مدينة سيفار الجزائرية
تعددت أسماء هذه المدينة، وأطلق عليها أكبر تجمع للسحرة والشياطين، كذلك اسم مدينة الجن في سلسلة هضاب "طاسيلي ناجر" داخل الصحراء الجزائرية، تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويطلق عليها أيضا اسم سيفار الجزائرية، المدينة الحجرية والأعجوبة الثامنة من عجائب العالم، صنفتها اليونسكو في قائمة أقدم وأكبر المدن الصخرية في العالم، تضم أكبر المجمعات الفنية الصخرية لأكثر من 15000 سنة قبل الميلاد وحتى بداية عصرنا هذا، تتابع من خلالها التغيرات في الطقس وهجرة الثروة الحيوانية وتطور الحياة البشرية.
نبذة عن مدينة سيفار
مدينة في أقصى جنوب الجزائر، في الصحراء الجزائرية الواسعة، يقدر عمرها بحوالي 20 ألف سنة، هي غابة من الصخور مغطاة بالرمال الصفراء والبنية، لها جاذبية ساحرة في الصباح وحتى في المساء تحت ضوء القمر والنجوم، سُميت بمدينة الجن، وجدرانها منقوشة برسومات على الصخر، لم يستطع أحد أن يدخلها أو أن يكتشفها كاملة، فقط بضع أجزاء منها، ومن دخلها لم يخرج حيّا منها، تقوم الشرطة الجزائرية على حمايتها ومنع الدخول إليها على الرغم من أنه حتى لو كانت متاحة فلا يقوم أحد بدخولها، وجميع الصور المنتشرة لها هي فقط لبعض أجزاء منها، وقامت القناة الفرنسية الثانية بعمل برنامج عنها، صوّرت مادته بواسطة طائرة مسيرة، ولم يخاطر أحد بحياته.
مدينة الجن
سميت بمدينة الجن أو مدينة الأحجار، وقد صنّفتها اليونسكو كأكبر مدينة حجرية تضم أكبر عدد من الكهوف والمخابئ في العالم، والرسوم التي على جدرانها تصف نمط الحياة البشرية الحديثة والمتطورة، وكائنات تطير في السماء مرتدية أدوات طيران، ومعدات غطس لأناس يسبحون في الماء، ووصف متسلسل للتغيرات المناخية و التنوع الحيوي للكائنات النباتية والحيوانية، في وقت لم تكن الحداثة والتكنولوجيا قد وصل منها شئ للعالم.
النقوش وصفها وتاريخها
تتنوع النقوش المرسومة على صخور هذه المدينة، يقول بعض المفسرين أنها نقوش قديمة كانت قبل مجئ البشر إلى الأرض، رسمها الجن أو فضائيون قدموا من خارج الكرة الأرضية، وتواصلوا مع البشر ورسموها حسب زعمهم، تتنوع النقوش بين بشري وحيواني ونباتي وحتى فضائي، كذلك تصف صورًا للإنسان وهيئته ولباسه في العصور السابقة، ورسومات عن حيوانات ونباتات كانت تعيش في ذلك الوقت، ومن خلال هذه الرسوم بإمكان الزائر تتبع التغير والاختلاف الحيوي وكيفية مقاومة الظروف المعيشية الصحراوية الصعبة والتكيف معها، بالإضافة إلى أن الرسوم كانت تجمع بين أكثر من نوع في آن واحد، فمنها الاستوائي والصحراوي والمتوسطي، جُمعت كلها في مدينة واحدة، الذي يثير استغراب ودهشة الزائر عن ماهية الأقوام الذين رسموها وطبيعة معيشتهم وتنقلهم.
احتياط مياه عذبة
وجدت البعثة الأوروبية التي زارت المدينة، وأعدت تقريرًا عنها، أن المدينة تحتوي احتياط مياه عذبة صالحة للشرب، وأهم ما تبينه الرسوم أن المنطقة كانت رطبة، وعاش فيها عدد كبير من السكان قبل أن تدفعهم التغييرات الطبيعية إلى هجرة المنطقة التي تحولت مع مرور الأزمنة إلى صحراء قاحلة.
مدينة سيفار، أسطورة أم حقيقة
ربما تحتمل المدينة الكثير من الألغاز الغامضة، وأن طريقة بنائها معقدة وصعبة، فمن يدخلها لا يستطيع الخروج منها، فهي مدينة أكبر وأكثر تعقيدًا من الأهرامات ، لذلك ذهب الكثير من الباحثين إلى أن ما كُتب عن مدينة سيفار أقرب إلى الأسطورة منه إلى الواقع، ويؤكد الباحث والمعماري الجزائري الدكتور عاطف أحريز على أن ما «تحتويه المنطقة من كنوز فنية وتاريخية فهذا شيء لا يعتبر ضربًا من الخيال إنما هي حقيقة مرئية وملموسة»، وكل ما وضع من نظريات وفرضيات يحتمل الصحة كما يحتمل الخطأ، أما ما يتعلق بالخرافات والأساطير فيصعب على العقل تفسيرها.