ماذا كان يفعل الصحابة في يوم عرفة؟
ماذا كان يفعل الصحابة في يوم عرفة
التعريف بيوم عرفة
هو اليوم التاسع من شهر ذو الحجة، وهو الشهر الثاني عشر من أشهر السنة الهجرية، أي الشهر الأخير منها، ويأتي بعدها شهر ذو القعدة، وتؤدى فيه مناسك الحج،وهو من أعظم الأيام وأفضلها عند الله-تعالى- لأن الفرد يؤدي فيه العديد من شعائر الله والأعمال التي تقربهم من الله-عز وجل- وتعطيهم الأجر والمغفرة والثواب.
فضل يوم عرفة
يوم عرفة يوم فضيل عند الله-تعالى- إذ أنه يوم العتق من النار، وتغفر فيه الذنوب، ويرفع الناس فيه أيديهم للدعاء الله-سبحانه وتعالى- طالبين منه العفو والمغفرة ويستغفرونه ويسبحونه كثيراً، ويكثف الدعاء في هذا اليوم، وهو يوم نزول الله -تبارك وتعالى- إلى السماء الدنيا عشية يوم عرفة.
أفعال الصحابة في يوم عرفة
كان الصحابة يقفون في يوم عرفة على جبل عرفة يطلبون المغفرة والتكفير عن الذنوب من الله-تعالى-، ويتضرعون لله-تعالى- بأن يعتق رقابهم من النار، لما روته سيدتنا عائشة-رضي الله عنها- عن الرسول-صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتِق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفةَ، وإنه لَيدنو، ثم يُباهي بِهم الملائكةَ فيقول: ما أراد هؤلاء؟ أشهدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم).
وكانوا يكثرون من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم، وكانوا يبتعدون عن الذنوب التي تمنع المغفرة في هذا اليوم، كأن يصروا على فعل كبيرة أو الاختيال أو الكذب أو النميمة والغيبة وغيرها من الأفعال المكروهة والغير مستحبة في كل الأيام، فماذا إذا كان يوم عظيم مثل يوم عرفة.
وكان الصحابة يكثرون من الذكر في هذا اليوم، مثل: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير"، ويكثرون من الدعاء أيضاً بقولهم: (الحمد لله)، وكانوا يرفعون أيديهم إلى السماء عند الدعاء.
وهناك دعاء جاء عن ابن عباس قال: مما دعا به الرسول-صلى الله عليه وسلم- عشية عرفة: "اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، ولا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق، المقر بذنبه، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، من خضعت لك رقبته، وذل لك جسده، وَرَغِمَ لَك أنفه، اللهم لا تجعلني بدعائك ربي شقياً وكن بي رؤوفاً رحيماً يا خير المسؤولين، ويا خير المعطين".
وكانوا يستحبون الإفطار في يوم عرفة للحاج، لتقوي الحاج على الدعاء، ويفضلون الاغتسال أيضاً للوقوف في عرفة ويستحب أن يغتسل قبل الصلاة، وكان بعض الصحابة يفضلون صيام يوم عرفة، وثبت عن جمع من الصحابة أنهم صاموا يوم عرفة، وهم عائشة -رضي الله عنها-، والزبير بن عوام، وعثمان ابن أبي العاص، وعبدالله بن الزبير.
ومن سنن النبي -صلى الله عليه وسلم- التي كانوا يطبقونها الصحابة أنهم يجمعون بين صلاتي الظهر والعصر بعرفة جمع تقديم وتكون بعد خطبة الإمام، وخطبة الإمام في الناس في ذلك اليوم بعد الزوال، ويسن أن يقصر الإمام الخطبة لتكون مسهلة وميسرة على الحاج.