كتاب الأرواح المتمردة (لجبران خليل جبران)
التعريف بكتاب الأرواح المتمردة
يعود كتاب الأرواح المتمردة للمؤلف جبران خليل جبران، وقد صدر الكتاب عن دار العرب للبستاني، وهو من النوع القصصيّ؛ إذ إنه يستعرض أربع قصص، ويبلغ عدد صفحاته مائة وثماني وخمسون صفحة، وقد صدر الكتاب لأول مرة في مدينة نيويورك عام 1908م.
جمع جبران في هذا الكتاب ما بين المجنون بالعاقل، والمتمرد بالمطيع، والمظلوم بالظالم، والساقطة بالفاضلة، وكل ذلك استعرضه بأسلوب موسيقي عذب يرسم من خلاله العواطف المختلفة لطبقات الناس المتعددة، من الشحاذ إلى الغني، ومن الملحد إلى القديس، ويعدّ كتاب الأرواح المتمردة من الكتب التي كتبها باللغة العربية.
ملخص كتاب الأرواح المتمردة
نَشرت جريدة "المهاجر" لصاحبها أمين الغريب كتاب "الأرواح المتمردة" الذي يحكي قصص أرواح تمردت على التقاليد والأعراف والشرائع المُحتمة، والتي تُقيّد حرية الفكر والقلب، وتُفسح المجال أمام مجموعة من الناس للتحكم في أرزاق الناس وعواطفهم بحجة القانون والدين.
ملخص وردة الهاني
يبدأ جبران خليل جبران الكتاب بقصة عن "السيدة وردة الهاني" التي تظهر بالقصة بمظهر المرأة الصادقة والطيبة القلب وجميلة الطلعة، ذات روح نبيلة وقلب طاهر، أرغمها أهلها على أن تتزوج من رجل ذي مكانة رفيعة ومال كثير غني ويكبرها بأعوام وهو "رشيد بك نعمان"، ولكنّها كرهته بالرغم ممّا كان يغدقها به من عيش كريم، وما لبثت أن تفتح الحب في قلبها بعد أن قابلت شابًا فقيرًا أثار كوامن نفسها.
فقرّرت هجران زوجها والهرب مع حبيبها دون إيلاء أيّ اهتمام الأعراف والتقاليد الاجتماعية، وارتضت بالنفي والنبذ من مجتمعها الذي تعيش فيه، ويظهر لنا الشكوى من أول القصة إلى آخرها من امرأة مظلومة، ذات شكوى بليغة ومؤثرة فقد أودع فيها جبران من فنه وحماسته واندفاعه الكثير.
ملخص صراخ القبور
جاء في قصة "صراخ القبور" الحديث عن ثلاثة أشخاص حُكم عليهم من قِبَل الأمير بالقتل، دون سماع شهاداتهم ومعرفة قضاياهم ومنحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم؛ وكانت أولى القضايا لشاب اتهم بقتل ضابط، ولكن دافعه كان قويًّا في سبيل الدفاع عن عرضه، أما القضية الثانية فكانت لفتاة اتُّهمت بالخيانة من قِبَل زوجها، ولكنها في الحقيقة لم تخنه وإنما وقعت في شبهة أدّت إلى رجمها، أما القضية الثالثة فقد كانت لِرجل دين اتُّهم بسرقة بعض الأواني الذهبية من الكنيسة، ولكنه حقيقة لم يسرق إلا ما يسد رمقه بعدما طرد من الدير وأصابه الفقر والعوز.
ملخص مضجع العروس
في "مضجع العروس" استعرض جبران خليل جبران، الزواج الكرهي والظلم الصادر عن الرهبان والحكام، فقد عرضت القصة حكاية شاب وفتاة ربطهما الحب الكبير، ولكن الفتاة تزوّجت من رجل آخر لا تربطها به أي مشاعر حب أو عواطف، وكان قد نقل لها أحد الواشين أنّ حبيبها وقع في حبّ غيرها، وفي ليلة الزفاف تُشاهد الفتاة حبيبها بين الحشود، فترسل إليه مرسولًا كي تراه سرًا في حديقة البيت، وعندما يلتقي الحبيبان يخبرها حبيبها أنه يعشقُ غيرها، ولكنها لا تصدق كلامه، ولكنه يصر على ادعائه فتستل خنجرًا ويحدث ما لم يكن بالحسبان وتتسارع الأحداث الشيقة بعدها.
ملخص خليل الكافر
أمّا "خليل الكافر" فيكون في خصام مع الرهبان، وهو يلقي محاضرة طويلة في مظالم الحكام وساكني الأديرة، خاصة أنّه قرأ تعاليم المسيح كما قرأها "يوحنا المجنون" فتبين له الفرق بين ما يوصي به المسيح، وما يفعله الكهنة؛ فالمسيح يدعو إلى المحبة والتسامح أما الكهنة فهم دون ذلك، فثار عليهم وبيّن ضلالهم، إذ يقضون أيامهم ولياليهم يتنعمون بخيرات الدير، ويتناولون خبز الفقراء الذي خُبزَ بعرق جبينهم، وهو يشقى لكي يوفر لهم رخاء العيش والرفاهية.
تحليل كتاب الأرواح المتمردة
أخرجنا جبران من خلال كتابه الأرواح المتمردة من سُبات الأعراف الاجتماعية، وقوانين الأرض التي قيّدت البشرية بأغلال العادات والتقاليد، حتى اشتعلت روح القارئ بنار الكاتب وتمرده على كل شيء، وقد برع جبران خليل جبران في كتابة نثر عاطفي وشعر سامٍ في وقتٍ واحد، فقد جعل روز هاني كالطائر في قفصٍ مذهب وذلك عندما زوجها والدها من رجل كبير في السن، ولكنه يملك الكثير من المال الذي جعلها سعيدة لبعض الوقت، ولكن هذا الطائر ما لبث أن طار فَضَحَّت بجسدها في سبيل أن تكون لرجل آخر يحبها وتحبه.
في القصة الثانية أثار الكاتب جبران خليل جبران الشجن والبكاء على ثلاثة مظلومين، صدرت في حقوقهم أحكام قصرية دون الاستماع لشهاداتهم، ويعلمنا أن إراقة الدماء ممنوعة ولكن من جعلها تحل للأمير ليقتل من يشاء دون رادع، أما في قصة خليل الراهب الزنديق فقد دوت صرخة جبران خليل جبران التي دعت للعودة إلى قانون أبدي جعل الحياة سعيدة وجميلة وجعل الحقيقة تسطع على جميع شعوب الأرض، وقد كتبت هذه القصة بلغة تُثير الروح وتُبكي القلب، حتى ترتفع يدي القارئ صوب وجهه ليمسح دموعه.
آراء نقدية حول كتاب الأرواح المتمردة
من الآراء النقدية الشائعة في عالم الأدب؛ الرأي الذي قدّمه الأديب المصري الكبير مصطفى لطفي المنفلوطي، والذي قدّمه من خلال مقال نشره بعنوان الحب والزواج، ومن ثم أضافه إلى كتابه "النظرات"، إذ انتقد فيه القصة التي كتبها جبران خليل جبران وهي قصة وردة الهاني، مؤكدًا على أهمية المحافظة على قدسية الحياة الزوجية وعدم الدعوة إلى الإباحية والانحراف وترك الزوج والحياة الزوجية، في سبيل إشباع رغبات الحب والغرام، وقد اكتفى الأديب بعدم ذكر اسمه والإشارة إليه بكلمة الكاتب، وأنهى مقاله بدعوته أن يكون الزوجان صديقين أكثر منه حبيبين، فالقلوب مُتقلبة أما الصداقة فرابطتها قوية.
اقتباسات من كتاب الأرواح المتمردة
فيما يأتي مجموعة من الاقتباسات المميزة من كتاب الأرواح المتمردة لجبران خليل جبران:
- "العواصف والثلوج تُفني الزهور ولكنها لا تُميت بذورها".
- "لأنّ أشباح جدودهم مازالت حَيَّةً في أجسادهم، فهم مثل كهوف الأودية الخالية يُرجعون صدى أصوات ولا يفهمون معناها".
- "سلب الأموال جريمة ولكن من جعل سلب الأرواح فضيلة؟!".
- "إلى الروح التي عانقت روحي، إلى القلب الذي سكب أسراره في قلبي، إلى اليد التي أوقدت شعلة عواطفي".
- "ما هذه الحياة التي تعانقنا يومًا كالحبيب ويومًا تضعفنا كالعدو؟".
- "فما أشد قساوة الإنسان، وما أشد رأفته!".
- "أوَلم نسمع ونرَ أن المحاسن الظاهرة كانت سببًا لمصائب خفية هائلة وأحزان عميقة أليمة؟ أوَليس القمر الذي يسكب في قرائح الشعراء شعاعًا هو القمر الذي يهيج سكينة البحار بالمد والجزر".