مالك عليه السلام (خازن النار)
مالك خازن النار
خلق الله -تعالى- النار؛ لتكون دار العقاب الأبدي لكل من كفر بالله -تعالى- وبرسله، ووكّل خزنة على نار جهنم ، وخلق لها ملكاً عظيماً ليكون خازناً وحارساً لها، واسمه مالك -عليه السلام-، وخلقه الله -تعالى- من أجل غضبه على نار جهنم، فكان من شدة غضبه إذا زجر النار اشتد لهيبها،حتى كاد يأكل بعضها بعضاً -والعياذ بالله-، وقد ورد ذكر مالك عليه السلام في القرآن الكريم في سورة الزخرف، موضع ذكر استجارة أهل النار به ليخلّصهم من العذاب، قال الله -تعالى-: (وَنادَوْا يَا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ).
اشتداد نار جهنم والاستنجاد بمالك
وقد جاء في مواضع أخرى من القرآن الكريم أنّ أهل النار اشتد عليهم العذاب؛ وطلبوا من خزنة النار أن يخفّفوا عنهم، وأن يعفوهم يوماً واحداً من العذاب، قال الله -تعالى-: (وَقالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ)، ولكن خزنة النار لم يستجيبوا لطلبهم، وردوا عليهم بتهكم، قال الله -تعالى: (أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ).
بعدئذ يصاب أهل النار باليأس فينادون على مالك ويستجيرون به، ويكون جالساً في وسط الخزنة، ولهم جسور يمرون عليها من فوق النار، ولكنه يسكت عنهم ولم يجبهم ما يقارب ثمانين سنة، واليوم الواحد في حساب الآخرة يعادل خمسين ألف سنة من أيام الدنيا، ولكن مالك أيضاً لا يجيبهم هو الآخر، فيرد عليهم قائلاً كما في قوله -تعالى-: (إِنَّكُمْ ماكِثُونَ).
صفة مالك خازن النار
روي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- لما عُرج به ليلة الإسراء والمعراج التقى بالملائكة جميعهم، ورأى مالكاً خازن النار؛ فوصفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالعبوس وعدم الضحك.
لأن الملائكة كلها استبشرت برؤية النبي -عليه الصلاة والسلام- واستقبلته بالابتسامة، إلا واحداً منهم، فسأل النبي جبريل -عليه السلام- عنه فأجابه بأنه مالك الموكل بالنار، وقد خلقه الله -تعالى- بصفات الغلظة والشدة، شأنه شأن سائر خزنة النار.
من هم خزنة نار جهنم
وكّل الله -تعالى- ملائكة لنار جهنم يستحفظون عليها، وهم خلق عظيم، خلقهم الله -تعالى- بصفات ذات بأس شديد، وهم كسائر الملائكة لا يعصون الله بأي أمر من أوامره، قال الله -تعالى-: (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ).
وقد بين الله -تعالى- في آيات أخرى من القرآن الكريم أن عدد هؤلاء الخزنة هم تسعة عشر ملكاً، ولما نزلت تلك الآيات فُتن الكفار بعدد الملائكة، وقالوا إن عددهم قليل، ويمكن التغلب عليهم والفرار من النار، ولا يعلمون أن الواحد منهم ذو بأس شديد.
وأنزل الله -تعالى- آيات أخرى تبين أن الله -تعالى- أخفى عددهم الحقيقي، قال الله -تعالى-: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا).