مبحث المعرفة في الفلسفة
مبحث المعرفة في الفلسفة
مبحث المعرفة هو أحد الفروع الأساسية للفلسفة، والذي يهتم بدراسة ماهية المعرفة، وكيف يمكن للبشر اكتسابها في الواقع، وكيف يمكن للبشر معرفة مقدار المعرفة الحقيقية لديهم، لذا يمكن القول أنَّ نظرية المعرفة هي مجال ليس له علاقة بالفلسفة فقط، بل إنَّه الآن تخصص أكاديمي له علاقة أيضًا بالعلوم المعرفية، والتأريخ، وميكانيكا الكم، وغيرهم.
ومبحث المعرفة هو الدراسة الفلسفية لطبيعة الإنسان وأصله وحدود معرفته، وهو قديم قدم الفلسفة، عمل على دراسته كل الفلاسفة على مر العصور، بدايةً من الإغريق القدماء حتى وقتنا الحاضر، ويُصنف مبحث المعرفة على أنَّه أحد المباحث الرئيسية الأربعة للفلسفة، بجانب مبحث المنطق، والأخلاق، و الميتافيزيقا .
شروط المعرفة
المعرفة هي إدراك وفهم الأشياء واكتساب المعلومات عن طريق العمليات العقلية المختلفة، وتتطلب المعرفة من وجهة النظر الفلسفية 3 شروط أساسية للحدوث، وهي:
- الحقيقة: لكي يطلق على شيء ما على أنَّه معرفة يشترط أنّ يكون صحيحًا وغير مبني على افتراضات خاطئة، لذا يجب أن تتوفر حقيقة معينة لكي ينتج عنها معرفة.
- الإيمان: الإيمان أو الاعتقاد شرط من شروط المعرفة؛ لأنَّه ما من أحد يمكن أن يعرف شيئًا لا يؤمن به.
- التبرير: يجب أن يتوفر التبرير أو الدليل على الإيمان والاعتقاد بشيء ما لكي يمكن اعتباره معرفة، وأنَّه ليس مجرد صدفة أو حظ.
أنواع نظرية المعرفة
توجد عدة أنواع أو مناهج مختلفة لمبحث المعرفة، ومختلف هذه المناهج تتبع مدرستين فكريتين، هما؛ التجريبية والعقلانية، إذ تؤكد المدرسة التجريبة على قدرة البشر على التعرف على الواقع باستخدام الحواس، بينما تقول العقلانية أنَّ المعرفة تتم من خلال الفكر والعقل لا الحواس الظاهرة، وتوضح النقاط الآتية نظرية المعرفة من وجهة نظر 4 فلاسفة:
أفلاطون
المعرفة عند أفلاطون هي طريقة لمحاولة فهم العالم وماهية العلاقات بين البشر، وقد كان أفلاطون متشككًا من قدرة البشر على اكتساب المعرفة بالحواس، بل كان يعتقد أنَّ العالم المادي ما هو إلا تمثيل لعالم آخر أطلق عليه عالم الأشكال.
أرسطو
أكمل أرسطو عمل أفلاطون في مبحث المعرفة، وقام بوضع منهج منطقي ومتسق سار عليه الكثير من الفلاسفة الذين كانوا يرغبون في استكشاف نظرية المعرفة بعده.
ديكارت
بالنسبة لديكارت فقد كانت نظرية المعرفة هي طريقة للتأمل في الذات وفي الله، وكان على عكس أفلاطون وأرسطو، إذ كان متشككًا في كل جانب من جوانب الواقع، عدا شيء واحد فقط اعتبره الشيء الوحيد الذي لم يشك فيه، وهو وجوده.
كانط
كانت نظرية كانط في المعرفة من أكثر وجهات النظر غرابة في تاريخ الفلسفة، إذ جادل كانط أنَّه عندما يدرك البشر العالم المادي والأشياء، فإنَّهم يرون مظهرها الخارجي فقط، ولا يرون ما هي عليه بالفعل، كما قال أنَّ الزمان، والمكان، والألوان، وغيرها من الأشياء التي يعتبرها البشر أمرًا مفروغًا منه، ما هي إلا إسقاطات يثومون بها لإضفائها على الواقع، وذلك لكي يُصبح أكثر قابلية للاستيعاب والفهم.