ما هي فوائد النسر
النّسور
تُصنَّفُ النّسورُ على أنَّها نوعٌ من الطّيور الجارحة التي تتغذَّى على جِيَفِ الحيواناتِ الميتة، ويوجد نوعان هما: نسورُ العالمِ القديمِ التي تعيشُ في كلٍّ من آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، ونسورُ العالمِ الجديدِ التي تعيشُ في شمال، وجنوب، ووسط أمريكا، وتتميّزُ طيورُ كلِّ مجموعةٍ بميِّزاتٍ تختلفُ عن الأخرى؛ إذ تُعتبَرُ نسورُ العالمِ الجديدِ صلعاء الرأس، ولا تتمكّنُ إلاّ من إصدار أصوات الهسيس والهمهمة؛ وذلك لعدم وجود حنجرة لديها، ولها أقدامٌ ضعيفةٌ، وحاسّةُ شمٍّ قويّة تمكِّنها من تحديدِ أماكن توافر الغذاء، كما أنّها لا تبني أعشاشاََ بل تضع بيضها في تجاويف الأشجار، أو بين الصّخور، أمّا نسور العالم القديم فلديها حنجرة؛ لذلك تتمكّنُ من إصدار العديد من الأصوات، وهي ذاتُ أقدامٍ ومخالب قويّة، وتتمتّعُ بحاسّة بصرٍ قويّة تعتمد عليها في تحديد أماكن الغذاء، كما أنَّها تبني أعشاشاََ لتضعَ بيضَها فيها، وتكونُ بعض أنواعِها صلعاءَ الرأسِ، بينما يُغطِّي الريش رأسَ بعضِها الآخر.
فوائد النّسور
تتغذَّى النّسور على جِيَفِ الحيواناتِ، وتمتلكُ فوائدَ عدّةً، ومنها ما يلي:
- تساهمُ النّسور في منعِ تراكمِ الجثثِ وانتشار الأمراض، والأوبئة، إذ تستهلكُ في الظّروفِ الطّبيعيّةِ ما يُقدَّرُ بعشرةِ ملايين طن من الجيف سنوياً، أما بعد تعرّضها للصيد وانخفاض أعدادها، فقد تُركت الكثير من الجثث لتتعفّنَ؛ مما أدّى إلى العديد من المخاطر الصحيّة، والبيئيّة ومنها:
- انتشار الأمراض التي تصيب البشر والماشية.
- زيادة أعداد الكلاب الضّارية التي تنجذب للجثث المُتحلِّلة وتهاجم البشر والماشية.
- زيادة معدل الإصابة بداء الكَلَبِ بين البشر.
- ارتفاع تكلفة التخلُّص من جثثِ الحيوانات النّافقة.
- تستخدم شركات الغاز الطّبيعيِّ النّسر الرّوميَّ الذي يتمتّع بحاسّةِ شمٍّ قويّة للكشف عن تسرُّبِ الغاز؛ إذ إنَّ الغاز يحتوي على المادّة الكيميائيّة التي توجد في جِيَفِ الحيوانات والتي تجذب النّسور.
- تستخدم بعضُ الشّعوب رؤوسَ النّسور في الطبّ الشعبيّ.
- تعتقد بعض الشّعوب اعتقاداََ خاطئاََ أنّ النّسر يمتلك قدرات خارقة، وأنّ امتلاك أجزاءٍ من جسم النّسر قد يؤدي إلى زيادة قدرات البشر أنفسهم؛ لذلك تجدهم يستخدمون مخالب النّسور لعلاج الحمّى، ويستخدمون الرّيش كنوعٍ من الزّينة، والمنقار للحماية، كما يستخدمون عظام النّسور أثناء احتفالات الختان.
أنواع النسور
نسور العالم الجديد
من أشهر أنواع نسور العالم الجديد:
- النَّسر الأسود (الاسم العلميّ: Coragyps atratus): ويُسمَّى أحياناََ غرابَ الجِيَف، وهو طائرٌ أسودُ اللّون، وله ذيلٌ قصيرٌ جداََ، ويصل طول جسمه إلى 60 سنتيمتراََ، كما أنَّ له جناحين قصيرين، وهو كجميع نسور العالم الجديد يمتلك رأساً عارياً من الرّيش ، إلا أنّ الجهة الخلفيّة من عنقه تُغطَّى بالرّيش.
- النَّسر الملك (الاسم العلميّ: Sarcoramphus papa): وهو نسرٌ مُتعدِّد الألوان؛ يمتازُ ريشُه العلويّ بلونِه البرتقاليّ، أما الرّيش السّفلي فهو أبيض اللّون، ويمتلكُ رأسُه عدّةَ ألوانٍ وهي الأحمر، والأصفر، والمائل للزُّرقة، والرّمادي، ويعيش النّسر الملك في الغابات الاستوائيّة المُمتدَّة من جنوب المكسيك إلى الأرجنتين.
- النَّسر الروميّ (الاسم العلميّ: Cathartes aura): والذي يُعَدُّ من أكثرِ أنواعِ نسور العالمِ الجديدِ انتشاراََ، ولديه حاسّة شمٍّ مُتطوِّرة تمكِّنُه من العثور على الجِيَفِ قبلَ غيرِه من النّسور، ويصلُ باعُ جناحَيه إلى مترين تقريباََ.
- كندور الأنديز (الاسم العلميّ: Vultur gryphus): وهو نسرٌ كبيرُ الحجمِ؛ إذ يمكن أن يصلَ باعُ جناحي ذكرِ كندورِ الأنديز إلى 3.2 أمتار، ويبلغُ وزنُه 15 كيلوغراماََ، أمّا الأنثى فيصل وزنُها إلى 11 كيلوغراماََ.
