ماذا كان يعمل سيدنا موسى
عمل سيدنا موسى
كان لسيّدنا موسى -عليه السّلام- عصا يستخدمها ليضرب بها أوراق الشّجر لتأكله الأغنام في الرّعي، وقد ذُكر ذلك في القرآن الكريم على لسان سيّدنا موسى -عليه السّلام- فقال: (قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى)، والهشّ في الآية الكريمة بمعنى الهزّ والتّحريك. وقد ظلّ موسى -عليه السّلام- في مهنة رعي الغنم عند رجلٍ صالح عشر سنوات، ليتمّ ما كان عليه من مهر الزّواج بابنته.
وكان سؤال الله له عن هذه العصا ليقرّر موسى بنفسه أنّها عصا، وحين تتحوّل لأفعى فهي تتحوّل بقدرة الله -تعالى- إلى حيةٍ تسعى؛ لتكون معجزة إلى فرعون ومن معه، وقال بعض المفسِّرين إنّ السؤال كان من باب الاستئناس لموسى بالله -عزّ وجلّ-، ليُريه فيما بعد ما سيفعل بها عند فرعون.
معلومات عن النبي موسى عليه السلام
التعريف بالنبي موسى عليه السلام
اسمه موسى ابن عمران -عليه السّلام-، وهو من ذرّية إبراهيم -عليه السّلام-، و شاءت إرادة الله أن يولد في زمن فرعون ، وفي الوقت الذي قرّر فيه فرعون أن يقتل كلّ مولود ذكر يولد من بني إسرائيل، فلمّا ولدته أمّه التي أخفت عن النّاس حملها به، أوحى الله لها أن ترضعه وتضعه في التّابوت وتُلقيه في النّهر، ووعدها أنّه سيُعيده إليها، وسيجعل له شأناً ومقاماً عند النّاس.
ففعلت ذلك وربطت التابوت بحبل لكي تعلم الطريق الذي ستأخذه به الماء، لكن قوّة الماء قطعت الحبل وسارت بالتّابوت نحو قصر فرعون، فلقينه جواري القصر وأخذنه إلى آسية بنت مزاحم زوجة فرعون التي طلبت من زوجها ألّا يقتله عسى أن ينفعها أو تتّخذه ولداً، فاستجاب فرعون لطلبها، ونشأ موسى -عليه السّلام- في قصر فرعون.
وقد اختصّه الله -عزّ وجلّ- فجعله من أولي العزم من الرّسل الذين صبروا وتحمّلوا في سبيل نشر الدّعوة الإسلاميّة، وكان موسى من بني إسرائيل الذين أرسله الله إليهم، ليدعوهم إلى عبادة الله وحده، وكذلك أُرسل إلى فرعون وقومه ، فاتّهمه بنو إسرائيل بالسّحر، وتعرّضوا له بالأذى الشديد، فطلبوا منه أن يريهم الله جهرة، وأن يجعل لهم إلهاً، واتّهموه بالمرض في جسده، ولمّا أمرهم بطاعة الله أنكروا عليه وعصوا أمره.
فضائل سيدنا موسى وصفاته
فضّل الله موسى -عليه السّلام- بفضائل عديدة، منها:
- أنزل الله عليه كتاباً جعل فيه الهداية للنّاس، وطلب من بني إسرائيل فيه شكر الله، قال -تعالى-: (وَآتَينا موسَى الكِتابَ وَجَعَلناهُ هُدًى لِبَني إِسرائيلَ أَلّا تَتَّخِذوا مِن دوني وَكيلًا* ذُرِّيَّةَ مَن حَمَلنا مَعَ نوحٍ إِنَّهُ كانَ عَبدًا شَكورًا* وَقَضَينا إِلى بَني إِسرائيلَ فِي الكِتابِ).
- قال فيه -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ موسى إِنَّهُ كانَ مُخلَصًا وَكانَ رَسولًا نَبِيًّا* وَنادَيناهُ مِن جانِبِ الطّورِ الأَيمَنِ وَقَرَّبناهُ نَجِيًّا* وَوَهَبنا لَهُ مِن رَحمَتِنا أَخاهُ هارونَ نَبِيًّا)، وورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (النَّاسُ يَصْعَقُونَ يَومَ القِيَامَةِ، فأكُونُ أَوَّلَ مَن يُفِيقُ، فَإِذَا أَنَا بمُوسَى آخِذٌ بقَائِمَةٍ مِن قَوَائِمِ العَرْشِ، فلا أَدْرِي أَفَاقَ قَبْلِي أَمْ جُوزِيَ بصَعْقَةِ الطُّورِ).
- اصطفاه الله -تعالى- على النّاس وفضّله عليهم، فقال: (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي).
- كلّمه الله -عزّ وجلّ- ولم يكلّم غيره من الأنبياء ، وكان ذلك عند جبل الطّور، ولم يكن يعلم حينها أنّه نبيّ، وكذلك في المرّة الثانية عندما واعده في قول الله -تعالى-: (وَلَمّا جاءَ موسى لِميقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قالَ رَبِّ أَرِني أَنظُر إِلَيكَ)، فسُمّي لذلك كليم الله.
- جعله الله من أولي العزم من الرّسل.
- برّأه الله من اتّهام بني إسرائيل له بإصابته بمرضٍ في جلده، فقال -تعالى- في تبرئته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا).