ما هي صفات عباد الرحمن
صفات عباد الرحمن
يتميّز عباد الله المتقين بصفاتٍ معيّنة، وخصالٍ كريمة تجعلهم كالشّامة بين الأمم، وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في محكم التّنزيل كثيراً من صفات المؤمنين الصّادقين، فقد تم ذكر صفاتهم في ورة الفرقان؛ فما هي أبرز تلك الصّفات التي تحدّثت عنها السّورة الكريمة؟
التّواضع
من صفات عباد الرّحمن التي يتميّزون بها خَلق التّواضع، ولين الجانب في تعاملهم مع النّاس، فهم لا يتكبّرون على أحد، ولا يجدون أنفسهم متميّزين عن غيرهم بصفةٍ من الصّفات.
وهي أول صفة وصفها الله -تعالى- لعباده، فقال -تعالى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً)، ف التواضع يظهر من الطريقة التي يسير بها العبد المؤمن من غير تكبر أو استعلاء.
اجتناب مجالس الجاهلين
عباد الرحمن يبتعدون عن الباطل واللغو، ويقدّرون أهميّة الوقت في حياتهم فتراهم يحرصون على ألا تضيع أوقاتهم هباءً في كلام اللّغو والباطل، بل يستغلونها بالطّاعات وما يعود عليهم بالنّفع في دنياهم وآخرتهم.
وتراهم يجتنبون الجاهلين وإذا مرّوا بهم مرّوا مرور الكرام، قال -تعالى-: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً)، والمقصود بالسلام هنا؛ أي إجابتهم ب الكلمة الطيبة اللينة ورد السيئة بالحسنة.
قيام الليل
عباد الرّحمن يحرصون على نيل رضا الله -تعالى- من خلال العبادة و القيام في اللّيل ، والتّلذّذ بالسّجود والتّذلل إلى الله -تعالى- بالدعاء والذكر؛ فيذكرون الله كثيراً آناء الليل والنهار.
ويدعون ربّهم تضرّعًا وخفية، رغبةً في رضا الرّحمن والفوز بالجنّة، ورهبةً من غضب الدّيّان واجتناباً للنّار وعذابها، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).
صحّة التّوحيد والاعتقاد
عباد الرّحمن لا يشركون بالله -تعالى- شركاً ظاهرا أو خفياً، بل تراهم يحقّقون التّوحيد الكامل في حياتهم وسلوكيّاتهم وعلاقتهم مع ربّهم -جلّ وعلا-، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ)، وتجدهم إذا ذكّروا بآيات ربّهم انتبهوا وخشعوا واستجابوا لأمر الله -تعالى-.
ولم يمرّوا على آيات ربّهم مرور الكرام أو الغافلين، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا)، فعباد الرحمن يتميزون بسرعة استجابتهم لأوامر الله -تعالى- وتنفيذها كما أمر -سبحانه.
الوسطيّة والاعتدال
عباد الرحمن يتبعون منهج الوسطية والاعتدال ومن بيّن هذه وجوه؛ الاعتدال في الإنفاق، فهم لا ينفقون الأموال إنفاقاً يصل بهم إلى مرتبة الإسراف والتّبذير المحرّم، ولا يبلغ بهم التّقتير حدّ الشحّ والبخل، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
اجتناب المعاصي وحفظ النفس الإنسانية
يدرك عباد الرحمن حرمة الدّماء المصانة شرعا: فهم يراعون حرمة النّفس الإنسانيّة، ولا يستهينون بالدّماء التي حرّم الله إزهاقها إلاّ بالحقّ، قال -تعالى-: (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ).
ويجتنبون الفواحش والمعاصي والرّذائل، وعلى رأسها فاحشة الزّنا، فقد حرّم الله -سبحانه وتعالى- الزّنا وعدّه من كبائر الذّنوب التي يرتبط بها الوعيد، قال -تعالى-: (وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا).
الدعاء للذرية بالصلاح
عباد الرحمن يدعون بدعوة عظيمة يظهر فيها صلاح البيوت الإسلامية، وهي صلاح الذرية والأزواج؛ فباستقامتهم تستقيم الحياة وتعلوا راية الإسلام، قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا* أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا).