مدينة صباح الأحمد
مدينة صُباح الأحمد
مدينة صُباح الأحمد هي مدينة بحريّة تقع في دولة الكُويت في محافظة الأحمديّ، وتَبعُد عن مدينة الكُويت نحو 50 كم جنوباً، أما مِساحتها فتَبلُغ نحو 35,000,000 م، وتَشتمِل المدينة على وِحدات سكنيّة تتمتّع بكلّ ما يحتاجه الفرد الكُويتيّ من احتياجات مناسبة للمعيشة اليوميّة، كما تَشتمِل على أنشطة مختلفة للمستثمرِين كالأنشطة الصحيّة ، والأنشطة الرياضيّة ، والسياحيّة، والتعليميّة ، وتحتوي على المخازن وأماكن لدعم الحرف اليدويّة، كما تُوجد فيها القرية التكنولوجيّة الذكيّة، وهناك الشقق التجاريّة والمجمّعات والفنادق.
وما يميِّز مدينة صُباح الأحمد البحريّة أنها بُنيت في الصحراء في منطقة بحجم مانهاتن، تحيط بها بوّابات خاصّة للمد والجزر، حيث إنّها تسمح لماء البحر بالدخول إلى المدينة والوصول إلى نحو ستة أميال إلى الداخل، وتُعَدّ مدينة صُباح الأحمد مدينة متكاملة من جميع النواحي، حيث استُخدِمت في إنشائها تقنيات حديثة حوّلتها من صحراء قاحلة إلى مركز تجاريّ قادر على دعْم اقتصاد دولة الكُويت ، كما كان من شأن هذه المدينة أن تعزِّز من دَور القطاع الخاصّ في التطوير الاقتصاديّ الكُويتيّ.
وقامت فِكرة إنشاء المدينة في أساسها على تحويل المِساحات الكبيرة الصحراويّة والمستنقعات المالحة إلى وجهة مائيّة تحتوي على جميع أشكال الرفاهيّة، ولتتّسع لنحو 150,000-250,000 نسمة، وقد شارك في بناء المدينة نحو 2,500 عامل من دُول مختلفة بلغ عددها نحو 20 دولة، وكانت غالبيّتهم من الهند، حيث تضافرت جهود هؤلاء العمّال لإنجاز المدينة بالرغم من الصعوبات التي يواجهونها، ويُعَدّ ارتفاع درجة الحرارة أوّلها، حيث كان العمّال يتوقفون عن العمل في الصيف من الساعة الحادية عشْرة ظهراً إلى الساعة الرابعة عصراً، كما كانت عمليّة صَبّ الخرسانة تَحدُث خلال الليل في فصل الصيف تجنُّباً للمشكلات الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، وكان العمال ينثرون الثلج والماء البارد في كثير من الأحيان لخفض درجات الحرارة إلى المستوى المقبول.
مَرافق مدينة صُباح الأحمد
إنّ مدينة صُباح الأحمد هي مدينة لها واجهة بحريّة، وقد تم إنشاؤها لتُوفِّر لسكانها جميع وسائل الرفاهيّة والعيش الرغيد، وتتميّز المدينة بالممرات المائيّة فيها التي جعلت منها مدينة متطوِّرة وعصريّة، وتَشتمِل المدينة على العديد من المرافق الهامّة التي تلبِّي احتياجات السكان وتجعل منها مدينة متكاملة، فتحتوي على نحو 45 مدرسةً، ونحو 70 مسجداً، كما تحتوي على 15 مستشفًى وعيادةً طبيّة، وفيها ما يقارِب 150 نوعاً من الفِلل المختلفة.
وفي المدينة يوجد ملعب خاصّ لكرة القدم ، ومراكز للتسوّق، وأندية رياضيّة، وأندية للغولف، كما تحتوي على البنوك ، والجمعيّات الخيريّة التعاونيّة، وفيها القاعات متعدِّدة الأهداف، والفنادق، والمنتجعات، وتوجد فيها القرية التكنولوجيّة، كما توجد فيها مواقف خاصّة للسيّارات، ومحطّات للتزويد بالوقود، وفيها المخازن والمستودعات، وقد تم تزويد المدينة بشبكة طرق ومواصلات بالإضافة إلى شبكة مجهّزة خصِّيصاً للصرف الصِّحيّ ، وفي المدينة العديد من الشواطئ، وفيها الحدائق العامّة المخصّصة للرفاهيّة، كما تمّت إضاءة شوارعها بما يقارب 13,000 مِصباحٍ، بالإضافة إلى تمديد الكابلات الكهربائيّة على مسافة تقارب 1,200 كم، أمّا الإسفلت المُستخدَم في الشوارع والملاعب فهو مقاوم لدرجات الحرارة المرتفعة.
فِكرة بناء المدينة وتطويرها
افتُتحت مدينة صُباح الأحمد البحريّة في 17 كانون الأول/ديسمبر عام 2009م، وقد خرج بفِكرة إنشائها خالد يوسف المرزوق عام 1986م، وتحديداً عام 1988م تمّت الموافقة على فكرة البناء، وقد كان الشيخ صُباح الأحمد نائباً لرئيس وزراء دولة الكُويت ووزير الخارجيّة آنذاك، وهو من دعَم فِكرة خالد المرزوق بشدّة، وفي عام 2003م بدأ العمل في المدينة حيث إنّ التأخير في الشروع بها كان بسبب حدوث حرب الخليج، وقد سار فوّاز المرزوق على نهج والده بعد وفاته وتابع العمل في المدينة وتحقيق ما كان يتطلّع له والده، وتمّت تسمية المدينة باسم الشيخ صُباح الأحمد عندما وصل إلى الإمارة عام 2006م.
وقد استَنَد خالد المرزوق في فِكرته لإنشاء المدينة على أنّ الكُويت هي دولة صحراويّة، إلّا أنّه يجب أن يكون لظهور النِّفط أثر واضح عليها، وبناء عليه يجب تطوير دولة الكُويت لتواكب النموّ الاقتصاديّ العالميّ، وكانت فِكرة خالد المرزوق وابنه فِكرة فريدة من نوعها، فلم تظهر فِكرة مماثلة منذ 30 سنة مضت على الأقل، ومما ساعد خالد المرزوق على تطبيق فِكرته إضافة إلى دعْم الشيخ أحمد الصُباح له، هو أنّه رجل أعمال مشهور وله إنجازات سابقة في تطوير الدولة ودعم المشاريع المختلفة فيها، كما كانت فِكرته خير مثال على دَور القطاع الخاص في تطوير الدولة خاصّة إذا ما تمّ دعْم كبار الدولة لمثل هذه المشاريع التي يشارك بها القطاع الخاصّ، أمّا القائم على المشروع فهي شركة لآلئ، التي تُعَدّ من أكبر شركات التنمية.
ويجري الآن تطوير المدينة حيث تمّ التخطيط منذ بدء العمل بها ليتمّ تطويرها على عشْر مراحل، كما تمّ التخطيط لإنجاز المدينة بعد ما يقارب 25 عاماً منذ البدء بالعمل بها، حيث إنّ فوّاز خالد المرزوق هو من يُشرِف على تطوير المدينة، والجدير بالذكر أنّه الرئيس التنفيذيّ لشركة لآلئ الكُويتيّة، والمسؤولة بشكل رئيس عن تطوير المدينة ومتابعة أحوالها ومتطلباتها، وقد نجحت شركة لآلئ في تحقيق ما تطلّع إليه خالد المرزوق وابنه من خلال بسط هيمنة اللّون الأخضر على المنطقة الصحراويّة، فجُلِبت المياه إلى الأراضي الصحراويّة وزُرِعت الأشجار التي تتحمّل الملوحة والحرارة كأشجار الأيكة الساحليّة (بالإنجليزية: mangrove trees)، كما أصبحت المياه المجاورة للمدينة موطناً لنحو 1500 نوع من الأسماك القِشريّة والكائنات البحريّة، الأمر الذي خَلَق نظاماً بيئيّاً جديداً جاذباً للاهتمام البيئيّ والدوليّ.