ماذا يوجد في السماء السابعة؟
ما يوجد في السماء السابعة
ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- السماء السابعة وما فيها، وما فوقها في الكثير من الأحاديث الصحيحة الثابتة، ومن الأشياء العظيمة والمقدسة الموجودة في السماء السابعة، و نؤمن بها كغيبيات وردت في السنة الصحيحة ما يأتي:
البيت المعمور
وهو مكان مقدس عظيم في السماء السابعة، يحج إليه الملائكة، ومن دخله من الملائكة وحج إليه وتقرب إلى الله -تعالى- فيه لا يعود إليه إلى يوم القيامة، مما يدل على كثرة الملائكة في السماء، فأعدادهم بالنسبة للبشر لا تُعد ولا تحصى.
وورد في الأحاديث الصحيحة أن البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (البيتُ المعمورُ في السماءِ السابعةِ، يدخلُه كلَّ يومٍ ألفُ ملَكٍ، ثم لا يعودون إليه حتى تقومَ الساعةُ).
وهذا يدل أيضاً أن في السماء السابعة أيضاً ملائكة، كما في كل السماوات، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أطَّتِ السماءُ ويحق لها أن تَئِطَّ، والذي نفسُ محمدٍ بيدِه، ما فيها موضعُ شبرٍ إلا وفيه جبهةُ ملَكٍ ساجدٍ يُسبِّحُ اللهَ بحمدِه).
ورأى النبي -عليه الصلاة والسلام- في المعراج إبراهيم -عليه السلام- في السماء السابعة؛ مسنداً ظهره للبيت المعمور، فسلم عليه، فرد إبراهيم عليه السلام؛ وأوصى محمداً -عليه السلام- أن يقرأ السلام على أمته.
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَقيتُ إبراهيمَ ليلةَ أُسْريَ بي فقالَ: يا محمَّدُ، أقرئ أمَّتَكَ منِّي السَّلامَ وأخبِرْهُم أنَّ الجنَّةَ طيِّبةُ التُّربةِ عذبةُ الماءِ، وأنَّها قيعانٌ، وأنَّ غِراسَها سُبحانَ اللَّهِ والحمدُ للَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ واللَّهُ أَكْبرُ).
سدرة المنتهى
السدر في الدنيا شجرة كثيفة الأغصان والأوراق؛ وتسمى شجرة النبق، تنبت في الجزيرة العربية وبلاد الشام، وهي شجرة عظيمة أصلها في السماء السادسة وتنتهي في السماء السابعة، ومن الجدير بالذكر أن حجمها عظيم.
وهي من مخلوقات الله -تعالى- العظيمة، ينتهي إليها علم الخلائق، وينتهي إليها كل ما يهبط من فوقها، فكأنها شجرة فيها الحياة لما ورد فيها من آثار صحيحة، أن العلوم تصل إليها والمقدرات من فوقها تهبط إليها فسبحان خالقها.
وورد في الأحاديث الصحيحة أن سدرة المنتهى عندها نور عظيم، لها ثمار رآها النبي -صلى الله عليه وسلم- من بعيد كأنها أوعية كبيرة، ويطوف حولها فراش من ذهب، وعندها أنهار عظيمة من أنهار الدنيا و أنهار الجنة ، وكل ذلك رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في السماء السابعة.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (رُفِعتُ إلى سِدْرةِ المنْتَهَى مُنتَهاها في السماءِ السابعةِ نَبَقُها مِثلُ قِلالِ هَجَرَ، وورَقُها مِثلُ آذانِ الفِيلَةِ فإذا أربعةُ أنْهارٍ نِهْرانِ ظاهِرانِ، ونهرانِ باطِنانِ، فأمّا الظَّاهِرانِ: فالنِّيلُ والفُراتُ، وأمّا الباطِنانِ: فنَهْرانِ في الجنةِ).
وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه لما أسري به، ورأى سدرة المنتهى قال عما يغشاها ويطوف حولها؛ قالَ: ("إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ ما يَغْشَى"، قالَ: فَراشٌ مِن ذَهَبٍ).
ما بعد السماء السابعة
ورد في القرآن الكريم وفي الآثار الصحيحة؛ أن ما بعد السماء السابعة يوجد الماء، وما بعد الماء العرش ، أما عن كيفية وجوده، وكيفية وجود العرش فوقه فهذا مما استأثر بعلمه الله -تعالى-، قال -تعالى-: (وَهُوَ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ في سِتَّةِ أَيّامٍ وَكانَ عَرشُهُ عَلَى الماءِ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلاً)، وعن عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ قالَ: "جعلَ اللهُ فوق السماءِ السابعةِ الماءَ، وجعلَ فوق الماءِ العرشََ".