ما هي سدرة المنتهى وأين تقع
ما هي سدرة المنتهى
جاء ذكر سدرة المنتهى في القرآن الكريم في سورة النجم، قال الله -تعالى-: (وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى)، وفيما يأتي بيان معنى سدرة المنتهى:
- لغةً
يراد بها شجرة السّدر المعروفة باسم شجرة النبق، والتي يكثر استخدام أوراقها بين الناس، وهي شجرة ورد ذكرها في موضع آخر من القرآن، على أنّها ليست من أشجار الدنيا العظيم؛ وذلك عندما قال الله -تعالى- عن قوم سبأ: (وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ).
- اصطلاحاً
هي الشجرة التي وقف عندها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مع جبريل -عليه السلام- في رحلة المعراج، وهي شجرة تقع على يمين العرش في السماء السابعة، وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم الملائكة.
مكان سدرة المنتهى وما بعدها
تباينت أقوال العلماء في تحديد مكان سدرة المنتهى، وذلك بسبب تنوع روايات الصحابة -رضوان الله عليهم- في نقل حديث الإسراء والمعراج، وتلخّصت أقوالهم كما يأتي:
- أنّ سدرة المنتهى تقع في السماء السادسة؛ مستدلين برواية الصحابي مالك بن الصعصعة.
- أنّ سدرة المنتهى تقع في السماء السابعة؛ وهذه رواية أنس بن مالك.
- أنّ سدرة المنتهى تقع فيما بعد السماء السابعة؛ وهذه رواية عبد الله بن مسعود .
وقد جمع العلماء بين الأقوال السابقة ورجّحوا بينها، فقد نُقل عن الإمام النّووي أنّه رجّح أن تكون سدرة المنتهى أصلها في السماء السادسة؛ وتمتدُّ فروعها وغصونها إلى السماء السابعة وما بعدها، وهذا هو الرأي الأقرب للمنطق والصواب -والله أعلم-.
وصف سدرة المنتهى
وصف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سدرة المنتهى عند عودته من رحلة المعراج قائلاً: (رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وإذَا ورَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ، قَالَ: هذِه سِدْرَةُ المُنْتَهَى، وإذَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلتُ: ما هذانِ يا جِّبْرِيلُ؟ قَالَ: أمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ في الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ والفُرَاتُ)، فيكون وصفها من خلال الحديث الشريف كما يلي:
- ثمارها كبيرة، وكثيرة.
- أوراقها كبيرة جداً.
- تنحدر منها أنهار الجنة .
هيئة جبريل عند سدرة المنتهى
رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جبريل على هيئته الحقيقية مرتين فقط؛ أحداهما عندما عرج به إلى السماء، وهما في الأفق الأعلى، عند سدرة المنتهى فرآه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وله ستمئة جناح، يتناثر منه اللؤلؤ والياقوت، وكان عليه حُلَّتا رَفْرف، لونهما أخضر، فملأ ما بين السماء والأرض، وسدّ الأفق من شدّة هيبته.
لماذا توقف جبريل عند سدرة المنتهى في المعراج
سدرة المنتهى كما أسلفنا، هي المكان الذي ينتهي إليه الملائكة جميعهم، وإنّ الله -تعالى- أوقف جبريل -عليه السلام- عندها في رحلة المعراج؛ مع أنَّه سيّد الملائكة، فلا يجوز لأحد أن يتعدّاها، سواء جبريل أو غيره من الملائكة، فإنَّ هذا المكان ينتهي إليه علم الخلائق.