الجهاز التناسلي للمرأة
الجهاز التناسلي للمرأة
يتكوّن الجهاز التناسلي للمرأة (بالإنجليزيّة: Female reproductive system) من مجموعة من الأعضاء الأنثوية، وتُقسم إلى أعضاء تناسلية خارجية وأعضاء تناسلية داخلية، وفي الحقيقة يتم تصنيف الثديان كأحد أجزاء الجهاز التناسلي الأنثوي أحيانًا، وبالرغم من أنّ الجهاز التناسلي الأنثوي معقّد بعض الشيء إلا أنّه مُتقن الخَلق؛ حيث إنّه يستطيع العمل بشكل وثيق مع جميع أجهزة الجسم الأخرى بهدف القيام بعملية التناسل، وفي الواقع تمثّل عملية التناسل أو التكاثر (بالإنجليزيّة: Reproduction) العملية الحيوية التي تتميّز وتتفرّد بها الكائنات الحيّة؛ حيث يمكن للكائنات الحية أن تُنتج المزيد من أفراد نوعها، وتمنع انقراض الصنف الذي تنتمي إليه خلال عملية التكاثر، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الجهاز التناسلي ليس ضروريًا للحفاظ على حياة الفرد وذلك مقارنةً مع باقي أجهزة الجسم.
مكونات الجهاز التناسلي للمرأة
الأعضاء التناسلية الداخلية
تتمثّل الأعضاء التناسلية الداخلية في جسم المرأة بالأعضاء التناسلية الموجودة داخل الحوض ، وتتكون من المهبل (بالإنجليزيّة: Vagina) وهو مكان استقرار الحيوانات المنوية ومنه تتم الولادة الطبيعية، والرحم (بالإنجليزيّة: Uterus) الذي يُمثل منطقة نموّ وتطوّر المضغة إلى جنين، وقناتا فالوب (بالإنجليزيّة: Fallopian tube) حيث تتم عملية تخصيب الحيوانات المنوية للبويضات فيهما، والمبايض (بالإنجليزيّة: Ovaries) المسؤولة عن إنتاج وإطلاق البويضات.
المهبل
يعدّ المهبل الأنبوب العضلي المرن الذي يقع أسفل الرحم وخلف المثانة البولية، ويصل طوله إلى ما يُقارب 10 سنتيمترات، ويمثّل مدخل الجهاز التناسلي الأنثوي؛ حيث إنّه يربط عنق الرحم مع الجزء الخارجي من جسم المرأة، وفي الحقيقة يستقبل المهبل الحيوانات المنوية أثناء الجماع، ومن ثم يحملها إلى قناة فالوب والرحم، كما أنّ للمهبل دورًا مهمًا خلال عملية الولادة؛ حيث يمثّل قناة الولادة التي تتمدّد للسماح بخروج الجنين إلى الخارج.
الرحم
يمثّل الرحم العضو العضلي الذي يشبه شكل حبة الكمثرى المقلوبة، والذي يتّصل من بعيد بالمهبل بينما يتّصل من الجانب بقناتي فالوب، ويتميّز الرحم بالبطانة السميكة والجدران العضلية القويّة؛ حيث يحتوي الرحم على بعض العضلات التي تُعدّ الأقوى في جسم الأنثى، وفي الواقع تكمن أهمية عضلات الرحم القادرة على التمدّد والتقلّص في استيعاب الحجم المطلوب لنموّ الجنين خلال فترة الحمل، بالإضافة إلى أهميّتها في المساعدة على دفع الجنين للخارج أثناء الولادة، وفي الحقيقة يبلغ طول رحم المرأة في الوضع العادي دون وجود حمل 7.5 سنتيمتر، بينما يبلغ عرضه 5 سنتيمتر، وينقسم رحم الأنثى إلى ثلاثة أجزاء، كما يأتي:
- عنق الرحم: هو الجزء السفلي من الرحم والذي يربط الرحم بالمهبل.
- جسم الرحم: هو الموقع الطبيعي والمألوف لانغراس الكيسة الأرومية (بالإنجليزية: blastocyst) التي ستتطور إلى جنين.
- قاع الرحم: هو الجزء العلوي من الرحم ويعلو نقاط التقاء أنابيب الرحم أو قنوات فالوب بالرحم.
يُطلق على الطبقة الداخلية من جدار الرحم اسم بطانة الرحم (بالإنجليزيّة: Endometrium)، وهي الطبقة التي يذرفها الجسم ويتخلص منها بشكل دوري في نهاية كل دورة شهرية في حال لم يتم تخصيب البويضة، بينما يحتفظ الجسم بهذه الطبقة في حال تم تخصيب البويضة؛ حيث تنغرس البويضة المخصبة في جزء من هذه البطانة، وفي الحقيقة تبقى البويضة المخصّبة في هذا الموقع حتى نهاية الحمل؛ حيث تنمو المشيمة من أحد أجزاء جدار البويضة المخصّبة، كما يتوسّع الرحم تدريجيًّا للسماح للجنين بالنموّ بشكل طبيعي، أما الطبقة الوسطى الكبيرة من الرحم فيُطلق عليها عضل الرحم (بالإنجليزيّة: Myometrium)، وتتكوّن من مجموعة متشابكة من العضلات تبرز أهميّتها أثناء ولادة الطفل؛ حيث تساعد على إخراج الطفل عبر قناة الولادة من خلال الانقباض بشكل إيقاعي منتظم.
قناتا فالوب
يحتوي الجهاز التناسلي الأنثوي على زوج من الأنابيب الضيّقة المتصلة بالجزء العلوي من الرحم، والتي يُطلق عليها اسم قناتي فالوب ، ويبلغ طول كل قناة ما يُقارب 10-13 سنتيمتر، وفي الحقيقة تمثّل قانتا فالوب ممرات لانتقال البويضات الأنثوية من المبيضين إلى الرحم، وتجدر الإشارة إلى أنّ قانتا فالوب غير متصلتين بشكل مباشر مع المبيضين؛ حيث تحتوي القناة امتدادات تشبه الأصابع تسمّى الخمل أو الهدب (بالإنجليزيّة: Fimbriae) تظهر على شكل قمع في نهاية كل قناة، وتكمن أهمية هذه الخمل بتوجيه البويضة التي تم تحريرها من المبيض نحو الفتحة الكبيرة في قناة فالوب، ثم تقوم البروزات الصغيرة التي تشبه الشعيرات والمعروفة بالأهداب بمساعدة عضلات جدار القنوات على دفع البويضة للأسفل تجاه الرحم، وتجدر الإشارة إلى أنّه عادةً ما تتم عملية إخصاب البويضة بواسطة الحيوان المنوي داخل قناة فالوب ثم تنتقل البويضة المخصّبة إلى الرحم لتنغرس في بطانة الرحم.
المبيضان
يحتوي الجهاز التناسلي الأنثوي على زوج من الغدد التناسلية الأنثوية صغيرة الحجم بيضاوية الشكل تُسمّى المبيضين؛ حيث يُقارب حجم المبيض الواحد حبة اللوز، ويبلغ طول كل منهما حوالي 2-3 سنتيمتر، وفي الحقيقة يقع المبيضان على جانبيّ الرحم ويتّصلان معه عن طريق رباط المبيض، وتبرز أهميّة المبيضين في إنتاج الهرمونات الأنثوية ؛ الإستروجين والبروجسترون، وتخزين البويضات حتى تنضج ويتم تحريرها خلال عملية الإباضة.
الأعضاء التناسلية الخارجية
تتمثّل الأعضاء التناسلية الخارجية في جسم المرأة بالأعضاء التناسلية التي تقع خارج حيّز الحوض، وتشمل بشكل أساسي؛ جبل العانة أو مرتفع عظمة العانة (بالإنجليزيّة: Mons pubis)، والشفران الكبيران (بالإنجليزيّة: Labia majora)، والشفران الصغيران (بالإنجليزيّة: Labia minora)، والبظر (بالإنجليزيّة: Clitoris)، وفي الحقيقة يُطلق على الأعضاء التناسلية الخارجية مجتمعة والواقعة في منطقة العانة أو أصل الفخذ اسم الفرج (بالإنجليزيّة: Vulva)، وتكمن أهمية الأعضاء التناسلية الخارجية في حماية الأعضاء التناسلية الداخلية من الإصابة بالكائنات الدقيقة المُسببة أو الناقلة للعدوى، وتمكين الحيوانات المنوية من دخول الجسم.
جبل العانة
يقع جبل العانة أو النتوء العاني اللحمي فوق الجزء العلوي من فتحة المهبل؛ حيث تُغطي الأنسجة الدهنية السمينة المتشكّلة على هيئة هضبة مستديرة عظم العانة، وتتميّز هذه المنطقة باحتوائها على غدد دُهنية مسؤولة عن إفراز مواد كيميائية تُعرف بالفيرمونات (بالإنجليزيّة: Pheromones) ترتبط بالانجذاب الجنسي، ومن الجدير بالذكر أنّ الشعر يبدأ في تغطية هذه المنطقة خلال مرحلة البلوغ .
الشفران الكبيران
يحيط الشفران الكبيران بالأعضاء التناسلية الخارجية الأخرى بهدف حمايتها والحفاظ عليها، كما يحتوي الشفران الكبيران على غدد عَرَقيّة وغدد دهنية، وفي الحقيقة يبدأ الشعر بالظهور على جلد الشفران الكبيران خلال مرحلة البلوغ كما هو الحال في جبل العانة.
