وفاة دوستويفسكي
وفاة دوستويفسكي
حكمت المحكمة الروسية في 16 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 1849م على فيودور دوستويفسكي (Fyodor Dostoevsky ) بالإعدام، ولكن تمّ تخفيف الحكم بالإعدام في اللحظات الأخيرة قبل تنفيذه، وتغييره إلى السجن أربع سنوات مع الأعمال الشاقة الحكم، ونفي إلى سيبيريا، بعد ذلك أُطلق سراحه عام 1854م، وعمل على الحدود المنغولية كجندي.
في مساء يوم 9 من شباط/فبراير من عام 1881م توفي فيودور دوستويفسكي في مدينة س انت بطرسبرغ؛ نتيجة اضطراب رئوي، وليس من المعروف ما إذا كانت وفاته بسبب انتفاخ في الرئ ة، أو مرض السل ، وقد دفن دوستويفسكي بعد ثلاثة أيا م من وفاته في دير ألكسندر نيفسكي.
حياة دوستويفسكي
ولد فيودور دوستويفسكي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1821م في موسكو، وهو روائي روسي وكاتب للقصة القصيرة، بل هو أحد أفضل الروائيين على الإطلاق، وقد اشتهرت كتاباته بعمقها النف سي، والفلسفي، وعلم اللاهوت، و النقد الأدبي ، وقد عُرف أيض اً بنشاطه كصحفي.
لم يولد دوستويفسكي في طبقة النبلاء، وكان دائماً بحاجة إلى المال، وقد عمل والده كطبيب في مستشفى ماريانسكي للفقراء في موسكو، وكانت والدته امرأة مثقفة من عائلة معروفة.
أعمال دوستويفسكي
ترك فيودور دوستويفسكي إرثاً كبيراً من الأعمال العظيمة، ومنها ما يأتي:
- رواية مذلون مهانون: بعد إطلاق سراح فيودور دوستويفسكي من منفاه وانتقاله إلى العيش في مدينة سانت بطرسبرغ بدأ بكتابة هذه الرواية، وذلك عام 1861م، وتدور أحداث الرواية حول شخصية اسمها فانيا، وربما عكست الرواية أحداثاً موازية لحياة دوستويفسكي بخروجه من السجن ومواصلة حياته، ويظهر في هذه الرواية تأثر دوستويفسكي بأعمال تشارلز ديكنز، والذي كان كثيرًا ما يقرأ له أثناء فترة وجوده في المنفى.
- رواية الجريمة والعقاب : تُعدّ هذه الرواية من أهم أعمال دوستويفسكي، وقد كتبها عام 1866م، وتركز على الألم العقلي والأخلاقي لشاب فقير يقتل عجوزاً مرابية للحصول على المال، ويحاول أن يبرر جريمته من خلال عمل أعمال خيرة في المستقبل بالمال الذي سيكون معه، ولكنه لم يستطع أن ينسى جريمته وبقي ضميره يؤنبه. وخلال فترة كتابته لهذه الرواية كان دوستويفسكي مديناً بمبالغ كبيرة من المال، وكان يحاول مساعدة أسرة أخيه المتوفي.
- رواية المقامر: كتب دستويفسكي هذه الرواية عام 1866م بينما كان تحت ضغط كبير لسداد ديونه بالمقامرة، وتحكي الرواية قصة مدرس شاب يحب ابنة أخت الجنرال، ويحاول أن يكسب حبها، وأثناء محاولاته يتورط في لعبة القمار.
- رواية الإخوة كارامازوف : أثناء كتابة دوستويفسكي لهذه الرواية عام 1879م توفي ابنه أليوشا البالغ من العمر ثلاث سنوات، بسبب مرض الصرع، وكان حزن الكاتب واضحاً في جميع فصول الرواية، وتُعدّ هذه الرواية رواية فلسفية عاطفية، تدور أحداثها في روسيا في القرن التاسع عشر، وقد أنهى فيودور دوستويفسكي حبكة الرواية قبل أشهر قليلة من وفاته، وتدور الحبكة حول الحرية، والدين، والأخلاق، ويعتقد بعض النقاد أنّ الإخوة الثلاثة في الرواية يمثلون مراحل مختلفة من حياة دوستويفسكي المليئة بالدراما والأحداث المأساوية.
- رواية ملاحظات من تحت الأرض: وقد كتبها عام 1964م، يُعتقد أنّ هذه الرواية واحدة من أول أعمال الوجودية، وتضم الرواية راويًا لم يذكر اسمه، وهو مسؤول سابق، كان قد تم نفيه تحت الأرض، وقد استخدام دوستويفسكي خياله في هذا الكتاب الرائد كطريقة للخطاب العام، متحديًا ما اعتبره إيديولوجيات إشكالية في عصره.