ما هي لغة أهل الجنة
لغة أهل الجنّة
لم يثبت حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يتحدث عن لغة أهل الجنة، ونقل العلماء بعض أقوال الصحابة والتابعين فيما يخص لغة أهل الجنة، واستند ابن كثير على قوله بأن لغة أهل الجنة هي اللغة العربية وهي لغة القرآن؛ بقول الله -تعالى-: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)،وقال:"واللسان يوم القيامة بالسريانية، فمن دخل الجنة تكلم بالعربية".
وقال ابن القيم: "روى داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: لسان أهل الجنة عربي. وقال عقيل: قال الزهري: لسان أهل الجنة عربي"، فالثابت من أقوال العلماء أن لغة أهل الجنة هي اللغة العربية التي أنزل فيها القرآن على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
الجنة وأهلها
يجتهد المسلم في هذه الحياة الدّنيا بالعبادة والأعمال الصّالحة، وهو يضع نصب عينيه رضا الله -تعالى- والجنّة، فالجنّة هي المحطّة الأخيرة التي يصلها العبد المسلم بعد أن يأخذ بالأسباب الموصلة إليها، فهي جائزة الرّحمن لعباده المتّقين، وهي النّعيم المقيم والعيش الهانئ الكريم الذي لا يتخلّله همّ أو كدرٌ أو ملل.
وتحدث النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صفات أهل الجنة فقال: (إنَّ أوَّلَ زُمْرَةٍ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ علَى أشَدِّ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ في السَّمَاءِ إضَاءَةً، لا يَبُولونَ ولَا يَتَغَوَّطُونَ، ولَا يَتْفِلُونَ ولَا يَمْتَخِطُونَ، أمْشَاطُهُمُ الذَّهَبُ، ورَشْحُهُمُ المِسْكُ، ومَجَامِرُهُمُ الألُوَّةُ الأنْجُوجُ، عُودُ الطِّيبِ وأَزْوَاجُهُمُ الحُورُ العِينُ، علَى خَلْقِ رَجُلٍ واحِدٍ، علَى صُورَةِ أبِيهِمْ آدَمَ، سِتُّونَ ذِرَاعًا في السَّمَاءِ).
وصف الجنّة
وصف الله -تعالى- الجنة بكثير من الآيات القرآنية، قال -تعالى-: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ).
ووصف النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- الجنّة بأنّها لبنةٌ من ذهب ولبنة من فضة، وأنّ ترابها مصنوعٌ من المسك الأذفر، وحصباؤها اللّؤلؤ والياقوت، كما وُصِفت الجنّة باشتمالها على الحدائق الغنّاء والخضرة التي تسرّ النّاظرين، وفي الجنّة أنهار الخمر وأنهار اللّبن التي شابهت رزق الدّنيا في الاسم واختلفت في مذاقها وطعمها.
وفي الجنّة ما يشتهي الإنسان من صنوف الطّعام والشّراب، ففي الجنّة من أصناف الفاكهة التي لا مثيل لها والتي يتخيّر بينها المسلم، وفي الجنّة أصناف اللّحوم التي تطلبها النّفس وتشتهيها ومنها لحوم الطّير، كما أنّ في الجنّة غرفًا وسرائر وأرائك توفّر للإنسان الرّاحة والمتعة.
وإنّ في الجنّة الحور العين اللواتي وصفن في آيات القرآن الكريم وأحاديث النّبي الكريم، وهنّ ما أعدّ الله لعباده المتّقين من الأزواج المطهّرة، فالجنّة بما فيما من النّعيم لم ولن تخطر على قلب بشر ولم تراها عين أو تسمع بها أذن.