مراحل الانفصال العاطفي
مراحل الانفصال العاطفي
يُعد التعامل مع مشكلة الانفصال العاطفي عن شخص كان من المتوقع البقاء معه لفترة طويلة أمرًا صعبًا، لذلك عند التعرض لمثل هذا الموقف يمر الإنسان بمجموعة من المشاعر والأحاسيس المختلفة حتى يتمكن من استعادة حياته الطبيعية، وتُقسّم مراحل الانفصال إلى ما يأتي:
الإنكار
يُعد الانفصال نوعاً من أنواع الخسارة التي يتعرض لها الإنسان، وأول مرحلة من الخسارة هي الحزن لإنهاء العلاقة، لذلك غالبًا ما يبدأ الشخص بإنكار الانفصال سواء كان هو الشخص الذي بادر بالانفصال أم لا، لذلك يبدأ بالانسحاب من التواصل مع الآخرين وتجنّب التجمعات العائلية والأصدقاء، وتأجيل اتخاذ القرارات المهمة، والتي تُسبّب المشاكل في كثير من الأحيان عند محاولة تسوية الأمور وتجعلها أكثر صعوبة لذلك من الأفضل للشخص الحصول على الدعم من مختص في وقت مبكّر.
الغضب
ينتقل الشخص بعد الانفصال غالبًا من مرحلة الإنكار إلى مرحلة الغضب، والذي يكون تجاه نفسه أو تجاه الطرف الآخر، وعادةً ما يلجأ الشخص إلى الغضب في محاولة منه لجعل الطرف الآخر يدفع مقابل ما فعله إلا أن هذا الأسلوب يعود بصورة سلبية على الطرفين، مما يؤدي إلى مواجهة صعوبة في اتخاذ القرارات بصورة عقلانية وواضحة عند التفكير بالطرف الآخر بشكل سلبي سواء كانت هذه القرارات خاصة به أو بالطرف الآخر، مما يُؤدي إلى إعاقة القدرة على التفاوض للتوصّل إلى قرارات ودّية بين الطرفين،
كما أن الغضب يكون أحيانًا مدمراً لذلك من الأفضل للشخص إيجاد بديل لتفريغ الطاقة السلبية ، مثل ممارسة الرياضة، أو التحدث مع معالج.
الشعور بالذنب
عادةً ما يرغب طرف أكثر من غيره بالانفصال؛ لذلك فإن الطرف الآخر تنمو لديه مشاعر لوم الذات على الانفصال، إلا أنّ عليه أن يركّز على ذاته ويضع نفسه أولًا، ويتصالح مع موضوع الانفصال و يتخلّص من الشعور بالذنب ، وأنه سبب الانفصال، ربما يحتاج الأمر إلى بعض الوقت للتأقلم مع الوضع الجديد، يمكن للمشي في الطبيعة أو قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والعائلة أن يساعد على التخلص من هذه المشاعر.
الخوف
تظهر مشاعر الخوف للشخص عند الانفصال، عندما يبدأ بالتفكير بالطريقة التي سوف يتعامل فيها مع المواقف بمفرده، سواء كان ذلك في الأمور المالية أو العاطفية، إلا أن عليه مواجهة هذه المشاعر بشكل مباشر للتخلص من شعور الخوف.
المفاوضة
يبدأ أحد الأطراف بالمساومة مع الطرف الآخر عاطفيًا، والتي تكون عبارة عن محاولة لإنقاذ العلاقة من خلال بعض السلوكيّات مثل تقديم الوعود بالتغيّر والمستقبل المختلف، والدعوة إلى التسامح.
الحزن
مشاعر الحزن عند الانفصال أمرٌ لا بُدًّ منه، ويمكن أن يواجه الشخص صعوبةً في التعامل مع روتينه اليومي، ويبدأ بالشعور أن مستقبله يضيع، لذلك عليه أن يُعطي نفسه وقتًا كافيًا للشعور بالحزن، على أن لا يترك هذه المشاعر تتملّكه وتبقى لفترة طويلة وتتحول إلى الاكتئاب ، يُمكن استشارة مُختص في هذه المرحلة حتى يتمكن الإنسان من عبور هذه المرحلة.
التوازن
تبدأ مشاعر الشخص المُنفصل في هذه المرحلة بالاستقرار بحيث يكون قادرًا على التفكير بشكل واضح وعقلاني أكثر من قبل ويبدأ بالتفكير بأنه قادر على عيش حياته بصورة طبيعية بعد الانفصال.
القبول
مرحلة القبول هي المرحلة النهائية، يتوقف فيها الشخص عن الاهتمام بالماضي، بالإضافة إلى التوقف عن محاولة استعادة حياته التي كان يعيشها من قبل، ويبدأ التفكير بمستقبله وحياته بشكل أفضل أي أنها نوع من استعادة الشخص للسيطرة على حياته، غالبًا يمر جميع الأشخاص المنفصلين بهذه المرحلة، إلا أن وقت الوصول إليها يختلف من شخص إلى آخر وقد يستغرق بعضهم وقتًا طويلًا لعيش حياة طبيعية.