الشفران الصغيران
يقع الشفران الصغيران داخل الشفران الكبيران، ويحيط الشفران الصغيران بالفتحات الجسمية المؤدية إلى المهبل والإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، ويمثّل الإحليل الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ جلد الشفرين الصغيرين حساس للغاية ويمكن أن يُصاب بالانتفاخ والتهيّج بسهولة بالغة.
غدّة بارتولين
تقع غدّة بارتولين أو غدد بارثولين أو الغدد الدهليزية الكبيرة (بالإنجليزيّة: Bartholin’s glands) إلى جانب فتحة المهبل، وهي المسؤولة عن إنتاج الإفرازات السائلة المخاطية .
البظر
البظر هو نتوء صغير وحسّاس للغاية يقع في منطقة التقاء الشفرين الصغيرين.
غشاء البكارة
يُعرف الغشاء المخاطي الذي يقع في بداية الجهاز التناسلي وتحديدًا داخل فتحة المهبل مباشرةً بغشاء البكارة (بالإنجليزيّة: Hymen)، وعلى الرغم من أنّه يساهم في حماية الجهاز التناسلي إلا أنّ وجوده ليس ضروريًا للصحة، وعادةً ما يحيط غشاء البكارة لدى الإناث العذارى فتحة المهبل مثل حلقة ضيّقة ومشدودة، كما قد يغطي الفتحة بالكامل في بعض الأحيان، وفي الحقيقة قد يتمزّق الغشاء خلال أول محاولة للجماع، بينما قد لا يحدث التمزّق في أول جماع في حال كان الغشاء رخوًا وليّنًا، ومن الجدير بالذكر أنّ غياب غشاء البكارة لا يعني بالضرورة فقدان العذرية؛ حيث إنّه قابل للتمزّق عند التعرّض لإصابة في منطقة الحوض أو الأنشطة الرياضية أو فحص الحوض، وقد يتمزّق الغشاء نتيجة الولادة أحيانًا.
الثدي والغدد الثديية
يُعتبر الثدي من الأعضاء التابعة للجهاز التناسلي الأنثوي في كثير من الأحيان، وذلك لدوره المهم في تزويد الطفل الرضيع بالحليب بعد الولادة، وتتضمّن المكونات الخارجية الأساسية للثدي ما يأتي:
- حلمة الثدي: هي المنطقة المستديرة التي تشكّل الجزء الخاصّ بخروج الحليب من الثدي لتغذية الرضيع، وقد لا تكون الحلمات بارزة دائمًا؛ حيث تُعاني بعض النساء من الحلمات المسطّحة والمقلوبة.
- هالة حلمة الثدي: هي المنطقة الدائرية المحيطة بالحلمة والتي تظهر كأنّها مصبوغة بلون مميّز عن الجلد، وتختلف الهالة بالحجم بين الإناث، والجدير بالذكر أنّها تحتوي على غدد صغيرة الحجم مسؤولة عن إفراز مواد ترطيب لمنع جفاف الحلمة، لا سيّما خلال فترة الرضاعة، وتُعرف بغدد مونتغمري (بالإنجليزيّة: Montgomery glands).
- أنسجة الثدي: هي المساحة الموجودة في منطقة الصدر والتي تتكوّن من أنسجة دهنية، وأنسجة عضلية، وأربطة، وشبكة معقّدة من الأوعية الدموية والغدد، ويختلف حجم أنسجة الثدي بين الإناث بسبب مزيج من العوامل الجينية الفردية للأنثى وكتلة الجسم لديها، وأكثر ما تبرز أهمية هذه الأثداء في للرضاعة الطبيعية .
تُعدّ الدهون المكوّن الأساسي للثدي من الداخل؛ حيث إنّ حجم الثدي يعتمد على كمية الدهون الموجودة فيه، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ كمية الحليب التي يستطيع الثدي إنتاجها لا تعتمد ولا تتناسب مع حجم الثدي، وتتضمّن المكوّنات الداخلية الأساسية للثدي ما يأتي:
- الأسناخ: تمثّل الأسناخ أو الحويصلات الصغيرة والمجوّفة (بالإنجليزيّة: Alveoli) خلايا إفراز الحليب، والتي تتجمّع معًا على شكل عناقيد داخل الثدي.
- القنوات الناقلة للّبن: (بالإنجليزية: Lactiferous ducts) هي قنوات خاصّة تنقل حليب الثدي من خلالها إلى سطح الحلمة وتفتح هناك لتغذية الطفل الرضيع.
- فصيصات الثدي: (بالإنجليزية: Lobules) يُطلق على مجموعة الحويصلات أو الأسناخ التي تُفرز الحليب بالثدي اسم فُصيصات الثدي (بالإنجليزيّة: Lobules)، وتقوم الفُصيصات بتصريف حليب الثدي في القنوات الناقلة للّبن، وبعدها إلى الجيوب الناقلة للّبن والتي تُحفّز تدفّق الحليب من الحلمة.
- غدد الثدي: (بالإنجليزية: Mammary glands) هي الغدد المسؤولة عن إنتاج الحليب داخل الثدي.
آلية التحكم بالجهاز التناسلي للمرأة
تتحكّم أجزاء مختلفة من الجسم بوظائف الجهاز التناسلي الأنثوي وعمليّات النموّ والتطوّر المرتبطة به، وفي الحقيقة تتواصل وتتفاعل هذه الأجزاء مع بعضها البعض من خلال إفراز ما يُعرف بالهرمونات ، وهي مواد كيميائية تعمل كرسائل متنقّلة في الجسم؛ حيث يتم إنتاجها وإطلاقها من مكان معيّن من الجسم حتى تصل إلى أماكن أخرى مختلفة، وذلك بهدف التحكّم بها وتنسيق الأنشطة الجسمية التابعة لها، وفيما يأتي بيان لأهم الأجزاء التي تتحكّم بالجهاز التناسلي الأنثوي:
- منطقة تحت المهاد: تلعب منطقة تحت المهاد أو الوطاء (بالإنجليزيّة: Hypothalamus) الموجودة في الدماغ دورًا مهمًا وأساسيًّا في تنسيق عمليات التواصل بين الأعضاء التناسلية، والغدة النخامية، والغدة الكظرية، والتي تهدف إلى تنظيم عمل الجهاز التناسلي الأنثوي، حيث تنتج منطقة تحت المهاد الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية (بالإنجليزيّة: Gonadotropin-releasing hormone).
- الغدة النخامية: تقع الغدة النخامية (بالإنجليزيّة: Pituitary gland) في قاعدة الدماغ تحديدًا أسفل منطقة الوطاء مباشرةً، وفي الحقيقة يعمل الهرمون المُطلق لموجهة الغدد التناسلية الذي تمّ إفرازه من منطقة تحت المهاد على تحفيز الغدة النخامية لإنتاج الهرمونات الخاصّة بها، وهي؛ الهرمون المُلوتن أو الهرمون المنشّط للجسم الأصفر (بالإنجليزيّة: Luteinizing hormone)، والهرمون المنبّه للجُريب (بالإنجليزيّة: Follicle-stimulating hormone)، وتجدر الإشارة إلى أنّ منطقة تحت المهاد ترسل إشارات معيّنة بعد ولادة الأنثى لطفلها إلى الغدة النخامية، وذلك بهدف إنتاج هرمون البرولاكتين (بالإنجليزيّة: Prolactin) الذي يُحفّز إنتاج حليب الثدي.
- المبيضين: يُحفز الهرمون المُلوتن والهرمون المنبّه للجُريب -المُفرزان من قبل الغدة النخامية تحت تأثير منطقة تحت المهاد- المبيضين لإنتاج الهرمونات الجنسية الأنثوية وبعض الهرمونات الجنسية الذكرية، وفي الواقع ترتبط الهرمونات الأنثوية؛ الإستروجين والبروجسترون ارتباطًا وثيقًا مع النمو الجنسي للأنثى، كما أنّها المسؤولة عن استعداد جدار الرحم بشكل شهري للاحتفاظ بالبويضة الملقّحة -إن وُجدت- وتغذيتها أثناء فترة الحمل، بالإضافة إلى ذلك تُساهم هذه الهرمونات في الحفاظ على صحّة القلب، والعظام، والكبد، والدماغ، والعديد من الأنسجة الأخرى، أما بالنسبة للهرمونات الجنسية الذكرية أو الأندروجينات؛ فإنّه تُفرز لدى النساء بكميات قليلة مقارنة بالرجال، وهي المسؤولة عن نموّ الشعر في منطقة العانة وتحت الإبط في سن البلوغ، وكذلك لها دور مهم في الحفاظ على الكتلة العضلية في الجسم.
- الغدة الكظرية: تقع الغدة الكظرية أعلى الكليتين، وتُنتج كميات قليلة من الهرمونات الجنسية الأنثوية والذكرية.
وظائف الجهاز التناسلي للمرأة
تتمثّل أهميّة الجهاز التناسلي الأنثوي في القيام بالعديد من الوظائف المهمة لجسم المرأة وحياتها، وأبرزها؛ إنتاج الأمشاج الأنثوية أو البويضات، وإفراز الهرمونات الجنسية الأنثوية، وممارسة الجماع، وتوفير موقع لإخصاب البويضة، وتأمين بيئة مناسبة لحمل الجنين إن حدث الإخصاب؛ حيث تتم حماية وتغذية البويضة حتى يكتمل نضوجها، بالإضافة إلى ولادة الطفل، وإرضاعه من حليب الثدي بعد الولادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم النساء يمكن لهنّ الحمل ابتداءً من سن البلوغ، وهو السن الذي تبدأ فيه دورة الحيض الشهرية لدى الإناث، وتبقى النساء قادرات على الحمل والولادة طوال سنوات الإنجاب التي تمتدّ من سنّ البلوغ وحتى الوصول إلى سن اليأس (بالإنجليزيّة: Menopause)، وهو السن الذي تتوقف فيه دورة الحيض لدى الإناث.
إنتاج البويضات
تولد الأنثى وفي مبيضيها ما يُقارب مليون أو أكثر من البويضات غير الناضجة، ويمثّل هذا العدد كامل البويضات التي يمكن للأنثى أن تُنضِجها وتُخرِجها من المبيض خلال فترة حياتها، وفي الحقيقة عادةً ما تبدأ بويضة واحدة شهريًّا بالنضوج والخروج من المبيض بعد وصول الأنثى سن البلوغ أو سن الرشد، وهو السن الذي تبدأ فيه دورة الحيض الشهرية لدى الأنثى، وتُعرف العملية الطبيعية التي تحدث في جسم المرأة وتتضمّن إطلاق وتحرير بويضة واحدة من أحد المبيضين شهريًّا بالإباضة (بالإنجليزيّة: Ovulation)، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه البويضة يمكنها أن تعيش لمدة 24 ساعة فقط، بينما يمكن للحيوانات المنوية الذكرية بعد الجماع أن تعيش في قناة فالوب لمدّة تصل إلى 7 أيام، وفي حال التقت الحيوانات المنوية الذكرية بالبويضة وقامت بتخصيبها يحدث الحمل، وفي حال لم تحدث الإباضة لدى الأنثى فحينها لن تتمكّن من الحمل، ومن الجدير بالذكر أنّه يتم أحيانًا إطلاق أكثر من بويضة واحدة خلال فترة الإباضة، وهذا ما يزيد من احتمالية حدوث الحمل المتعدّد مثل التوائم في حال تم تخصيب أكثر من بويضة معًا، وفي الحقيقة تستمرّ عملية الإباضة لدى الأنثى حتى تصل إلى سن اليأس أو سن انقطاع الطمث، والذي يكون في الغالب على عمر اثنين وخمسين عامًا، وفي هذه المرحلة تكون الهرمونات في مستويات منخفضة غير قادرة على دعم الدورة الشهرية، وتكون المرأة قد استنفدت جميع البويضات القابلة للنموّ تقريبًا.
الحيض والدورة الشهرية
تمثّل الدورة الشهرية أو دورة الحيض الشهرية (بالإنجليزيّة: The menstrual cycle) سلسلة من التغيّرات الطبيعية التي يمرّ بها جسم المرأة بشكل دوري استعداداً لاحتمالية حدوث حمل، ويتم احتساب الدورة الشهرية من اليوم الأول في فترة الحيض الواحدة (وقت نزول الدم كل شهر) وحتى اليوم الأول في فترة الحيض التي تليها، وفي الحقيقة تختلف مدّة الدورة الشهرية بين النساء؛ حيث يمكن أن يبدأ تدفّق الحيض كل 21-35 يومًا، ويمكن أن تستمرّ فترة الحيض (نزول الدم) من يومين وحتى سبعة أيام، وإضافةً إلى ذلك هناك اختلافات أخرى تُعتبر طبيعية يمكن أن ترتبط بالدورة الشهرية؛ فقد تكون الدورة منتظمة وتبدأ بنفس الوقت تقريبًا من كل شهر وقد تكون غير منتظمة قليلًا، وقد تكون فترة الحيض خفيفة أو غزيرة، وقد تكون مؤلمة أو غير مصحوبة بألم.
يُصاحب عملية الإباضة الشهرية حدوث مجموعة من التغييرات الهرمونية اللازمة لتحضير رحم الأنثى لاستقبال الحمل المُحتمل، وفي حال لم يتم تخصيب البويضة يتخلص الجسم من بطانة الرحم عبر المهبل بطريقة طبيعية، وهو ما يشكّل نزول دم الدورة أو فترة الحيض، وفي الحقيقة قد تلاحظ الأنثى خلال السنوات القليلة الأولى من بدء الحيض أن تكون مدّة الدورة الشهرية طويلة، وهذا شائع للغاية، ولكن مع التقدم في العمر تُصبح الدورة الشهرية أقصر بعض الشيء وأكثر انتظامًا، بينما تعود مشكلة عدم انتظام الدورة بشكل واضح عند الاقتراب من سن اليأس؛ حيث تمثّل الدورة الشهرية الأخيرة للمرأة فترة انقطاع الطمث، والتي تحدث عادةً بين سن 45 و55 عامًا؛ بحيث يكون متوسط سن اليأس 51-52 عامًا كما ذكرنا.
الإخصاب والحمل
تحتاج البويضة إلى حيوان منوي واحد حتى تتم عملية الإخصاب ، وفي الواقع تحتوي كمية قليلة من السائل المنوي الذي يقذفه الرجل على عدد كبير من الحيوانات المنوية؛ حيث تستقرّ كمية تُقدّر بحوالي 1.5 إلى 6 ملليلترات فقط من السائل المنوي في المهبل، بينما يكون عدد الحيوانات المنوية في هذا السائل تتراوح ما بين 75-900 مليون حيوان منوي، وتسبح هذه الحيوانات المنوية من المهبل تجاه قناة فالوب، وبالتالي في حال تم الجماع خلال أيام الإباضة الخاصّة بالمرأة قد يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة ويتم التخصيب، وبعد حوالي أسبوع من الإخصاب تُصبح البويضة المخصّبة أو المُلقّحة كيسة أرومية متعدّدة الخلايا، وهي عبارة عن كرة مجوّفة من الخلايا ممتلئة بالسائل من الداخل وبحجم رأس الدبوس تقريبًا، وفي الوقت نفسه يزيد هرمون الإستروجين سمك بطانة الرحم ويضمن امتلاءها بالدم، كما يحافظ هرمون البروجسترون على سمك بطانة الرحم الممتلئة بالدم، وذلك بهدف السماح للكيسة الأرومية بالالتصاق بالرحم وامتصاص العناصر الغذائية منه، وتُعرف العملية سابقة الذكر بالانغراس (بالإنجليزيّة: Implantation).
الإرضاع
يُقصد بالإرضاع أو درُّ اللبن (بالإنجليزيّة: Lactation) عملية إنتاج وإفراز الحليب لتغذية الطفل الرضيع، وفي الحقيقة تتحكّم الهرمونات في جسم الأم بعملية إنتاج حليب الثدي وإفرازه، وفيما يأتي بيان دور الهرمونات في عملية الإرضاع:
- هرمون البرولاكتين: يبدأ إنتاج الحليب في جسم المرأة قبل الولادة بتحفيز من هرمون البرولاكتين ، وتستمرّ عملية إنتاج الحليب بعد ولادة الطفل مع استمرار الرضاعة الطبيعية للطفل؛ حيث يُنتج جسم المرأة المزيد من هرمون البرولاكتين استجابةً لعملية رضاعة الطفل من حلمة الثدي، بينما يتوقّف إنتاج البرولاكتين والحليب بعد فترة قصيرة من فِطام الرضيع .
- هرمون الأوكسيتوسين: (بالإنجليزيّة: Oxytocin) يتحكّم هرمون الأوكسيتوسين في إفراز حليب الثدي الذي تم إنتاجه، وبنفس الآلية يُنتج جسم المرأة المزيد من هرمون الأوكسيتوسين استجابةً لعملية رضاعة الطفل من حلمة الثدي، وبذلك يستمرّ إفراز الحليب في حال كان الطفل يرضع من ثدي والدته بشكل فعّال.
أمراض الجهاز التناسلي للمرأة
مشاكل الفرج والمهبل
فيما يأتي أبرز المشاكل المتعلّقة بالفرج والمهبل:
- التهاب الفرج والمهبل: (بالإنجليزيّة: Vulvovaginitis) يمكن أن تتضمّن أعراض التهاب الفرج والمهبل؛ الاحمرار والحكّة في منطقة المهبل والفرج، والإفرازات المهبليّة أحيانًا، وفي الواقع فقد تنتج مشكلة التهاب الفرج والمهبل عن المواد المسبّبة للتهيّج مثل؛ صابون غسيل الملابس أو استخدام أحواض الاستحمام المليئة بالصابون وفقاعاته، وقد تنتج عن سوء النظافة الشخصية مثل؛ استخدام أسلوب التنظيف الخاطئ بعد إخراج البراز من خلال مسح المنطقة من الخلف للأمام، وقد تنتج عن فرط نموّ الفطر الموجود بشكل طبيعي في منطقة المهبل والمعروف بالمبيضة (بالإنجليزية: Candida).
- نزف الدم المهبلي غير الطبيعي: أو نزف الدم المهبلي غير المرتبط بالحيض الاعتيادي (بالإنجليزيّة: Nonmenstrual vaginal bleeding)، وفي الحقيقة تتنوّع أسباب هذه المشكلة ولكن يُعدّ وجود جسم غريب داخل المهبل هو السبب الأكثر شيوعًا لها، وذلك مثل وجود ورق الحمام داخل المهبل، وقد تحدث هذه المشكلة نتيجة وجود قيلة إحليلية (بالإنجليزيّة: Urethral prolapse) أو تدلّي إحليل الأنثى؛ حيث تظهر كتلة صغيرة من الأنسجة حلَقيّة الشكل وسريعة النزف بسبب بروز أغشية الإحليل المخاطية تجاه المهبل، كما قد تنتج المشكلة عن التعرّض لإصابة مثل؛ السقوط على عارضة الجمباز أو هيكل الدراجة، وقد تحدث نتيجة التعرّض لرضح المهبل أثناء الاعتداء الجنسي.
- الالتصاقات الشفوية: (بالإنجليزيّة: Labial adhesions) تحدث هذه الحالة عادةً عند الرضيعات والفتيات الصغيرات دون ظهور أعراض غالبًا؛ حيث يلتصق الشفران معًا من الخطّ المتوسّط بينهما، وفي الحقيقة قد تؤدي هذه الحالة إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية ، وفي بعض الأحيان يتم استخدام كريم الإستروجين الموضعي للمساهمة في فصل الشفرين عن بعضهما.
مشاكل المبيضين وقناتي فالوب
فيما يأتي بيان لأهم المشاكل المتعلّقة بالمبيضين وقناتي فالوب:
- الحمل المُنتبذ: أو الحمل خارج الرحم (بالإنجليزيّة: Ectopic pregnancy)، ويحدث عندما تنمو البويضة المخصّبة بشكل سريع داخل قناة فالوب، بدلاً من الانتقال إلى الموقع الطبيعي للنموّ وهو الرحم، الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابة المرأة بألم شديد في منطقة البطن، وفي الحقيقة تستدعي هذه الحالة مراجعة الطبيب على الفور لا سيّما أنّ إجراء عملية جراحية قد يكون أمرًا ضروريًّا.
- الانتباذ البطاني الرحمي: (بالإنجليزيّة: Endometriosis)، تنتج هذه الحالة عن نموّ الأنسجة الخاصة بالرحم في مناطق أخرى مثل؛ المبيضين، أو قناتي فالوب، أو أجزاء أخرى من تجويف الحوض، ويمكن أن تُسبّب هذه المشكلة نزيفًا دمويًّا غير طبيعي، بالإضافة إلى المعاناة من دورات حيض مؤلمة، والشعور بآلام عامة في منطقة الحوض.
- أكياس المبيض: أو كيسات المبيض (بالإنجليزيّة: Ovarian cysts)، وهي أكياس أو حويصلات ممتلئة بالمواد السائلة أو شبه الصلبة، وتُعدّ هذه الحالة شائعة وغير مؤذية بشكل عام، وغالبًا ما تختفي من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج، ولكنّها تُصبح مشكلة طبية تحتاج إلى علاج في حال نمت وكبُر حجمها وبدأت تضغط على الأعضاء المحيطة بالمبيض مُسبّبة ألمًا في منطقة البطن، وحينها قد يصِف الطبيب حبوب منع الحمل لتغيير طبيعة نموّها، وقد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحيّة لإزالتها في بعض الحالات.
- متلازمة تكيُّس المبايض: أو متلازمة المبيض متعدّد الكيسات (بالإنجليزيّة: Polycystic ovary syndrome)، وتمثّل هذه الحالة اضطرابًا هرمونيًّا ناتجًا عن زيادة كميّة الهرمونات الذكرية التي يُنتجها المبيض، الأمر الذي يؤدي إلى تضخّم المبيضين وتكوّن العديد من الكيسات أو الأكياس المملوءة بالسوائل، وعادةً ما تبدأ هذه الكيسات بالظهور خلال مرحلة المراهقة، وفي الحقيقة قد تحتاج هذه المشكلة إلى العلاج باستخدام أدوية تُعيد توازن الهرمونات وتنظّم دورة الحيض الشهرية، وذلك بناءً على طبيعة الحالة وشدّتها.
- التواء المبيض: (بالإنجليزيّة: Ovarian torsion)، قد يحدث التواء في المبيض نتيجة وجود مرض معيّن أو خلل في نموّ وتطوّر المبيض، ويؤدي هذا الالتواء إلى منع تدفّق الدم بشكل طبيعي في الأوعية الدموية المسؤولة عن تغذية المبيض، ويُعدّ ألم أسفل البطن من أكثر الأعراض الشائعة لهذه المشكلة، وفي الغالب يتم علاجها جراحيًّا.
