ما هي مقومات الدولة
المقومات العامة للدولة
تُعرف الدولة (بالإنجليزية: the state) بأنها منطقة جغرافية مُحددة من الأرض يسكنها وينظمها مجموعة من الأشخاص، وتحكمها حكومة شرعية منظمة، خالية من أي سيطرة خارجية، وذلك لممارسة سيادتها داخل منطقة اختصاصها، وفيما يلي ذكر لأبرز المقومات التي تتكون منها الدولة:
المساحة الجغرافية
تُعرف المساحة الجغرافية (بالإنجليزية: Territory) بأنها الأرض المُحددة التي تقع الدولة ضمن إقليمها بحدود واضحة ومميزة، ويمكن أن تكون هذه المساحة كبيرة أو صغيرة، إذ تشمل أيضًا؛ الأنهار، البحيرات، والقنوات البحرية، والجبال، والتلال، وجزءًا من البحر الساحلي، وجميع المعالم الأرضية الأخرى إلى جانب المجال الجوي فوق المساحة الجغرافية، وتخضع كامل أراضي الدولة للسيادة أو السلطة العليا للدولة، ويخضع جميع الأشخاص والمنظمات والجمعيات والمؤسسات والأماكن الواقعة داخل أراضيها لسيادة الدولة.
وتبعًا للقانون الدولي؛ يُعد الإقليم من المقومات الأساسية الهامة للدولة؛ إذ إنَّ الولاية القضائية والتي تُعد سمة أساسية لسيادة الدولة، تُمارس على الدول على أساس إقليمي، بالتالي فإنَّ المبدأ الإقليمي هامّ لتأكيد مبدأ الولاية القضائية للدولة، ويُشير هذا إلى أنَّ جميع الأشخاص والأحداث التي تقع ضمن المساحة الجغرافية للدولة، تخضع للقواعد القانونية نافذة المفعول فيها.
الشعب
يُعرف الشعب أو المواطنون (بالإنجليزية: Population) بأنهم الأعضاء المُشاركين في المجتمع السياسي والاجتماعي، ويكتسبون هذه الصفة عند أدائهم جميع الواجبات القانونية المفروضة عليهم تجاه حكومتهم ودولتهم، كما يُمنَحون العديد من الحقوق والامتيازات مقابل الامتثال لقوانين الدولة والدفاع عنها، وبالتالي فإنَّ الشعب هم الميزة الأساسية الأكثر وضوحا للدولة، تبعًا لذلك فإنَّ الدولة التي يشترك جميع مواطنيها في إجماع سياسي واجتماعي عام حول جميع مُعتقداتها الأساسية، هي دولة آمنة ومستقرة.
الحكومة
تُعرف الحكومة (بالإنجليزية: Government) بأنها المنظمة أو الآلية أو الوكالة أو السلطة القضائية في الدولة، والتي تضع قوانين الدولة وتنفذها، كما تفصل النزاعات بين الأشخاص، وتُعدّ الحكومة من أهم مقومات الدولة، بل إنها من أكثر العناصر تلازمًا مع الدولة؛ إذ تمارس الدولة سلطتها السيادية من خلال حكومتها.
قد يظن البعض أحيانًا أنّ الحكومة هي ذاتها الدولة، لكن هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، فالحكومة هي مُجرد عنصر واحد من عناصر الدولة، وتتغير باستمرار خلال فترات منتظمة، وفي وقتنا الحالي؛ تتمتع كل دولة متحضرة بحكومة تمثيلية ديمقراطية، ومسؤولة وشفافة وخاضعة للمساءلة.
وتتكون الحكومة من ثلاث أجهزة، ولكل جهاز دور رئيسي ومُستقل عن الآخر، فالسلطة التشريعية مُختصة بتشريع القوانين الخاصة بالدولة، وتختص السلطة التنفيذية بتنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة السابقة، أمّا السلطة القضائية فهي المسؤولة عن حل النزاعات القائمة في الدولة.
السيادة
تُعرف السيادة (بالإنجليزية: Sovereignty) بأنها الحق الممنوح للدولة بأن تمارس سلطتها على جميع شعبها ومساحتها الجغرافية، وهي الأساس الذي تنظم من خلاله الدولة شؤونها وجميع جوانب حياة الشعب، فبدون السيادة لا وجود للدولة، فهو العنصر الأكثر أهمية الذي تتمتع به الدولة، إذ من الممكن أن تتكون بعض المؤسسات من المقومات السابقة دون السيادة.
والسيادة نوعان هما:
- السيادة الداخلية: تكون فيها الحكومة مسؤولة عن تنظيم جميع الأشخاص والمؤسسات التي تعمل داخل أراضيها، كما يحق للدولة أن تفرض أي عقوبات عليهم في حال مخالفتهم لقوانينها.
- السيادة الخارجية: تعني الاستقلال التام للدولة عن أي سيطرة خارجية.
مقومات الدولة القوية والمؤثرة
بالإضافة إلى المقومات السابقة للدولة، هناك مقومات تمتلكها الدول القوية وتميزها عن غيرها من الدول، ومنها ما يلي:
- التوغل بالتساوي في كامل أنحاء الإقليم لفرض حكمها وسلطتها عليه وعلى المناطق الجغرافية التابعة لها.
- استقلالية الدولة عن الجهات الفاعلة غير الحكومية، وممارسة السلطة الداخلية بطريقة مُستقلة عن المجموعات الاجتماعية.
- اعتماد الدولة على المهنية، وقدرتها مؤسسيًّا على تنفيذ السياسيات العامة.
- فرض سيادة القانون على إقليمها بالكامل.
- امتلاك الدولة قدرة واسعة لتنفيذ نظامها السياسي العام، واستثمار الموارد من المجتمع، وتقديم السلع العامة.
يتضح أنَّ الدولة هي منطقة جغرافية مُحددة بحدود واضحة، يقطنها الشعب أو المواطنون الذين يخضعون لسيادتها المُطلقة، وتفرض حكمها على أرضها دون أي تدخلات خارجية من قبل الدول الأخرى، كما أنَّ الدولة القوية لها سمات بارزة تجعلها مؤثرة غير قابلة للاندثار بسهولة، ومن هذه المقومات فرض حكمها السياسي والقانوني على إقليمها، وتنفيذ السياسات الخاصة بها على أرضها وفقًا لدستورها الخاص.