ما يستفاد من سورة القدر
ما يستفاد من سورة القدر
بيّنت سورة القدر مجموعة من الفوائد والمقاصد، نذكر منها ما يأتي:
- نزول القرآن الكريم من اللّوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر نزولاً واحداً على دفعةٍ واحدة، ونزول أول دفعة منه على قلب سيّدنا محمّد، ثمّ استمر بعد ذلك نزوله إلى الأرض منجّمّاً لمدّة استمرّت ثلاثاً وعشرين عاماً.
- تعظيم أمر ليلة القدر من خلال الحديث عنها بصيغة الاستفهام في بداية الآيات، ووصفها بأنّها مباركة لما ميّزها الله بنزول القرآن الكريم فيها، الذي هو خير كتاب يعود على أمّة محمد بالمنافع في دنياهم وآخرتهم، ولما في هذه اللّيلة من الرحمة وإجابة الدعاء.
- ليلة القدر تَفْضُل غيرها بأن جعل الله العبادة فيها تعدل العبادة طيلة ألف شهر ليس فيها ليلة قدر.
- عظّمها الله وشرّفها بنزول الملائكة الكرام فيها من السماء حتى تمتلئ الأرض بهم، ومنهم جبريل -عليه السّلام-، وقد خصّه الله في الآيات تعظيماً وتشريفاً له، فقال -تعالى-: (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ).
- جعلها الله سلاماً من كلّ شرّ من بدايتها وحتى طلوع الفجر الذي تنتهي به ليلة القدر.
- تقدير مقادير الخلق في ليلة القدر من ليلتها إلى ليلة القدر من السنة القادمة.
التعريف بسورة القدر
ذكر الماوردي أنّ أغلب المفسّرين يعتبرون سورة القدر من السور المكيّة ، وكذا أخرج ابن مردويه عن ابن عباس، وابن الزبير، وعائشة -رضيَ الله عنهم-، أمّا الثعلبي فقد ذكر خلاف ذلك، وقال إنّها مدنيّة عند أكثر المفسّرين، والقول بنزولها في المدينة أصح القولين، وقد نزلت سورة القدر بعد سورة عبس، وتأتي في ترتيب المصحف بعد سورة العلق.
وترتبط سورة القدر بسورة العلق م حيث أنّ سورة العلق جاء الأمر فيها بقراءة القرآن باسم الله العظيم الذي أنزله، وهو سبحانه الذي خلق الإنسان وأراد منفعته في الدنيا والآخرة، وعلّمه ما لم يعلم، وذكرت سورة القدر نزول القرآن الذي ابتدأ في ليلة القدر التي تحدّثت عنها السورة، والذي جاء الأمر بقراءته فيها، فالمعنى: اقرأ ما أنزل الله عليك في ليلة القدر.
فضائل ليلة القدر الواردة في السورة
فضّل الله ليلة القدر بفضائل عديدة ذُكرت في سورة القدر، نذكر منها ما يأتي:
- أنزل الله فيها القرآن الكريم.
- يقدّر الله فيها مقادير العباد.
- جعلها الله سلامة من كل شرّ، مليئة بالخير حتى مطلع الفجر.
- جعل الله من حكمته إ خفاء ليلة القدر بالتحديد، وذلك حتى يجتهد المسلمون بالعبادة في اللّيالي جميعها، فينالوا الأجر والثواب المضاعف.
- فضّل الله ليلة القدر بتعظيم أمرها وإخفاء أجرها وعلوّ مكانتها عن الخلق، وهو ما أخبر عنه -تعالى- فقال: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ).
- جعلها الله الأساس الذي قام عليه الدين؛ وهو القرآن الكريم الذي يصلح لكل مكان وزمان، فأخرج الله النّاس به من ظلمات الكفر والضلال، إلى أنوار الهدين والإيمان والعلم.