سنة صلاة العصر
سنة صلاة العصر
معلومٌ أنَّ صلاةَ العصرِ من الصلواتِ الخمسِ المفروضة على المسلمينَ، لكن هل لها سنةٌ قبليّة أو بعديّة؟ وما هي كيفية أدائها؟ كلَّ هذه الأسئلة سيتمُّ الإجابة عليها بشيءٍ من التفصيلِ في هذا المقال.
سنة صلاة العصر القبلية
لقد سنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنةً قبليةً لصلاةِ العصرِ، وهذه السنةُ لا تُعدُّ من السننِ الرواتبِ المؤكدة، بل هي سنةٌ تُلحقُ بها؛ وذلك لعدم التزامِ النبيِّ بها، حيث كان يُصليها أحيانًا ويتركُها أحيانًا أخرى، وفيما يأتي بيان مقدارها وفضل سنة صلاة العصر القبليّة، على النحو الآتي:
- مقدار سنة صلاة العصر القبلية
إنَّ سنةَ صلاةِ العصرِ القبليّة عبارة عن أربعِ ركعاتٍ، يؤديهنَّ المسلمُ بعد دخول وقتِ صلاةِ العصرِ، وقبل أداء فريضةِ صلاة العصرِ؛ إذ أنَّ الوقتَ الذي تصّفرُّ فيه الشمس يعدُّ من الأوقات التي تُكره فيها صلاةُ النافلةِ ؛ وهذا عند جمهور أهل العلم من الحنفيّة والشافعيّة والحنابلة.
ولا بدَّ من التنبيه على جوازِ الاقتصار على أداء ركعتينِ اثنتينِ فقط كسنةٍ قبليةٍ لصلاةِ العصرِ، عند فقهاء المالكيّة، إلَّا أنَّ الأولى عندهم صلاتها أربع ركعاتٍ كما عند الشافعيّة.
- فضل سنة صلاة العصر القبلية
لقد حثَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- المسلمَ على أداءِ أربعِ ركعاتٍ قبل صلاةِ العصرِ؛ وذلك من خلالِ بيانِ الفضلِ الذي رتبه الشرع الحنيف على الإتيانِ بهنَّ، حيث صحّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (رحِمَ اللَّهُ امرَأً صلَّى قبلَ العصرِ أربعًا).
وقد تعددت آراء أهل العلمِ في الفضلِ المذكورِ في الحديث، هل هو خبرٌ؟ أم هو دعوةٌ من رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- لمن صلَّى تلكَ الركعاتِ الأربعِ؟ وسواء أكان هذا الفضل خبرٌ أم دعاءٌ، فالأمرُ سواء؛ إذ أنَّه في كلا الحالتينِ يكون الحديث متضمنًا للبشارةِ؛ فلو كانَ خبرٌ فمعلوماً أنَّ النبيَّ صادقاً لا يكذب، وإن كان دعاءً فقد استجيبَ؛ لأنَّ دعوة الأنبياء مقبولة.
هل يوجد سنة بعدية لصلاة العصر؟
لقد نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاةِ بعد فريضة العصرِ، حيث قال: (لَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ الشمس)، وعدَّ ما بعدَ العصرِ من الأوقاتِ التي تُكره فيها صلاةُ النّافلةَ ، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ الله -عزَّ وجلَّ- لم يشرع لصلاةِ العصرِ سنة بعديّة.
كيفية صلاة سنة العصر
لقد بيَّن الصحابي الجليل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ كان يصلِّي سنّة العصرِ القبلية ركعتينِ ركعتينِ، حيث قال: (كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يصلِّي قبلَ العَصرِ أربعَ رَكعاتٍ يفصلُ بينَهنَّ بالتَّسليمِ على الملائِكةِ المقرَّبينَ ومن تبِعَهم منَ المسلمينَ والمؤمنينَ)، مع ضرورة التنبيه إلى أنَّ فقهاء الحنفية ذهبوا إلى أنَّ سنةَ العصرِ تُصلَّى أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ.