ماذا يرى الانسان قبل الموت بأيام؟
ماذا يرى الانسان قبل الموت بأيام؟
إن الموت أو انتهاء الأجل من مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا الله -تعالى-، فلا يعلم الإنسان متى ينتهي أجله، لذلك لا يرى الإنسان شيئاً قبل الموت بأيام، ولا يشعر بشيء لأنه لا يعلم أين ومتى وكيف يموت.
قال الله -تعالى-: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)، فلا أحد يعلم بأيّ أرض أو بلد سوف يموت، وإن أجل الإنسان هو أحد مفاتح الغيب الخمسة، والمفاتيح الخمسة هي: ما تغيض به الأرحام -أي ما يوجد في الرحم من الذكور أو الإناث-، وما سيحدث في الغد، ونزول المطر، والموت، وقيام الساعة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَفاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُها إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ ما في غَدٍ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ ما تَغِيضُ الأرْحامُ إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى يَأْتي المَطَرُ أحَدٌ إلَّا اللَّهُ، ولا تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أرْضٍ تَمُوتُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا اللَّهُ).
علامات حضور الموت
هناك علامات تظهر على الإنسان تدل على حضور الموت، وقد يلاحظها مَن حوله، وفي هذه الحالة يُستحب أن يُحاط بأهل التُّقى والصلاح، حتى يُكثروا من الدعاء له ولأهله، ويُلقّنوا المحتضر الشهادة، ويجدر بالذكر أنّ كثير من هذه العلامات لم تثبت بالنصوص الشّرعية، وإنّما من المشاهدة، وقد ذكرها العديد من العلماء في كتبهم، ومن هذه العلامات:
- الغيبوبة.
- سواد العينين عند البالغين.
- ميل الأنف.
- انخساف الصّدغين؛ أي ارتخاء الفكّ السّفلي.
- انفصال كفّي الميت؛ إذ تسترخي عصبة اليد فتظهر كأنها منفصلة عن عظم الزند ومحاطة بالجلد.
- استرخاء الرجلين، فتصبح لينة ومسترسلة إذا خرجت الروح من الجسد.
- امتداد الجلد، بحيث يتمدد جلد الوجه ويسترخي.
- تغير رائحة الجسم.
- شخوص البصر، وجاء ذلك في حديث صحيح.
- انقطاع النفس.
- برودة الجسم.
ما يسن فعله عند حضور الموت
بعد خروج الروح من جسد الإنسان وتيقّن حقيقة موته ومفارقته للحياة؛ يُسنّ لمن حوله من الأهل والعائلة والأصدقاء فِعل العديد من الأمور، وتجنّب النياحة والصراخ على الميت لأنه لا يجوز، وبيان هذه السنن فيما يأتي:
- تغميض عينيّ الميت والدعاء له
حيث أخرج الإمام مسلم في صحيحه ما فعله النبي -صلى الله عليه وسلم- لما توفي أبي سلمة: (دَخَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ، فأغْمَضَهُ، ثُمَّ قالَ: إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ، فَضَجَّ نَاسٌ مِن أَهْلِهِ، فَقالَ: لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ إلَّا بخَيْرٍ، فإنَّ المَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ في المَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ في عَقِبِهِ في الغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ، وَافْسَحْ له في قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ له فِيهِ).
- شد لحية الميت بعصبة
ومن ثم تلين مفاصله برفق، بالإضافة إلى رفعه عن الأرض، وخلع ثيابه، وستر جميع بدنه بثوب يسير، ثم تغسيله وتكفينه.
- المسارعة بقضاء دين الميت
يجب على أهل الميت الحرص على إرجاع حقوق العباد المالية وتنفيذ وصيته، والحرص أيضاً على قضاء حق الله إن كان عليه زكاة أو نُذر أو كفارة.
- إسراع تجهيزالميت
وذلك للصلاة عليه ودفنه، إذ يُسن أن يدفن الميت في البلد الذي مات فيه.
علامات حسن الخاتمة
قد تظهر على الميت علامات تدل على حُسن خاتمته، أو قد يكون سبب موته علامة على حسن خاتمته، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في سَبيلِ اللهِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في الطَّاعُونِ فَهو شَهِيدٌ، ومَن ماتَ في البَطْنِ فَهو شَهِيدٌ)، ومن هذه العلامات:
- نطق الشهادتين عند الموت.
- موت الإنسان مرابطاً في سبيل الله.
- موت الإنسان دفاعاً عن نفسه أو أهله أو ماله.
- الموت يوم أو ليلة الجمعة.
- الموت بالطاعون.
- الموت بداء البطن، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المَبْطُونُ شَهِيدٌ، والمَطْعُونُ شَهِيدٌ)، أو الغرق، أو الحرق، أو الهدم.
- موت المرأة في نفاسها بسبب الولادة.
- موت المؤمن بعرق الجبين.
هذا والله -تعالى- أعلم.