ماهية مسلمات الدين الإسلامي
مفهوم مصطلح ماهية مسلمات الدين الإسلامي
ماهية مسلمات الدين الإسلامي هي ما يُفسّر عنه بثوابت الدين أو قطعياته؛ وهي الأمور والأسس التي يُبنى عليها الدين، ذلك أنّ هذه الثوابت إنّما هي كلام الله تعالى وكلام رسوله محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى هذا فهذه الثوابت قطعية يقينية لا مجال للزيادة أو النقصان فيها.
ومسلّمات الدين هي الدين كلّه، إلّا أنّ الدّين منه ما هو قواعد وأصول قطعية وهذه ثوابت ليس فيها مجال للكلام أو النقاش فيها، ومنها هو اجتهادي ولكنّها ثوابت في أصولها ومصادرها وإلا فإنّها تعتبر من الهوى و البدعة .
أبرز مسلمات الدين الإسلامي
نذكر بعض مسلّمات الدين الإسلامي فيما يأتي
التسليم المطلق لله ولرسوله
فَمِن المسلّمات أنّ على المسلم أن يدخل في الدّين كله وهذا هو معنى قول الله تعالى: "وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، فالتسليم لله يكون بمحبته وتعظيمه والخشية منه واتباع أوامره ومحبة نبيّه واتباعه فإنّ الله تعالى قال: "قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"، إذ أنّ نصوص الوحيين (الكتاب والسنة) مصدر التشريع ، ومن تمام العبودية التسليم لهما.
ومخالفة أمر الله تعالى وأمر رسوله هي مخالفة للدّين ولا تكون النّجاة في الآخرة إلا بتعظيم والتسليم لهذين المصدرين، فلا بدّ للمسلم أن يدخل في الدّين كله ويستقبله استقبال تسليم ورضا بكل ما يَرِد عن الله تعالى وعن رسوله حسب قدرته واستطاعته، فإنّ الله لا يُكلّف الله نفسًا إلا وسعها.
الإيمان بأركان الإسلام والإيمان وما يتفرّع عنها
ما ينبغي التنبيه إليه إلى أنّ أركان الإسلام والإيمان يتفرّع عنها ثوابت ومسلّمات أيضًا، ومعنى ذلك أن مجرد الإيمان بها لا يكفي بل لا بدّ من الإيمان بواجباتها وشروطها؛ فلا يصّح من المسلم أن يؤمن بالله ثم يذهب ويدعو لغير الله، فالإيمان ليس مجرد تصديق.
ويجب الإيمان بكل ما ثبت من قواعد الدين وضوابطه وقطعياته ولو لم تدخل في مسمّى الأركان الستة، فمعنى الإيمان بالدّين شاملٌ لجميع متطلبات الحياة وجميع الثوابت في الأحكام والعقائد.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
فعلى الرغم من أنها أمور عملية إلّا أنّها من ثوابت الدين وخصائص الأمّة وأصل من أصوله، وهي سببٌ لدفع البلاء، قال الله تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ".
وقال النّبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن رأى منْكم منْكرًا فليغيِّرهُ بيدِهِ فإن لم يستطِعْ فبلسانِهِ فإن لَم يستطِعْ فبقلبِهِ وذلِكَ أضعفُ الإيمانِ"، فالأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر جاء الدليل عليها بنصوص قطعية كثيرة من الكتاب والسنّة النّبوية.
الجهاد في سبيل الله تعالى
فالجهاد له شروطٌ وفقهٌ ومواصفاتٌ خاصةٌ به يجب التنبّه إليها حتى يكون على الوجه الصحيح وحتى تؤمن الفتنة ، ولا بد أن يقوم حتى قيام الساعة والأمة متى تخلت عنه خُذلت وذُلت بدليل نصوص قطعية فهو ذروة سنام الإسلام.
قال الله تعالى في كتابه: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ"، فإنّ الجهاد دون تحقيق شروطه وضوابطه وثوابته ودون الرّجوع لوليّ الأمر فتنةٌ عظيمة.