ما هي واجبات المرأة تجاه زوجها
واجبات المرأة تجاه زوجها
بيَّن الله -سُبحانه وتعالى- في كتابه الكريم بعضاً من واجبات المرأة تجاه زوجها، حيث قال الله -تعالى- في سورة النِّساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّـهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلً).
فقد بيَّنت الآيةُ الكريمة السَّابقة بعضاً من الواجبات التي تَثبت على الزَّوجة تجاه زَوجها، نذكر هذه الواجبات بالإضافة إلى واجباتٍ أُخرى لم تَرد في الآية الكريمة على النَّحو الآتي:
- واجبُ الطَّاعة للزَّوج، شريطةَ ألَّا يكون ذلك في مَعصية الله -سبحانه تعالى-، ولبيان عِظم هذا الأمر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لو كنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها). وينبغي التنبيه إلى أنَّ وُجوب طاعة الزَّوج لا يعني أن يقوم بتَكليفها ما لا تُطيقه أو ما لا يدخُل تحت مَهام الزَّوجة.
- أن تصونَ البيت؛ ولا تُدخل إليه أحداً دون إذن زوجها صراحةً أو ضِمناً.
- أن ترعى البيت وكل ما يدخل تحت ذلك من رعاية الأبناء وتَربيتهم.
- أن تُراعي كرامة زَوجها وشُعوره؛ فلا يرى منها إلا ما يُحب ويرضى، وكذلك الشَّأن في رؤيته لمنزله وأولاده.
- أن تُحافظ على عِرض زوجها وسُمعته.
- أن تَشكُره على قيامه بواجباته، وبما يَبذُله من جُهدٍ لإقامة المنزل وتدبير حاجيَّاته، والدُّعاء له بالبَركة والعِوض.
- أن تبرَّ أهل زَوجها وتُحسِن إليهم؛ وهذه واحدةٌ من أهمِّ واجبات الزَّوجة تجاه زوجها، ومن أشدِّها تأثيراً على رضى الزَّوج.
- أن تُحافظ على أموال زَوجها، ولا تتصرَّف فيها دون عِلمه أو إذنه.
- أن تَحفظ الزَّوجة أسرار زَوجها ولا تُفشيها لأيِّ أحدٍ مهما كان؛ حيث يقول الله -سُبحانه وتعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ).
- أن تُمكِّن نفسها لزَوجها إذا دَعاها إلى فِراشه؛ ما لم يكُن هنالك مانعٌ شرعيٌّ يَحول دون ذلك.
- أن تُعاشر زوجها بالمَعروف وحُسن الخُلق.
- ألَّا تصوم صوم التَّطوُّع حال حضوره إلا بإذنه؛ حيث قال النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (لا تَصُومُ المَرْأَةُ وبَعْلُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ).
- ألَّا تُطالبه بما يَفوق قُدرته أو بما ليس له دَاعٍ؛ بل تَرضى بما قَسمه الله -تعالى- لهُما.
- ألَّا تخرج من البيت إلا بإذنه؛ سواءً كان الإذنُ صراحةً أو ضمناً.
- أن تقوم بتقديم الخَدمات المنزليَّة الضَّروريَّة؛ مع تعاون الطَّرفان فيها قدر المُستطاع.
- أن تقوم بتمريض الزَّوج في حال مَرضه.
- أن تتزيَّن لزوجها وعلى الوجه الذي يُحبُّه؛ لما في ذلك من الإعانة على إعفافه.
- أن تَحترم حُكم العِدَّة الشَّرعية بعد الطَّلاق أو الوفاة.
واجبات الرجل تجاه زوجته
كما أنَّ على الزَّوجة واجبات تجاه زوجها؛ فكذلك الأمر بالنِّسبة للزَّوج، إذ تترتَّب العديد من الوَاجبات على الزَّوج تجاه زَوجته، ونُورد هذه الواجبات فيما يأتي:
- أن يُحسن الزوج إلى زوجته في تَعامله، وأن يُقدِّر مشاعرها ويُجيد التَّعامل مع رِقَّتها وضعفها، وأن يتحمَّل أخطاءها ويَتجاوز عنها.
- أن يَصون كرامةَ زوجته ويَحترمها، لِما في ذلك من دَلالة واضحة على قوة الرَّابطة الزَّوجيَّة.
- أن يعفّ زوجته، وأن يُلاطفها ويُداعبها.
- أن يؤدّي المَهر أو الصَّداق، إكراماً لزوجته وتقديراً لها.
- أن يؤدي نفقة الحَضانة، ونفقة العِدَّة، ومُتعة الطَّلاق.
- أن يُنفق على زوجته؛ حيث تشمل النفقة: السَّكن، والطَّعام، واللِّباس، والعلاج، وما يَلحق بذلك، ويكون ذلك بحسب حال الزَّوج سِعةً أو ضيقاً.
الواجبات المشتركة بين الزوجين
إنَّ العلاقة الزَّوجية علاقةٌ مُشتركةٌ بين الزَّوجين، لِذا ترتَّب عليها نوعٌ ثالثٌ من الواجبات الزَّوجية؛ ألا وهي الواجبات المُشتركة بين الزَّوجين، بحيث يُؤدِّيها كلٌّ منهُما تجاه الآخر، وهذه الواجبات تشمل الآتي:
- حِلُّ العِشرة الزَّوجية، واستمتاع كل من الزَّوجين بالآخر؛ بحيث يَحلُّ للزَّوج من زوجته ما يَحلُّ لها منه، يقول الله -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ).
- ثبوت نَسب الأبناء والبنات من الزَّوج صاحب الفِراش.
- المُعاشرة بالمعروف؛ فيجب على كل من الزَّوجين مُعاشرةَ الآخر بالإحسان وطِيب الخُلق، لقوله -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
- وجوبُ تَعاون الزَّوجين على البِرِّ والتَّقوى، وما فيه مَنفعةٌ للبيت والأبناء.
- صَبر كلٍّ منهُما على الآخر، والتَّجاوز عن أخطائه.
- الأمانة وحِفظ العَهد.
- تَعاون كل منهُما على صِناعة السَّعادة في المنزل، وإشاعة جو التَّفاؤل فيه، ودَفع الحُزن ما أمكن ذلك.
- التَّعاون فيما بينهمُا على تربية الأبناء تربيةً حَسنةً، واستشعار حجم المَسؤولية المُلقاة على عَاتقهما.
- عدم إفشَاء أسرار الطَّرف الآخر، وعدم ذِكره بسوءٍ أمام أحدٍ من النَّاس ومَهما كانت صِفته، حتَّى وإن كان الوالد أو الوالدة؛ لأنَّ في ذلك تعقيدٌ للمَشاكل بدلاً من حلِّها، وقد حَذر النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- من خطورة إفشَاء السِّرِّ بين الأزواج في الحديث: (إنَّ مِن أَعْظَمِ الأمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا).
وتترتَّب على الزَّوج مسؤوليَّة كبيرة في تحمُّل هَفوات زوجته والإبقاء على العلاقة الزَّوجية وعدم الإسراع في الطَّلاق، من خلال تذكُّر محاسنَ زوجته وإيجابيتها والتي تُعينه على غضِّ الطَّرف عما لا يُحبُّ من تصرُّفاتها.
وفي ذلك أوصى الله -سُبحانه وتعالى- عباده في قوله: (فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّـهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، وبذلك أيضاً أوصى النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ).