ما هي صفات الجنة
الجنّة
إن لمصطلح الجنّة معنيان لغةً واصطلاحاً، فمعنى الجنّة في اللّغة: البستان، وهي النّخيل كما يسمّيها العرب، وجمعها جِنان، أمّا اصطلاحاً: فهي الجزاء الذي أعدّه الله -تعالى- للمؤمنين الذين أطاعوه فيما أمر، وتجنّبوا ما نهى عنه، وما لهذا الجزاء من نعيمٍ لا ينضب، وسعادةٍ لا تنتهي، وللجّنة أسماء متعدّدة، منها: جنّات عدن ، ودار السّلام، ودار الخلد، ودار المقامة، وجنّة المأوى، وجنّات النّعيم، والمقام الأمين، ومقعد صدق، والفردوس ، وقد وردت هذه الأسماء في بعض الآيات الكريمة في القرآن الكريم.
صفات الجنة
تتعدّد وتتنوّع صفات الجّنة، والنّعيم المتواجد فيها، فكلّ ما يشتهيه العبد يجده في هذه الدار التي جعلها الله -تعالى- لعباده الصالحين، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض أوصاف الجنة والنعيم فيها:
- تواجد الحور العين في الجنّة، ويوصفون بأنّهنّ في شدّة الجمال، فلو خرجت إحداهنّ إلى الأرض لكانت كالنّور تضيء ما بين السّماء والأرض بجمالها وريحها الطّيبة.
- حجم الجنّة وسعتها كبيرةٌ جداً، وهو في علم الله تعالى، وقد أخبرنا الله -تعالى- أنّ عرضها كعرض السّماوات والأرض، فقد قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ).
- علوّ الدّرجات في الجنّة، فإنّ عدد درجات الجنّة يبلغ مئة درجة، والمسافة بين الدرجة والأخرى كما بين السّماء والأرض، وأعلى درجة فيها الفردوس، التي يقع فوقها عرش الله تعالى، وهذه الدّرجات يبلغها كلّ إنسانٍ بحسب عمله واجتهاده فيه.
- بناء الجنّة عبارة عن بناءٍ مصنوعٍ من الذّهب والفضّة، أمّا ترابها فهو من المسك والزّعفران، وحصباؤها من اللّؤلؤ والياقوت.
- الخيام في الجنّة مصنوعة من اللّؤلؤ، ويبلغ طولها ستّون ميلاً.
- رائحة الجنّة نديّة زكيّة، تعطّر المكان بأكمله، وتملأ كلّ زاوية فيها، ويستطيع المؤمن الإحساس بها من مسافات هائلةٍ.
- انتشار الحدائق والأشجار الكثيرة والمتنوّعة في الجنّة، ففيها النّخيل، والرّمان، والأعناب، وما لذّ وطاب من الفاكهة، وجميع هذه الثّمار متجدّدة دائماً ولا تنتهي، فيبقى المؤمن يتنعّم ويأكل منها متى ما أراد، فهي دائمةٌ غير منقطعةٌ، وسيقانها مصنوعةٌ من الذّهب، وفيها شجرةٌ يحتاج المسير إليها قرابة المائة عام حتى يستطيع المؤمن أن يقطعها، وفيها شجرة سدرة المنتهى التي أبصرها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خلال رحلة الإسراء والمعراج ، فكلما أكثر المسلم من ذكر الله -تعالى- في الدنيا زادت أشجاره في الجنة.
- احتواء الجنّة على كلّ ما تشتهيه الأنفس وتطلبه من الطّعام ، والشّراب، والدّواب، وأنواع الطّيور، فيأكل منها المؤمن قدر ما يريد.
- كثرة الأنهار والعيون الموجودة في الجنّة، ومنها عين الكافور، وعين التّسنيم، وعين السّلسبيل.
- أهل الجنّة يكونون في قمّة الجمال، فوجوههم ناعمة، مكحّلين، لا يغطّي الشّعر أجسادهم، وأوّل مجموعة تدخل الجنّة تكون على هيئة البدر من شدّة الجمال.
- احتواء الجنّة على سوقٍ يذهب إليه أهلها يوم الجمعة ، ليتمتّعوا فيه، ويعودون أشدّ جمالاً من السّابق.
- الآنية في الجنّة مصنوعةً من الذّهب والفضّة.
- الألبسة فيها ذات نعومةٍ فائقةٍ، وجمالٍ أخّاذٍ، فهي مصنوعةٌ من الحرير، والسّندس، والاستبرق، وهذه الثّياب لا يصيبها الاهتراء أو الفناء، ويوجد فيها الحليّ المصنوعة من الذّهب، والفضّة، واللّؤلؤ.
- الشعور بالطّمأنينة في الجنّة، وسكون النفس، وعدم الخوف من الموت ، فأهل الجّنة باقون فيها أبديّاً.
- ينال أهل الجنة رضا الله -تعالى- عنهم، ويفوزون بلذّة النّظر إلى وجهه، فهذا من أعظم نعيم الجنّة.
- الفرح الدّائم لأهل الجنّة، فلا مزيد من الهمّ، والغمّ، والحزن، واشتداد التّعب والكُرَب فيها.
- أبواب الجنّة ثمانية، والاتّساع بين كلّ بابٍ والآخر قرابة مسير أربعين سنة، ومن هذه الأبواب باب الرّيان الخاص بالصّائمين، فلا يدخله إلّا هم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في الجنَّة ثمانيةُ أبوابٍ، فيها بابٌ يُسمَّى الرَّيَّان، لا يدخلهُ إلَّا الصَّائمون)، ومنها باب الصدقة، ويُدعى منه من كان من أهل الصّدقة في الدّنيا، ومنها باب الصّلاة، وباب الجهاد.
الأعمال الموصلة للجنّة
هناك عددٌ من الأعمال التي بيّنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمسلمين، التي لو فعلوها والتزموا بأدائها في حياتهم إلى حين مماتهم، سيدخلون الجنّة بإذن الله تعالى، وهذه الأعمال سهلة وميسرة، وكلّها من أعمال الخير، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:
- الصدق: بحيث يتحلى المسلم بالصّدق في كلامه، ولا يكذب فيه، فالمسلم الذي يسعى للحفاظ على الصّدق في القول طوال حياته، مآله إلى الجنّة بإذن الله.
- الوفاء والالتزام بالوعد: فلا يُخلف المسلم وعداً وعده لأيّ أحدٍ، ويلتزم بعهده مع الناس ولا ينقضه، فالوفاء سببٌ لتماسك المجتمعات وقوّتها وازدهار الأمم، حيث إنّ الوفاء يشمل كلّ علاقات النّاس مع بعضهم البعض، ومعاملاتهم، ووعودهم، وانعدام الوفاء في المجتمع يؤدي إلى انتشار الغدر، وضياع الثّقة، وتلاشي الأخلاق ، وبالتّالي ضياع الحقوق، وسوء العلاقات بين النّاس.
- التّحلي بصفة الأمانة: فهي خلقٌ إسلاميٌ في غاية الأهميّة، ومن تحلّى بها نال ثناء الله -تعالى- لحُسن إيمانه وكماله، ويكون أداء الأمانة بحفظ أموال النّاس وأعراضهم ودينهم، فإذا تحقّقت أدّى ذلك إلى انتشار الخيرات والبركات في المجتمعات.
- حفظ الفروج: وذلك بأن يحفظ المسلم نفسه من الوقوع في المحرّمات وارتكاب المعاصي والآثام، ولحفظ الفروج آثارٌ إيجابيّةٌ منها: حفظ الأنساب من الاختلاط، وانتشار الطّهارة في المجتمعات، وبذلك يُحفظ النّسل من أيّ عبثٍ يؤدّي للإضرار أو الإخلال به، وفيه حفظٌ من الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة.
- الحرص على غضّ البصر: وذلك بمنع المسلم عينيه من أن تنظرا إلى ما حرّم الله -تعالى- ونهى عنه، وعن النّظر إلى الأمور التي فيها أذىً للنّاس، ففي غضّ البصر إكساب القلب نوراً وهدىً وقوّةً، وفيه تزكيةٌ للنّفس ، وإصلاحٌ لها، وحفظٌ وتحرّز من الوقوع في الباطل.
- عدم التّسبب لأيٍ كائنٍ بأيّ أذىً أو اعتداءً: فمن يؤذي غيره بلسانه أو يده؛ فهو غير متحلٍّ بالأخلاق الحميدة، مما يؤدي إلى ابتعاد النّاس عنه؛ لأنّ الاقتراب منه مدعاةٌ للأذى.
- طاعة الله تعالى: وتكون طاعته -سبحانه- بالتزام أوامره، والإخلاص له في الأعمال والأقوال، وأداء الصّلوات، والمحافظة عليها في وقتها، والقيام بإخراج الزّكاة الواجبة على كلّ مسلمٍ، وصلة الأرحام وتفقّدهم، والقيام بفريضة الصّيام ، والحجّ إن كان باستطاعة المسلم ذلك، والابتعاد عن ما نهى الله -تعالى- عنه وخاصّةً الشّرك.