ما هي موجبات الغسل في الإسلام؟
ما هي موجبات الغسل في الإسلام؟
موجبات الغسل: يقصد بها ما يكون سبباً لوجوب الاغتسال على المسلم، ويسمى ما يوجب الغسل حدثاً أكبر، وهي كما يلي:
خروج المني
اتفق جمهور الفقهاء على أن خروج المني من الأسباب التي توجب الغسل، سواء كان رجلاً أو امرأة، في حال النوم أو اليقظة، واشترط الحنفية، والمالكية، والحنابلة، لوجوب الغسل أن يكون خروج المني بشهوة، خلافاً للشافعية، حيث أوجبوا الغسل بخروج المني مطلقاً، سواء بشهوة أو لا.
الاحتلام
هو رؤية الجماع في النوم ويسبّب نزول المني، فإذا استيقظ الرجل أو المرأة من النوم ووُجد المني، وجب الاغتسال سواء تذكر الاحتلام أم لم يتذكر، وأما إذا استيقظ متذكراً احتلاماً ولم يجد منيّاً فلا يجب عليه الاغتسال، لما جاء في الحديث: (جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ غُسْلٌ إذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ: نَعَمْ، إذَا رَأَتِ المَاءَ)، والماء: هو المني.
التقاء الختانين
وهو الجماع، قال تعالى: (وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا)، والتقاء الختانين المقصود به مغيب الحشفة (رأس الذكر) أو مقدارها في الفرج ولو من غير إنزال، أي ولو بدون خروج للمني، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَها فقَدْ وجَبَ الغَسْلُ)، ثم جهدها كناية عن الإيلاج ودخول الذكر في الفرج.
انقطاع دم الحيض أو النفاس
أجمع الفقهاء على وجوب الاغتسال على المرأة عند انقطاع دم الحيض أو دم النفاس عنها، لقول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي)، ودم النفاس حكمه حكم دم الحيض.
موت المسلم غير الشهيد
وجب على المسلمين باتفاق المذاهب الأربعة وجوب كفاية تغسيل الميت المسلم غير الشهيد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ)، والأمر هنا يفيد الوجوب.
الدخول في الإسلام
وهذا واجب عند بعض الفقهاء، حيث اختلفوا في هذا الموجب على قولين، كما يلي:
- المالكية والحنابلة: قالوا أن إسلام الكافر يوجب الغسل، فعند دخول الكافر إلى الإسلام يجب عليه الاغتسال، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي ثمامة بن أثال والصحابي قيس بن عاصم رضي الله عنهما أن يغتسلا عندما أسلما، والأمر يفيد الوجوب.
- الحنفية والشافعية: قالوا أن اغتسال الكافر عند دخوله الإسلام مستحب وليس واجب، ما لم يكن جنباً، فإن كان جنباً وجب عليه الاغتسال من الجنابة ودليل ذلك أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أسلم عدد كبير من الناس ولم يأمرهم جميعهم بالاغتسال عند ذلك فهذه قرينة تصرف الأمر من الوجوب إلى الاستحباب، وأَمْر النبي صلى الله عليه وسلم ثمامة وقيس رضي الله عنهما للاستحباب وليس للوجوب.