مراحل تطور الجنين شهر بشهر
الشهر الأول
يرتبط حدوث بداية الحمل بتوقيت الدورة الشهرية، فإذا كانت الدورة الشهرية لدى المرأة مدتها 28 يومًا في المتوسط، فمن المتوقع أن يكون هناك إباضة بعد حوالي أسبوعين من اليوم الأول لآخر دورة شهرية، وأثناء هذا الوقت تقريباً يقوم أحد المبيضين بإنتاج بويضة تتحرك عبر قناة فالوب ، بعد ذلك وخلال وقت قصير تلتقي الحيوانات المنوية بالبويضة، ثم تتحرك هذه البويضة المخصبة نحو الرحم، والتي تنغرس في بطانة الرحم، حيث يبدأ الطفل بالتطور من كرة صغيرة من الخلايا تسمى الكيسة الأُرَيميّة (بالإنجليزية: blastocyst) إلى تكوين خلايا جسم الطفل، وبعض الخلايا تكون المشيمة أو الكيس الأمنيوسي، وعندما يكتمل الشهر الأول من الحمل يكون الطفل قد تطور إلى جنين بحجم حبة التوت.
الشهر الثاني
ينمو الطفل في هذا الشهر بشكل كبير، حيث يزداد طوله من 1.6 سنتيمتر في الأسبوع الثامن إلى 5.4 سنتيمتر من الرأس إلى المؤخرة مع نهاية الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وسوف يصبح وجهه قريباً إلى الشكل الآدمي، وتبدأ الأذنان والعينان والفك بالتطور والانتقال إلى مكانها، وفي هذا الشهر أيضاً يتكون الأنف، ويصبح قادراً على التنفس ، وتنمو الذرعان لتصبحا أطول وتبدآن بالانحناء عند منطقة الكوع، وتنمو أيضاً أصابع اليدين الملتصقة، والتي سوف تصبح قريباً منفصلة عن بعضها البعض، وتبدأ الأرجل، والقدمان، وأصابع القدمين بالنمو، ومن بداية الأسبوع العاشر من الحمل، تبدأ المشيمة بتزويد الطفل بما يحتاجه من أوكسيجين ومواد مغذية، وفي هذا الشهر يتحرك الطفل ويركل جدار الرحم بأطرافه الجديدة.
الشهر الثالث
يكتمل في هذا الشهر نمو اليدين، والذراعين، والأقدام، والأصابع، وأصابع القدم، ويستطيع الطفل إغلاق وفتح فمه وقبضة يده، وتبدأ أظافر أصابع اليدين، وأظافر أصابع القدمين بالتطور، وتتكون الأذنان الخارجيتان، وتبدأ الأسنان بالتشكل، وتتكون الأعضاء التناسلية للطفل، ولكن في هذا الشهر من الصعب تمييز جنس الجنين عندما يتم تصويره بالسونار، ومع نهاية الشهر الثالث، يتشكل الطفل بشكل كامل، حيث إن جميع الأطراف وأجهزة الجسم تكون موجودة وتستمر في النضوج لغاية أن تصبح قادرة على القيام بوظائفها، ويقوم نظام الدورة الشهرية والجهاز البولي بالعمل وينتج الكبد المادة الصفراء، ويصل طول الطفل مع نهاية الشهر الثالث إلى 10.16 سنتيمتراً، ووزنه إلى 28.3495 غرام، وبعد ثلاثة شهور تنخفض بشكل كبير فرص إجهاض الحمل.
الشهر الرابع
يتطور طول الطفل في نهاية الأربعة شهور من 16.51 سنتيمتراً إلى 17.78 سنتيمتراً، والوزن يزداد من 170.097 غراماً إلى 198.447 غراماً، ويبدأ الطفل بتطوير ردود الفعل مثل البلع ومص الإبهام، وتتشكل براعم الأسنان، وتتكون الغدد العرقية على راحة اليدين، وعلى أخمص القدمين، وتصبح الأصابع، وأصابع القدمين محددة بشكل واضح وجيد، وفي هذا الشهر يمكن معرفة جنس الطفل ، ويصبح جلد الطفل وردي اللون ومشرقاً، وشفاف وطرياً ومغطى بشعر ناعم وأملس.
الشهر الخامس
يصل وزن الطفل في الأسبوع الواحد والعشرين من الحمل إلى 360 غراماً، ويصل طوله إلى حوالي 26.7 سنتيمتر، أو ما يقارب طول جزرة متوسطة الحجم، وفي هذا الشهر يستطيع الطفل أن يستمع إلى الأصوات القادمة من الخارج مثل صوت الأب والأم بشكل واضح، والحديث والغناء والقراءة للطفل في هذا الشهر تعد من الوسائل الرائعة والمهمة في تكوين علاقة وثيقة مع الطفل حتى قبل أن يولد، ويشبه الطفل في هذا الشهر حديثي الولادة، بالرغم من حاجته إلى الكثير من النمو، وتصبح حركات الطفل أقوى وقد يركل جدار الرحم بقوة، ويمر أيضاً بمراحل من النوم والاستيقاظ، ويبلغ وزن الطفل خلال 24 أسبوعاً حوالي 600 غرام، ويصل طوله إلى حوالي 30 سنتيمتراً من الرأس إلى أخمص القدمين، وتتطور الرئتان بشكل كاف مما يساعد على منح فرصة جيدة للحياة في حالة حدوث ولادة مبكرة مع توفر رعاية طبية خاصة.
الشهر السادس
يصبح في هذا الشهر لون جلد الطفل مائلاً إلى الأحمر ومجعداً، ويمكن أيضاً رؤية الأوردة من خلال بشرة الطفل الشفافة، ورؤية أصابع يديه وأصابع قدميه بشكل واضح، وتبدأ الجفون في التكون كجزء من العينين، وتصبح العيون مفتوحة، ويصبح لدى الطفل استجابة للأصوات من خلال سرعة نبضات القلب أو زيادة نبضات القلب، وملاحظة الرجة التي يحدثها الطفل عندما يشهق، ويصل طول الطفل في نهاية الشهر السادس إلى 30.48 سنتيمتراً ويبلغ وزنه حوالي 907.185 غراماً، وفي حالة ولادة الطفل قبل أوانه يمكن له البقاء على قيد الحياة بعد الأسبوع الثالث والعشرين مع توفر العناية المركزة.
الشهر السابع
يزداد طول الطفل في الأسبوع 30 من الحمل حوالي 39.9 سنتيمتر من الرأس إلى أخمص القدمين، ويصل وزنه إلى 1.5 كيلوجرام، وهو تقريباً بنفس حجم حبة جوز الهند، وكلما نما الطفل وكبر تصبح المساحة التي يتحرك بها داخل الرحم قليلة، لذلك تختلف ركلاته بعض الشيء، ولكن يجب أن يستمر الطفل بالتحرك وبالركلات، لهذا إذا شعرت الأم بأن حركة الطفل أصبحت قليلة يجب عليها الاتصال بالطبيب فوراً، ويبتلع الطفل السائل الأمنيوسي المحيط به، وطبيعة الطعام الذي تتناوله الأم من الممكن أن يغير من نكهة السائل الأمنيوسي ، وقد تطور في هذا الشهر دماغ الطفل وحليماته الذوقية بشكل كاف مما يساعده على الشعور بالنكهات المختلفة للسائل، وعندما يصبح الطفل قادراً على تناول الأطعمة الصلبة في عمر ستة أشهر تقريبًا، قد يفضل الأطعمة التي تذوقها عند وجوده في الرحم.
ومع نهاية هذا الشهر، يمكن أن يبدأ الطفل في الاستعداد للولادة من خلال تغيير وضعيته بحيث يصبح رأسه إلى أسفل، ولن تلتحم عظام الرأس لدى الطفل مع بعضها البعض حتى بعد الولادة، لهذا يصبح من السهل على الطفل المرور عبر قناة الولادة، وفي الأسبوع الثالث والثلاثين من الحمل يصل طول الطفل إلى حوالي أكثر من 43.7 سنتيمتر من الرأس إلى أخمص القدمين، ويبلغ وزنه حوالي 1.9 كيلوغرام، أي أنه تقريباً بحجم حبة الأناناس.
الشهر الثامن
يزن الطفل في أسبوعه 34 من الحمل، أكثر من 2.1 كيلوغرام، ويصل طوله إلى حوالي 45 سنتيمتراً من الرأس إلى أخمص القدمين، وهو تقريباً بحجم حبة البطيخ، وقد أصبحت حاسة السمع لدى الطفل أكثر تطوراً، ويستطيع التعرف على الأغاني التي تسمعها دائماً الأم، وأشارت الأبحاث إلى أن الطفل يتذكر نفس الأغاني بعد ولادته، ويهدأ على أنغامها، وفي فترة زمنية من هذا الشهر ترى الأم بطنها تتحرك بسبب حركة الطفل وركله لجدار الرحم، ومع بداية الأسبوع 36 من الحمل، قد يتحرك الطفل إلى أسفل داخل حوض الأم استعداداً للولادة، وخلال الأسبوع 37 من الحمل يكون الطفل قد وصل إلى فترة حمل كاملة، وبهذا يمكن أن يولد في أي وقت، وتتم ولادة ما نسبته فقط 5% من الأطفال في الموعد المتوقع لولادتهم، ويصل وزن الطفل إلى حوالي 3 كيلو غرام، ويبلغ طوله حوالي 49.8 سنتيمتر.
الشهر التاسع
يصل طول الطفل في الأسبوع 39 من الحمل إلى حوالي 50.7 سنتيمترات من الرأس إلى أخمص القدمين، ويبلغ وزن الطفل أكثر من 3.3 كيلوغرام، ويعتبر أي رقم بين 2.5 و4.0 كيلوغرام الوزن الطبيعي للولادة، وأصبحت الرئتان هنا لدى الطفل متطورة بشكل كامل، وجاهزة من أجل أخذ أنفاسه الأولى عند الولادة.