ماذا نتعلم من النمل
سلوكيات وأخلاقيات يمكن تعلمها من النمل
على الرغم من أنّ النمل كائنات صغيرة جدًا، إلّا أنّها كائنات تتمتّع بذكاء، وحكمة، ونظام كبير للغاية ، وهذا ما يجعل النمل واحد من أهم الكائنات التي يجب علينا التعلّم منها، فكل فرد في عالم النمل مهم، وكل واحد منهم له دوره الذي يقوم به سواء كان حراسة الملكة، أو البحث عن الطعام، أو التخلص من الفضلات وغيرها، وفيما يأتي توضيح ذلك:
العمل الدؤوب
النمل كائن نشيط للغاية لا يمل من العمل، حيث إنّه يكافح ويحارب الكسل، ويبذل الجهد الدؤوب في البحث عن الطعام لتخزينه طوال فصل الصيف، لكي يكفيه أثناء فترة البيات الشتوي، ويُذكر أنّ ما يجعل النمل قادراً على حمل أشياء أكبر من حجمه هو أنّ ذلك لا يتعلق بالقوة بقدر ما يتعلق بالعمل الجاد والتصميم.
ويعلّمنا النمل هنا قيمة العمل الجاد، وأنّ الكسل ما هو إلا نوع من المماطلة والبقاء في حالة من النقص واللامبالاة، كما أنّ نشاط النمل وسعيهم الجاد يُبقيهم في أمان دائمًا.
العمل من أجل المصلحة العامة
يعمل النمل دائمًا من أجل تحقيق المصلحة العامة، إذ إنّه لا يعمل لأنّ عليه قيود أو لأنّ هناك رقيب عليه سيعاقبه إذا لم يقوم بعمله، وبالتالي فإنّ النمل يجسّد معنى أن يكون لدينا دافع ذاتي للاستمرار وإنجاز الأعمال دون الحاجة إلى قائد أو رقيب، إذ تُعدّ كائنات منضبطة بالفطرة.
التخطيط الاستراتيجي للحياة
يستطيع النمل وضع الخطط الاستراتيجية بدرجة مميزة، فعندما يحل الشتاء يكون لديه ما يكفي من الطعام في مستعمراته، ولا ينقصه شيء أبدًا لا سيّما حين يكون الجو شديد البرودة، حيث يُخزّن النمل الطعام خلال مواسم الوفرة، بحيث يكون لديهم كميات كافية منه في أوقات الندرة، كما أنّهم يخطّطون جيدًا لمواسم العمل والراحة كي لا يصابوا بالإرهاق.
الدقة والنظام في العمل
هناك 3 أنواع من النمل في المستعمرات: العمال، والذكور، والملكة، حيث إنّ كل نوع من هذه الأنواع يقوم بعمل معين مختلف عن الآخر، إذ تتميّز بالدقة والنظام من خلال تقسيم العمل فيما بينهم، حيث يُعدّ ذلك درس عظيم للأفراد غير المنظمين.
العمل بروح الفريق
يعمل النمل بروح الفريق ويفضّل العمل الجماعي والاتحاد لا العمل الفردي، حيث يحقّق النمل نتائج إيجابية في بيئة العمل من خلال العمل الجماعي، حيث يضع الأهداف ويعمل معًا من أجل تحقيقها.
تظهر وحدة فريق النمل وذكائه من خلال تل النمل الذي يقوم ببنائه، فهو إنجاز هندسي غير مسبوق فيه اهتمام بكافة التفاصيل، ويُذكر أنّ النمل يعمل معاً؛ فبعض النمل يحفر الأنفاق، والبعض الآخر ينقل المواد، والبعض الآخر يبحث عن الطعام.
الانضباط والسرعة في أداء العمل
إنّ الانضباط بين النمل يُعدّ مذهلاً حقًا، فهم يسيرون في خطوط واحدًا تلو الآخر دون خطأ، ويتنقلون بالترتيب دون أي نزاع أو حوادث، وعلى الرغم من أنّ النمل قد يكون صغير الحجم بطبيعته، إلا أنه يتمتع بسرعة كبيرة مقارنة بحجمه هذا.
تحدي الصعاب
عندما يتم وضع عقبة في طريق النمل، فإنّهم دائمًا ما يجدون طريقة للتغلب عليها، ومنه يتعلم الفرد أهمية المثابرة والتي تعني ألا تستسلم أبدًا بسهولة أمام العقبات التي تواجهك في الحياة، بل تحاول التغلب عليها وتتجاوز كل ما يعيق طريقك.
المرونة في التعامل مع متغيرات الحياة
النمل مرن للغاية؛ إذ إنّ أيّ عائق يوضع في طريقه يمكنه تجاوزه والمرور تحته، أو فوقه، أو حوله، وهذه المرونة هي أحد أهم الأشياء لتي يُمكن تعلّمها في الحياة، حيث يمكن أن تساعد على التكيّف بشكل أفضل مع أي موقف بطريقة إيجابية.
التحلي بالصبر
يتحلّى النمل بقدر كبير من الصبر، والمثابرة، وعدم اليأس من إنجاز العمل كلّ يوم، والصبر فضيلة يجب على كل فرد الالتزام بها، حيث إنّ تطوير مفهوم الصبر واستيعاب حقيقة أنّ الأشياء لا تبقى على حالها يجعل حياتنا أسهل بكثير.
التواصل الفعال مع الآخرين
يُظهر النمل أثناء التحرك تنسيقاً مثالياً يساعده على إرسال الملاحظات الصحيحة والتواصل الفعّال مع النمل الذي يتبعهم في المسار، حيث يمكن أن يساعد هذا التواصل الفعّال على التغلّب على العديد من العقبات.
العطاء وروح المشاركة
لا يوجد عند النمل أي شكل من أشكال الأنانية وإيثار الذات، بل يتمتّع النمل بروح العطاء والمشاركة، فإذا ما اكتشف أي طعام صالح للأكل على سبيل المثال، فإنّه سرعان ما يُطلق رسالة يخبر فيها باقي النمل بذلك.