محمود شاكر
التعريف بمحمود شاكر وأسرته
هو محمود بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر وهو من أشهر الأدباء والمُحققين ل كتب التاريخ والتراث، ولد في مدينة الإسكندرية يوم الاثنين في العاشر من المحرم عام 1327هـ، الموافق للأول من شباط عام 1909م، في أسرة من أشراف الصعيد في مصر، وينحدر نسبه للإمام الحسين بن علي رضي الله عنه.
والده محمد شاكر من أعلام عصره تعلم بجرجا وحفظ القرآن فيها، ثم انتقل إلى القاهرة ليتعلم في الأزهر الشريف، وقد تقلب في المناصب الحكومية وأمه هي ابنة الشيخ هارون عبد الرزاق أحد أبرز علماء المذهب المالكي في مصر، وقد رزقهما الله بأربعة أولاد هم: أحمد وعلي ومحمود ومحمد، وثلاثة إناث هن خديجة وعزيزة وفاطمة وقد لمع من أولداهما الشيخ أحمد شاكر المحدث، والأستاذ محمود شاكر حامل لواء العربية وفارسها.
تعلمه
ولد محمد شاكر في بيت علمٍ فوالده من علماء الأزهر وأخوه أحمد له باعٌ طويل في تحقيق التراث والسنة الشريفة، تلقى محمد شاكر تعليمه الابتدائي في المدارس الحكومية التي كانت تسير على نظام (دنلوب) وقد كره محمد هذا النظام منذ صغره، حيث كان الاهتمام باللغة الإنجليزية على حساب العربية.
قدر الله له أن يرسب في السنة الرابعة الابتدائية فتذمر من الدروس المعادة، وبدأ بالذهاب لجامع الأزهر حيث الحلقات العلمية كانت تقام هناك وبدأ بالاستماع للمطارحات الشعرية التي كانت تستند لديوان المتنبي.
أعجب بهذا الديوان وظفر بشرحه وصار يقرأه في يومه حتى ارتدت عليه روحه العربية والإحساس باللغة العربية، ولكن ظلت تتنازعه ثلاثة مواد هي العربية والإنجليزية والرياضيات ولشغفه بالرياضيات التحق بالقسم العلمي وحصل على شهادة البكلوريا (الثانوية العامة).
التحاقه بالجامعة المصرية
في سنة 1926م التحق شاكر بكلية الآداب، وكان يمنع على طلاب القسم العلمي وكان الفضل في ذلك لطه حسين الذي أقنع رئيس الجامعة بمهارات شاكر، وعندما بدأ بالدراسة اصطدم بمنهج طه حسين في دراسة الآداب العربية وافتتانه بالمناهج الغربية.
كان يرى شاكر أنّ منهج طه حسين نسخةٌ عن منهج مرجيلوث، واصطدم بطه حسين غير مرة وحاول إقناعه مراراً دون جدوى، ولم يكن منه إلا أن ترك الجامعة بعد سنتين من التحاقه بها.
مؤلفاته وإرثه ومعاركه الأدبية
محمود محمد شاكر ناقد وشاعر وأديبٌ وموسوعي أكثر مؤلفاته كانت عبارةً عن مقالات كتبها في المجلات ثم جمعت وطبعت ككتب ومن أبرز مؤلفاته ما يأتي:
- رسالة لا تسبوا أصحابي.
- حقق طبقات فحول الشعراء وعلق عليه.
- ديوان اعصفي يا رياح وقصائد أخرى.
- قصيدة القوس العذراء.
أساتذته
تلقى شاكر تعليمه في العربية على يد اثنين من كبار علمائها في عصره هما سيد بن علي المرصفي والذي تعلم على يديه عددٌ غير قليل من أبرز الشخصيات في ذلك العصر كأحمد شاكِر شقيق محمد وعلي الجارم، وممن تعلم على يديه أيضاً طه حسين، فحضر محمد دروسه وقرأ عليه ( الكامل للمبرد والحماسة لأبي تمام وشيئاً من أمالي أبي علي القالي وبعض أشعار الهذليين) والمرصفي هو أحد الأشخاص الذين أثروا في منهج شاكر في دراسة الأدب.
أما الرافعي فقد تعمق في دراسة الآداب العربية وكان الرافعي هو الأب الروحي لمحمد شاكر الذي رأى فيه المدافع عن العربية وحامل لوائها، وأحب الرافعي شاكر حباً كبيراً ولما سمع بإقدام محمد شاكر على الانتحار في بداية شبابه كتب مقالاته التي تتكلم عن الإيمان وفضيلة الصبر وسخافة الجزع الذي يؤدي للانتحار.
عزلته
بين (1929- 1935م) عزل شاكر نفسه وانكب على دراسة التراث العربي، وكانت قضية انتحال الشعر الجاهلي التي أثارها طه حسين تشغل باله طول الوقت حتى سمى هذه الفترة من حياته "محنة الشعر الجاهلي" وخلال هذه الفترة كان يكتب مقالاتٍ متنوعة تنشر في المجلات العلمية.
وفاته
توفي محمود شاكر بتاريخ 7 أغسطس 1997م/1418 هـ في مدينة القاهرة.