- أورام المبيض: تُعاني الإناث المصابات بأورام المبيض من آلام البطن، بالإضافة إلى الإحساس بكُتل في منطقة البطن يمكن لمسها باليد، وفي الحقيقة تعتبر هذه المشكلة نادرة الحدوث، وقد تحتاج إلى عملية جراحيّة لإزالة الورم.
مشاكل الدورة الشهرية
تتنوّع المشاكل المرتبطة بالدورة الشهرية لدى الإناث، وتتضمّن ما يأتي:
- عسر الطمث: (بالإنجليزيّة: Dysmenorrhea) ويُقصد به معاناة المرأة من الألم خلال فترات الحيض الشهرية.
- غزارة الطمث: (بالإنجليزيّة: Menorrhagia) ويتمثّل بمعاناة المرأة من غزارة النزيف الدموي خلال فترة الحيض الشهرية على غير العادة.
- قلّة الطمث: (بالإنجليزيّة: Oligomenorrhea) ويشمل غياب فترات الحيض الشهرية أو قلة عدد الدورات لدى المرأة، وذلك بالرغم أنّها كانت تشهد فترات حيض طبيعية سابقًا، وذلك بعد استبعاد وجود حمل حاليًّا.
- احتباس الطمث: أو انقطاع الطمث الأوّلي (بالإنجليزيّة: Amenorrhea)، ويشمل؛ توقف فترات الحيض الشهرية لأسباب غير الحمل علمًا بأنّها كانت طبيعية قبل ذلك، أو عدم بدء نزول دم الحيض الشهري للفتاة حتى بلوغها سن 16 عامًا أو بعد ثلاث سنوات من وصولها سن البلوغ، أو عدم ظهور أي علامات للبلوغ عند وصولها لسن 14 عامًا.
عدوى الجهاز التناسلي الأنثوي
تتمثّل أهم أنواع عدوى الجهاز التناسلي الأنثوي بالأمراض المنقولة جنسيًّا (بالإنجليزيّة: Sexually transmitted diseases) أو كما تُسمّى أحيانًا العدوى المنقولة جنسيًّا (بالإنجليزيّة: Sexually transmitted infections)، وفي الواقع تنتقل هذه الأمراض من فرد إلى آخر عن طريق الاتصال الجنسي في أغلب الحالات، وتتضمّن مرض التهاب الحوض (بالإنجليزيّة: Pelvic inflammatory disease)، وفيروس عوز المناعة البشرية (بالإنجليزية: human immunodeficiency virus) المُسبب لمتلازمة نقص المناعة المُكتسبة (بالإنجليزيّة: Acquired immunodeficiency syndrome) المعروفة بالإيدز، وفيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزيّة: Human papillomavirus)، والزُهري (بالإنجليزيّة: syphilis)، والمتدثرة (بالإنجليزيّة: Chlamydia)، والسيلان (بالإنجليزيّة: Gonorrhea)، والهربس التناسلي (بالإنجليزيّة: Genital herpes).
نصائح لوقاية الجهاز التناسلي للمرأة من الأمراض
توجد العديد من الإجراءات الصحية التي تساهم في الوقاية من الإصابة ببعض أمراض الجهاز التناسلي للمرأة، ومن أهمّها ما يأتي:
- إجراء بعض الفحوصات الطبية من حين إلى آخر بحسب توجيهات الطبيب المختصّ، وذلك مثل؛ اختبار مسح عنق الرحم أو لطاخة عنق الرحم (بالإنجليزيّة: Pap test).
- الحفاظ على نظافة منطقة المهبل، وذلك باستخدام أنواع الصابون اللطيف على البشرة وغير المعطّر، مع ضرورة الانتباه إلى غسل المنطقة جيّدًا بالماء بعدها.
- مسح المنطقة من الأمام إلى الخلف بعد استخدام دورة المياه، وذلك لتجنّب نقل العدوى البكتيريّة أو عدوى الخمائر الفطرية من فتحة الشرج إلى المهبل أو المسالك البولية.
- اختيار الملابس الداخلية القطنية، والتي تساعد على بقاء المنطقة التناسلية جافّة ولا تحتفظ بالدفء والرطوبة.
- الحرص على تبديل الفوط الصحية والسدادات القطنية عدّة مرات خلال اليوم.
- تجنّب استخدام المواد التي قد تؤثر بشكل سلبي في التوازن الطبيعي للكائنات الحية الموجودة في المهبل، وذلك مثل؛ الدُشّ المهبلي، أو السدادات القطنية المزيلة للعرق، أو البخاخات النسائية، أو المساحيق، أو العطور.