مخاطر العولمة على المجتمعات النامية
يظن كثيرٌ من الناس أن العولمة هي التقدُّم والرُّقي والانفتاح الاقتصادي، ومع أنَّ مفهوم العولمة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط ، بل يشمل الجوانب الاجتماعية والديني، والاقتصادي، والسياسية، لذلك من الضروري إدراك الآثار السلبية لهذه العولمة على كافة المجالات السابقة، وفيما يلي نذكر أخطار العولمة على الدول النامية في الجوانب التالية :
مخاطر العولمة على الجانب الديني
تكمن مخاطر العولمة على الجانب الديني في النقاط الآتية:
- التشكيك وخَلْخَلة المعتَقَدات الدِّينية: من خلال طمْس المقدَّسات لدى الشعوب المسلمة لصالح الفكر المادي الديني الغربي، وإبراز زعماء الشرق والغرب داخل بيوتنا مع ذِكْر أعمالهم وقوتهم وسيطرتهم على غيرهم، واستبعاد الإسلام وإقصاؤه عن الحكم والتشريع، وعن التربية والأخلاق، وإفساح المجال للنظم والقوانين والقيَم الغربية المستمدة من الفلسفة المادية والعلمانية البرجماتيَّة.
- نشْر الكفر والإلحاد: حيث إن كثيرًا من شعوب تلك الدول لا يؤمنون بدين، ولا يعترفون بعقيدة سماوية، فلا حرج عندهم إذا نشروا معتقداتهم تدعو بطريقة أو بأخرى لتعلم السحر والشعوذة والكهانة التي يقحمونها في بعض ألعابهم وأفلامهم وقتالِهم.
مخاطر العولمة على الجانب الاقتصادي
تكمن مخاطر العولمة على الجانب الاقتصادي في النقاط الآتية:
- ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الدول النامية: نتيجة إلغاء هذه الدول الدعم المالي الذي كانتْ تقدمه للسلع الغذائية، وبسبب الاحتكار والمنافسة غير المتكافئة من الدول الكبرى، وبسبب قيود الجودة وشروط المواصفات العالمية التي تفرضها الاتِّفاقيات التجاريَّة والصناعيَّة الدولية.
- ظهور عمليَّة الإغراق التي ترتبط بالسِّعْر: ذلك بأن تطرح في الأسواق سلع مستوردة بأسعار تقل كثيرًا عن سعر المثيل في السوق المحلي، أو عن سعر المثيل في سوق الدولة المنتجة لهذه السلعة وتصدرها، أو انخفاض سعر البيع عن سعر تكلفة الإنتاج، ويتم تداولها لفترة زمنية.
مخاطر العولمة على الجانب السياسي
تكمن مخاطر العولمة على الجانب السياسي في النقاط الآتية:
- فرض السيطرة السياسية الغربيَّة على الأنظمة الحاكمة والشعوب التابعة لها: والتحكُّم في مركز القرار السياسي وصناعته في دول العالم لخدمة المصالح الأمريكية والقوى الصِّهْيَوْنِيَّة المتحَكِّمة في السياسة الأمريكية نفسها ، على حساب مصالح الشعوب وثرواتها الوطنية والقومية وثقافتها ومعتقداتها الدينية.
- العولمة نظام يقفز على الدولة النامية: حيث أنَّها نظام يفتح الحدود أمام الشبكات الإعلامية ، والشركات المتعددة الجنسيات ، ويزيل الحواجز التي تقف حائلاً دون الثقافة الرأسمالية المادية والغزْو الفكري ، الذي يستهدف تفتيت وحدة الأمة، وإثارة النعرات الطائفية، وإثارة الحروب والفتَن داخل الدولة الواحدة .
مخاطر العولمة على الجانب الاجتماعي
تكمن مخاطر العولمة على الجانب الاجتماعي في النقاط الآتية:
- إشاعة الجنس وثقافة العنف: التي مِن شأنها تنشئة أجيال كاملة تؤمن بالعنف كأسلوب للحياة وكظاهرة عادية وطبيعية ، وما يترتّب على ذلك من انتشار الرذيلة والجريمة والعنف، وبما يعود عليه بالضرر البالغ في دينه وأخلاقه وسلوكه وحركته في الحياة، وتساهم في هذا الجانب شبكات الاتصال الحديثة والقنوات الفضائية وبرامج الإعلانات والدعايات للسلع الغربية.
- شيوع الثقافة الاستهلاكية: لأنّ العولمة تمجِّد ثقافة الاستهلاك - التي استخدمتْ كأداة قوية فاعلة في إطلاق شهوات الاستهلاك إلى أقصى عنان، ومِن ثَمَّ تشويه التقاليد والأعراف السائدة في الدول النامية.
كيفية مواجهة العولمة على المجتمعات النامية
من خلال مفهوم العولمة وأنماطها وتحدياتها يمكن تقرير مدى خطورتها على المجتمعات النامية ، مما يؤكد على أهمية التصدي لآثارها السلبية ، ومن الخطوات التي يمكن اتباعها في ذلك ما يلي:
- تطوير المناهج التربوية واشتمالها على قضايا العصر الأكثر إلحاحاً خصوصاً تلك التي تتعارض مع قيم المجتمع وإقامة مشاعر السلام والأمان في عقول البشر.
- مواجهة الثورة التكنولوجية والتدفق المعرفي المتزايد بانتقاء النافع من المعلومات والقدرة على استخدام المعارف في إنتاج أفكار جديدة ومواد جديدة.
- التأكيد على أهمية الدور الذي تقوم به مؤسسات التنشئة الاجتماعية في غرس ودعم الخصوصية الثقافة لكل شعب في نفوس وعقول الناشئين.
- إنتاج البرامج والأفلام الهادفة ، وبثها من خلال الأقمار الصناعية التي يجب أن نسعى لامتلاكها لمقارعة ما يمس حياتنا الثقافية والدينية والاجتماعية.
- توفير التمويل المالي لمقابلة متطلبات تحقيق الأهداف التربوية المرجوة في مواجهة العولمة، وتحسين الوضع المادي للمعلمين.