- كندور كاليفورنيا (الاسم العلميّ: Gymnogyps californianus): ويتميّزُ بلونِه الأسود، كما أنَّ جناحَه محاطٌ بخطوطٍ من الرِّيش الأبيض، أما الرّأس، والعنق، والحوصلة فتكون ذات لون تتراوح درجتُه بين الأحمر والبرتقاليّ.
نسور العالم القديم
من أشهر نسور العالم القديم ما يلي:
- النَّسر الرماديّ (الاسم العلميّ: Aegypius monachus): حيث يعتقدُ بعضُ العلماء أنَّه أكبر النّسور، وأكبر الطّيور الجارحة؛ إذ يبلغُ طول جسمِه متراً واحداََ تقريباََ، ويصل وزنُه إلى 12.5 كيلوغراماً، كما يصلُ باعُ جناحَيه إلى2.7 متر تقريباََ، وهو نسرٌ أسودُ اللّون، وله ذيلٌ وتديُّ الشّكل، ويعيش النّسر الرماديُّ في جنوب أوروبا، وآسيا الصّغرى ، والسّهوب الوسطى، وجبال آسيا.
- العقاب المصريُّ أو فراخ الفرعون (الاسم العلميّ: Neophron percnopterus): وهو نسرٌ صغيرُ الحجمِ يصلُ طول جسمِه إلى 60 سنتيمتراََ، وله ريشٌ أبيضُ اللّون، أمّا الجناح فهو أبيض ينتشر فيه القليل من الرّيش الأسود، وله ريشٌ مُتدرِّجُ الطّول على الرأس، أمّا الوجه فيكونُ عارياََ من الرّيش ، وينتشر النّسر المصريُّ من شمال، وشرق أفريقيا إلى جنوب أوروبا، ومن الشّرق الأوسط إلى أفغانستان والهند.
- نسر جريفون (الاسم العلميّ: Gyps fulvus): وهو نسرٌ ذو ريشٍ رماديٍّ من الأعلى، ولون بنيٍّ مائلٍ للأحمر مع بعض الخطوط البيضاء من الأسفل، وله عدّة أنواع مختلفة، وهي:
- النَّسر الهنديّ أبيض الظَّهر (الاسم العلميّ: G.bengalensis).
- النَّسر الهنديّ أو النَّسر طويل المنقار (الاسم العلميّ G.indicus).
- النَّسر أسطوانيّ المنقار (الاسم العلميّ: G. tenuirostris).
- النَّسر النوبيّ أو نسر أذون (الاسم العلميّ: Torgos tracheliotus): وهو نسرٌ قويٌّ، ومسيطرٌ، يُعَدُّ رأسُه عارياً من الرّيش، ويمتدُّ من جانبيه جلدٌ ذو طيّات كثيرة، ويغطّي جسمَه من الأعلى ريشٌ أسود وبنيّ، أما المنطقة البطنيّة فتكون بيضاءَ اللّون، وله ذيلٌ وتديُّ الشّكل، يصلُ باعُ جناحَيه إلى 2.7 متر، أمّا طولُ جسمِه فهو يصلُ إلى مترٍ واحدٍ.
- نسر جوز النّخيل (الاسم العلميّ: Gypohierax angolensis): وهو نسرٌ نباتيُّ التغذية عادةََ، إلاّ أنَّه قد يأكل الأسماك الميتة أحياناً، والقشريّات، وله وجه برتقاليُّ اللَّون عارٍ من الرّيش ، ومنقارٌ أصفر اللَّون.
- النَّسر أحمر الرّأس (الاسم العلميّ: Sarcogyps calvus): ويمتلك ريشاً أسود اللّون، باستثناء منطقة الصّدر التي تكون ذات ريش أبيض، وله منقارٌ أسود كبير الحجم، ويمتدُّ من جانبي الرقبة جلدٌ مُتعدِّد الطيّات، ويبلغُ طولُ جسمِه 75 سنتيمتراً تقريباََ، كما يصلُ باعُ جناحَيه إلى 2.7 متر، وينتشرُ ما بين باكستان إلى ماليزيا.
- النَّسر أبيض الرّأس (الاسم العلميّ: Trigonoceps occipitalis): ذو ريش أسود اللّون باستثناء أطراف الأجنحة والبطن اللذين يظهران بلونٍ أبيض، ويعتبر وجهُه مثلّثَ الشّكل ذا لون أصفر باهت، وله منقارٌ أحمر ضخم، يصلُ طولُ جسمِه إلى 80 سنتيمتراََ، ويصلُ باعُ جناحَيه إلى 1.8 متر تقريباََ.
اليوم العالمي للتوعية بأهميّة النّسور
يحتفلُ العالمُ في أوّل يومِ سبت من أيّام شهرِ سبتمبر/أيلول من كلِّ عامٍ باليوم العالميِّ للتوعية بأهميّة النّسور، والمخاطر التي تتعرّض لها مما يجعلُها مُعرَّضةً لخطر الانقراض، بالإضافة لإلقاءِ الضّوءِ على جهودِ النّاشطين حولَ العالمِ للمحافظةِ على النّسور، كما جاءت فكرةُ اليوم العالميِّ للنسور بدايةً من برنامج المحافظةِ على الطّيور الجارحةِ التابعِ لصندوقِ الحياةِ البريّةِ المُهدَّدة بالانقراض في جنوب أفريقيا (بالإنجليزيّة: Birds of Prey Programme of the Endangered Wildlife Trust)، وصندوق المحافظة على الصّقور (بالإنجليزيّة: Hawk Conservancy Trust) في إنجلترا، ثم تم تعميمها لتصبح يوماََ عالميّاََ.