة عند الأطفال يمكنك قراءة مقال مشروبات لعلاج الكحة عند الأطفال .
مشروبات لتخفيف البلغم
يُعدّ البلغم جزءاً مهمَّاً من الجهاز التنفسيّ، ولكنّه في بعض الأحيان قد يسبّب الشعور بعدم الراحة، ولتخفيف البلغم أو التخلّص منه، لا بدَّ من الإكثار من السوائل، والحفاظ على رطوبة الجسم؛ حيث يمكن أن يساعد شرب كمية كافية من السوائل، خاصّةً الدافئة منها، على تدفّق المخاط، كما يمكن أن يخفف الماءُ من الاحتقان عن طريق المساعدة على تحريك المخاط، ويمكن احتساءُ أيّ نوعٍ من السوائل الصحيّة، كالعصير الطبيعيّ، أو حساء الدجاج الصافي، ومن الخيارات الصحيّة لشرب السوائل: أنواع الشاي الخالية من الكافيين، وعصير الفواكه الدافئ، أو ماء الليمون.
أطعمة تهيج الكحة
يُعدُّ السعالُ ردَّ فعلٍ من الجسم لمحاولة إزالة المهيّجات من الشعب الهوائيّة، حيث تدخل المُهيّجات إلى الجسم أحياناً عند تناول الطعام، وقد يؤدي ذلك إلى السعال، كما قد تحدث الكحّة نتيجة الحساسية ، وهي من الأسباب الشائعة للسعال بعد الأكل، ويمكن أن تتطور الحساسية بأيّ عمر، ولكنها تتطور عادةً في مرحلة الطفولة، ومن الأطعمة الشائعة المسبّبة للحساسية: الحليب، والصويا، والفول السوداني ، والمكسرات، والبيض، والمحار، وقد يعاني الشخص من الحساسية تجاه نوعٍ واحدٍ أو أكثر من الأطعمة؛ فإذا كان الشخص يسعل نتيجة حساسية الطعام فمن الضروري أن يكتشف الأطعمة التي تسبب له السعال، ويمكن للطبيب المساعدة على تحديد الأطعمة المسببّة لرد الفعل التحسسي.
وللاطلاع على مزيدٍ من المعلومات حول الأغذية التي تهيج الكحة يمكنك قراءة مقال أطعمة تهيج الكحة .
نصائح للمساعدة على تخفيف الكحة
يجدر التنويه إلى أنَّه لا يمكن علاج نزلات البرد أو الإنفلونزا، وإنَّما يمكن تخفيف السعال والتهاب الحلق الذي يصاحبهما، وفيما يأتي بعض النصائح للمساعدة على تخفيف الكحة:
- شرب السوائل: حيث تحافظ السوائل على رطوبة الحلق وراحته، وقد يتوقف السعال عند توقّف ألم الحلق، ويمكن استهلاك أيّ نوع من المشروبات باستثناء المشروبات المحتوية على الكافيين ، والتي قد تسبب الجفاف، كما ينصح بتجنب عصير البرتقال والمشروبات الحمضيّة الأخرى إذا كانت تزعج الحلق.
- أخذ قسط من الراحة: يحتاج الجسم إلى الطاقة الكافية لمحاربة الفيروسات، لذا يجب أخذ قسط كافٍ من الراحة إذا أراد الشخص التخلّص من نزلات البرد، والسعال.
- تجنب التلوث الهوائي: يعدُّ الدخَّان ضاراً بشكل خاص عندما يكون الشخص مريضاً، حيث يمكن أن يسبب تهيّج السعال، لذا يجب الامتناع عن التدخين ، ومحاولة الابتعاد عن المدخّنين.
- تناول أقراص المص الصلبة المخصّصة للحلق والسعال: يمكن أن تساعد هذه الأقراص على تخفيف السعال، إذ إنَّها تحفّز إفراز اللعاب، وتساعد على إبقاء الحلق رطباً، ممّا قد يخفف الألم الناتج عن التهاب الحلق الجاف، ويجدر التنويه إلى عدم إعطاء الأطفال الصغار هذه الأقراص، لأنّها قد تسّبب الاختناق.