شرح نون الوقاية في اللغة العربية
تعريف نون الوقاية
نون الوقاية هي نون مكسورة تُضاف إلى الفعل، أو اسم الفعل ، أو الحرف عند اتّصالها بياء المتكلم وتون قبلها، مثال: النون في لفعل "يُسمِعُني" وسُمِّيت بذلك لأنَّها تتحمل الكسرة المناسبة لحرف الياء، فتقي الفعل من كسر آخره الذي ينشأ عن اتّصاله بياء المتكلم وتحافظ على حركته، وهي لا محلَّ لها من الإعراب ، وتُعرب: "حرف مبني على الكسرة لا محلَّ له من الإعراب".
الوظائف اللغوية لنون الوقاية
لنون الوقاية أكثر من وظيفة لغويّة، وفيما يلي أبرز هذه الوظائف:
- إزالة اللبس بين أمر المخاطب وأمر المخاطبة: مثل: "أكرمني" و "أكرمي"، فإنَّ " أكرمني" أمر للمخاطب بإكرام المُتكلم، فالياء فيه هي "ياء المتكلم"، أمَّا "أكرمي" فهي أمر للمخاطبة، والياء فيه هي "ياء المخاطبة"، فلو حُذِفت نون الوقاية لأصبح الفعلان بنفس الصيغة، ولحصل التباس بين أمر المخاطب وأمر المخاطبة، فجاءت نون الوقاية لتزيل هذا اللبس.
- إزالة اللبس بين أمر المخاطبة والفعل الماضي المتّصل بياء المتكلم: مثل: "تدراكِي": أمر للمخاطبة، و"تداركني": فعل ماضٍ متَّصل بياء المتكلم، فلولا وجود نون الوقاية مع الفعل الماضي ، لأصبح الفعلان بنفس الصيغة، وبالتالي لن نستطيع تحديد نوع الياء.
- إزالة اللبس بين الاسم والفعل: مثل: "حجري": اسم، و"حجرني": فعل.
- إزالة اللبس بين اسم الفعل وغيره من الأسماء: مثل: "سماعني": اسم فعل أمر بمعنى أسمعني، و"سماعي": مصدر للفعل سمع مُضاف إلى ياء المتكلم.
- إزالة اللبس بين الفعل وحرف الجر: مثل: "عداي": حرف جر، و"عداني": فعل.
- تفيد زيادة التوكيد: وذلك عند اتّصالها بِـ (إنَّ، أنَّ، لكنَّ، كأنَّ)، مثل: (إنّني قادِمٌ غدًا) فهذه الجملة فيها تأكيد أكثر من لو قلنا: (إنَّي قادمٌ غدًا).
أحكام إضافة نون الوقاية
إنَّ إضافة نون الوقاية أو عدم إضافتها يعتمد على حالة ياء المتكلم المنصوبة أو المجرورة محلًا، ونوع العامل الذي عَمِل فيها النصب أو الجر، فإذا كانت في محل نصب فناصبها إمّا فعل، أو اسم فعل، أو حرف ناسخ، وإذا كانت في محل جر فقد تكون مجرورة بالإضافة أو ب حرف جر ، وفيما يلي توضيح لأحكام إضافة نون الوقاية:
حكم إضافة نون الوقاية مع الفعل
إذا اتَّصلت ياء المتكلم المنصوبة بالفعل يجب أن تسبقها نون الوقاية، سواءً أكان الفعل :
- ماضيًا: مثل: (ساعدنِي أخي).
- مضارعًا: مثل: (يساعدنِي أخي عند الحاجةِ).
- أمرًا: مثل: (ساعدنِي أرجوك).
- مُتصرفًا: مثل: (أكرمنِي صديقي).
- جامدًا: (عساني أتفوق).
حكم إضافة نون الوقاية مع اسم الفعل
اسم الفعل هو ما ينوب عن الفعل معنى (ماضيًا أو مضارعًا أو أمرًا)، واستعمالًا (لازمًا أو متعديًا)، ولا يقبل علاماته ولا يتأثر بالعوامل الداخلة عليه، وعند اتّصال اسم الفعل بياء المتكلم المنصوبة يجب أن تسبقها نون الوقاية، مثل: (تراكني بمعنى اتركني)، (دراكنِي بمعنى أدركني).
حكم إضافة نون الوقاية مع الحروف
- إذا كانت ياء المتكلم مجرورة بحرف الجر "مِنْ" أو "عَنْ": يجب إضافة نون الوقاية قبلها، وحذفها شاذ أو لضرورة، مثل: (عنِّي يصدر الخير والإكرام)، (طلبَ منِّي الصفحَ)، أمَّا إذا كانت مجرورة بحرف جر آخر غير (من، عن) فلا يجوز إضافة نون الوقاية، مثل: (بي نزوع إلى رؤيتك)، (لي فيك أمل)، (فيَّ ميل لتكريمكَ).
- إذا كانت ياء المتكلم منصوبة بالحرف الناسخ "ليت": يجب إضافة نون الوقاية، مثل: (ليتني أستطيع معاونة البائسين جميعاً).
- إذا كانت ياء المتكلم منصوبة بالحرف الناسخ "لعلَّ": يجوز إضافة نون الوقاية أو الاستغناء عنها والأكثر حذفها، فنقول: (لعلِّي أُدرك آمالي) أو (لعلنِي أبلغ ما أريد).
- إذا كانت ياء المتكلم منصوبة بحرف ناسخ آخر غير (ليت، لعلَّ): يجوز الأمران على السواء، إضافة النون أو حذفها، فنقول: (لكنني لا أخلص للغادر) أو (لكنِي لا أخلص للغادر).
حكم إضافة نون الوقاية مع الأسماء
- إذا كانت الياء مجرورة بالإضافة، والمُضاف هو اسمٌ ساكنُ الآخر، يجوز إضافة النون أو حذفها، والأصح إضافتها، وهذه الكلمات الساكنة الآخر هي: (لدن: بمعنى "عند") و(قدْ وقطْ: بمعنى حَسْب، أي كافٍ)، مثل: (قَدْ بلغْتَ مِنْ لدُنِّي عُذْرًا)، (قَدني من مواصلة العمل الشاق)، (قَطْني من إهمال الرياضة المفيدة)، ويجوز حذف النون بقول: (قدِي، قطِي، لدُني)، إلا أنَّه حذفٌ غير مستحسنٍ بالرغم من جوازه.
- إذا كانت الياء مجرورة بالإضافة إلى غير تلك الثلاث كلمات (لدن، قط، قد)، يجب حذف النون، مثل: (هذه حقيبتِي، رتبْتُ خزانتِي)، فالاسم يتحمل حركة الكسر المناسبة للياء بخلاف الفعل.