ما هي صفات قوم لوط
الترف
كان لوط -عليه السّلام- من الذين آمنوا بدعوة نبيّ الله إبراهيم -عليه السّلام-، قال -تعالى-: (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ)، ثمّ اختار الله لوطاً ليكون نبيّاً فأرسله إلى قوم يرتكبون الفواحش بأشنع صورها، حيث كان الرجل يأتي الرجل، فحذّرهم لوط من سوء فعلهم وعاقبته، فما كان منهم إلّا أن كذّبوه، قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ).
إنّ ممّا دفع قوم لوط على القيام بما كانوا يقومون به هو ترفهم وشهوتهم التي انجرّوا وراءها، قال -تعالى-: (إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ)، فالترف يقوم على الماديّة، والسعي وراء متطلبات الدنيا من المال والثروة.
وقد كان الترف وعصيان الله فيما أمر به هو السبب في إهلاك قوم لوط وغيرهم من الأقوام، قال -تعالى-: (وَإِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرناها تَدميرًا)، وإن كان الترف فيهم فإنّه يمنعهم من طاعة رسولهم واتّباعه، فقد اعتادوا على أن يكون التّبع لهم.
قطع الطريق
كان قوم لوط يقطعون طريق من مرّ من طريقهم، قال -تعالى-: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ)، فقد كانوا يتعرّضون للمارّة في الطريق فيأخذون ممتلكاتهم من الأموال بالإكراه، ومن قطع الطريق الذي كانوا يمارسونه أنّهم كانوا يقومون بالفاحشة مع من يمرّ من الطريق، فامتنع الناس من السير والمرور من طريقهم.
الإعراض عن دعوة لوط
أعرض قوم لوط عنه، وقابلوا دعوته بالإنكار والتكذيب، ثمّ قاموا بتهديده إن لم ينته عن دعوته ليخرجوه من ديارهم، قال -تعالى-: (قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا لُوطُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمُخْرَجِينَ)، فبيّن لهم أنّه يُبغض ما يقومون به من المنك أشدّ البغض.
قال -تعالى- واصفاً ذلك: (قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ)، ثمّ دعا الله أن ينجّيه منهم وممّا يعملون ومن العقوبة التي ستحل من الله عليهم، قال -تعالى-: (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ).
ممارسة المنكر بالعلن
عُرف قوم لوط بممارستهم المنكر من إتيان الرجل للرجل على العلن، فقد سألت أم هانئ بنت أبي طالب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن قول الله: (وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ)، فقال: (كانوا يَخْذِفُونَ أهلَ الأرضِ ويَسْخَرُونَ منهم)، وقال مجاهد، ومنصور، وقتادة، وابن زيد إنّهم كانوا يأتون الرجال بعضهم البعض في مجالسهم على مرأى الجميع.
فاحشة اللواط
يُقصد باللّواط إتيان الرجل للرجل، وقد عُرف قوم لوط بارتكابهم هذه الفاحشة، وكانوا أول قوم يقومون بهذا المنكر دون غيرهم من الأقوام، قال -تعالى-: (وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ)، ثمّ إنّهم كانوا يأتون الرجال من الدبر، وكان الأمر مقتصراً على الرجال الغرباء في بدايته، ثمّ تمكّن الأمر فيهم حتى أصبح بعضهم يفعل ببعض.