ما هي معجزة سيدنا هود
معجزة سيدنا هود عليه السلام
أرسل الله -سبحانه- الأنبياء والرسل، وأيّدهم بالمعجزات التي تدلّ على صدق نبوّتهم، وقد دعا هود -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله وترك عبادة الأصنام، إلا أنّهم أبوا وعاندوا الحقّ، ولم يرد دليل شرعي يُبيّن أنّ لهود -عليه السلام- معجزة، وقد أعطاه الله من الآيات كما أعطى الأنبياء لكن لم تشتهر معجزته ولم تُذكر، قال الله -تعالى- على لسان قوم هود: (قالوا يا هودُ ما جِئتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحنُ بِتارِكي آلِهَتِنا عَن قَولِكَ وَما نَحنُ لَكَ بِمُؤمِنينَ)، قال المفسّرون: أي ما جئتنا بمعجزة وبرهان لنعبد إلهك ونترك عبادة الأصنام، وقالوا لم تُعيَّن المعجزة.
وقال بعض المفسّرين إنّ دعوة هود لقومه وثباته أمامهم وحيداً وعدم خوفه منهم معجزة، وقيل: إنّ أخلاق هود -عليه السلام- كانت المعجزة، وذُكِر أنّ هود -عليه السلام- كان يغيّر اتّجاه الريح من مكانٍ لآخر، وكان يحوّل الصوف بيده إلى الحرير.
كما قيل: كان إهلاك قوم هود معجزة من معجزات سيّنا هود، حيث دعا عليهم فأهلكهم الله، إلا أنّ عديد من المفسّرين قالوا إنّ العذاب ليس حجة إعجازية، والأصل أنّه لم تُذكر معجزة نبيّ الله هود في القرآن، وتجدر الإشارة إلى أنّ قول قوم هود "ما جئتنا ببيّنة" يعني إنكارهم للبينة لا أنه لم يأتِ بها حقًا.
التعريف بهود عليه السلام
هناك العديد من المعلومات المتعلقة بنبي الله هود -عليه السلام-، نذكر أهمها على النحو الآتي:
معلومات عن النبي هود عليه السلام
لم يذكر القرآن الكريم تفاصيل نسب الأنبياء، فقد ذكر اسم نبيّ الله هود سبع مرات في القرآن دون التطرّق لنسبه بالتفصيل، لكنّ القرآن بيّن أنّه من قبيلة عاد، قال -تعالى-: (وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا)، ولم يرد ذكر نسب هود أيضاً في نصوص السنّة النبوية.
أما كتب التاريخ الإسلامي فأوردت نسب هود، فقيل هو: هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن غوص بن إرم بن سام بن نوح، بُعث إلى قومٍ يعبدون الأوثان والأصنام.
وهو أول نبيّ من نسل العرب، أرسله الله لقوم عاد في حضر موت بالأحقاف، ووردت قصّته في العديد من سور القرآن الكريم؛ كسورة الأعراف، وهود، والمؤمنون، والشعراء، وغيرها من السور.
قوم هود عليه السلام
قوم هود هم قبيلة عاد، وهي قبيلة عربية كانت تسكن جنوب جزيرة العرب في الأحقاف التي تقع الآن بين عُمان وحضرموت، وقد أنعم الله عليهم بالكثير من النعم، وأغناهم، ورزقهم من الطيبات، فأنشأوا حضارة عريقة مزدهرة، وأسّسوا الينابيع والأنهار والبساتين، وربّوا الدوابّ والمواشي، قال الله -تعالى- عنهم: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ* أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)، وقال: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ)، فقد كانوا يبنون المصانع الضخمة، وقد تميّزوا عن غيرهم بحضارتهم المعمارية، وكان يُضرب بهم المثل في ذلك.
وقد أهلكهم الله -تعالى- بعد أن أفسدوا في الأرض، وبعد أن دعاهم هود -عليه السلام- فما كان منهم إلا العناد والاستكبار، فلقوا سوء العاقبة والمصير، فقد حلّت عليهم الريح العاتية القوية ودمّرتهم، ثم رأى من بقي منهم سحابة عظيمة في السماء، فركضوا إليها يستظلّون بها، إلا أنّها كانت عذاباً ونقمة عليهم أيضاً.
بعث الله نبيّه هود إلى قوم عاد ليدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولم يرد في الأدلة من القرآن والسنّة ذكر معجزته ولم تشتهر، إلا أنّ بعض المفسّرين قالوا إنّ دعوته لقومه كانت معجزة، وقيل أخلاقه، وقيل إهلاك قومه، وكان أول نبيّ بُعث من نسل العرب، وكان قومه أشدّاء رزقهم الله الكثير من النعم، وأسّسوا حضارة عريقة، لكنّهم أفسدوا في الأرض ولم يؤمنوا بالله، فكان مصيرهم الهلاك.