ما هي دول شبه الجزيرة العربية
دُول شِبه الجزيرة العربيّة
السعوديّة
تُعَدّ المملكة العربية السعودية (بالإنجليزية: Kingdom of Saudi Arabia) دولة عربية إسلامية عاصمتها الإدارية مدينة الرياض، وتقع في شبه الجزيرة العربية، وتُصنَّف على أنّها كُبرى دُولها، وهي تتميّز بكونها تضمّ مواقع إسلاميّة مُقدَّسة تتمثّل بالحرمَين الشريفَين في مدينة مكّة المُكرَّمة، و المدينة المُنوَّرة ؛ حيث يقصد هذه المواقع وغيرها الملايين من المسلمين من مختلف أرجاء العالم؛ وذلك لأداء مناسك الحج، والعُمرة كلّ عام.
تتميّز السعودية بموقعها الاستراتيجيّ على مُفترق الطُّرق بين قارّات العالم الثلاث؛ أوروبا ، وأفريقيا، وآسيا، ممّا جعلها مَقصداً للعديد من الحضارات الإنسانيّة عبر التاريخ، وشاهداً على أحداث تاريخية مهمّة، بدءاً من عصور ما قبل الإسلام وحتى وقتنا الحاليّ، ومن هذه الأحداث توحيد المملكة من قِبل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ولعلّ ما تشتهر به أيضاً هو إنتاجها الكبير للنفط، والغاز الطبيعيّ؛ فهي تحتلّ المرتبة الأولى في إنتاج النفط، واحتياطيّاته على مستوى العالم، والمرتبة العاشرة في إنتاج الغاز الطبيعي.
عُمان
تقع سلطنة عُمان (بالإنجليزية: Oman) في الرُّكن الجنوبي الشرقي من شبه الجزيرة العربية في المنطقة المُطِلّة على كلٍّ من خليج عُمان، و بحر العرب تحديداً، وتشترك في حدودها مع الجمهورية اليمنية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وهي تحتلّ مساحة جغرافية تُقدَّر بنحو 309,500كم²، يقطنها ما يُقارب 5,050,729 مليون نسمة وِفقاً لبينات الأمم المتحدة لشهر كانون الثاني من عام 2020م، وتصل نسبة السكّان المغتربين في هذا البلد إلى 45% من إجمالي سكانه، فيما يتحدّث مُعظمهم اللغة العربية التي تُعتبر اللغة الرسمية للبلاد، بالإضافة إلى انتشار اللغة الإنجليزية، ويُعدّ الدين الإسلامي هو الدين السائد بين السكان، أمّا من الناحية الإقتصادية فتزخر عُمان بالموارد الطبيعية المهمة مثل الغاز الطبيعي، والنفط، والنحاس، والأسماك، وتتميّز عُمان بقوة قطاعيها الزراعي والسياحي، فيما تُستخدم عُملة الريال العُماني في مختلف التداولات التجارية كونها العُملة الرسمية للبلاد، وتُعتبر قمّة شمس الجبلية التي يبلغ ارتفاعها 3,004م عن مستوى سطح البحر هي القمة الأعلى في هذه الدولة.
قطر
دولة قطر (بالإنجليزية: Qatar) هي دولة وشبه جزيرة عربية صغيرة تتمع باستقلالية وسيادة تامتين، وتقع في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في الخليج العربي وسط ساحله الغربي على الحدود مع المملكة العربية السعودية من جهة الجنوب، أمّا من الناحية البحرية فلها حدود مع البحرين، والإمارات العربية المتحدة وإيران، فيما تُعدُّ مدينة الدّوحة -وتعني الشجرة الكبيرة- عاصمتها الإدارية، ويقطن البلاد ما يُقارب 2,5 مليون نسمة على ما تغطيه من مساحة جغرافية تبلغ 11,521كم²، حيث تمتد بعرض 100كم، وطول 200كم على ساحل الخليج العربي ، وتتربّع قطر على أرض منبسطة مع جود بعض الهضاب والتلال الكلسية فيها، لا سيما في جبل دخان الواقع غربيّ البلاد، وجبل فويرط في الركن الشمالي منها، فيما تكثر في أراضي وسط وشمال الدولة ما يُعرف باسم الروض، وهي عبارة عن أخوار -مصبات للمياه في البحار-، وخلجان، وأحواض، ومنخفضات.
نالت دولة قطر استقلالها بعد انتهاء الحكم البريطاني لها عام 1971م، وقد تطوّرت البلاد وازدهرت منذ ذلك الوقت حتى أصبحت واحدة من كبرى الدول المنتجة للغاز الطبيعي والنفط الخام على مستوى العالم، فيما لا زالت تمضي قُدماً لتعزيز تطوّرها بقيادة الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الذي تولى حُكمها في عام 2013م.
الإمارات
الإمارات (بالإنجليزية: Emirate) أو دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي دولة عربية إسلامية توجد في منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً في الركن المطل على الخليج العربي وخليج عُمان، وعلى الحدود مع كل من سلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية، وقد ساعد موقعها الجغرافي المتميز في جعلها نقطة عبور رئيسية للنفط الخَام العالَمي بوقوعها على طول الطُرق الجَنوبية لمَضيق هُرمز، وتوصف الإمارات بأنّها أرض تنتشر فيها المرتفعات والقمم الجبلية بشكل كبير في المناطق الشرقية، فيما تنتشر الكثبان الرملية في المنطقة الصحراوية منها.
يُعتمد نظام الاتحاد في الإمارات العربية كنظام حكومي يكون فيه رئيس الحكومة هو رئيس مجلس الوزراء، فيما تفوَّض الحُكومة الاتحادية والسلطات المحلّية الأخرى بسلطات محددّة وموزّعة فيما بينها، وتُمثّل الإمارات عُضواً هاماً في عدد من المؤسسات الدولية، مثل جامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، أمّا فيما يتعلّق في الناحية الاقتصادية، فيقوم الاقتصاد الإماراتي على نظام اقتصاد مفتوح يسمى بالسوق المفتوح أو الحر، حيث يُمثّل حالَة اقتِصادية يتبادَل فيها الأَفراد السلع والخَدمات بتنافسيَة عالية دون تدخل حكومي لتحديد الأسعار.
اليمن
اليمن (بالإنجليزية: Yemen) هي دولة عربية إسلامية بلغ تعداد سكانها 29,544,299 نسمة عام 2020م، وتقع هذه الدولة إلى الغرب من سلطنة عُمان، وجنوب المملكة العربية السعودية، وتُطل على كل من البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، وتوجد البلاد تحديداً في المنطقة الواقعة على مضيق باب المندب، وهو مضيق مائي يُعتبر من أكثر مناطق الشحن ازدحاماً على مستوى العالم، حيث يربط بين خليج عدن والبحر الأحمر، وتتميّز اليمن بتنوّع كبير في مظاهرها التضاريسية، حيث تظهر المناطق الساحلية بالقرب من البحر، والمرتفعات الجبلية والتلال والسهول الصحراوية التي تمتد إلى المملكة العربية السعودية والمناطق الداخلية لشبه الجَزيرة العَربية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تنوّع المناخ فيها من منطقة إلى أخرى، حيث تسود الأجواء الصحراوية في العموم، وتزداد درجات الحرارة عند الاتجاه نحو المناطق الشرقية، وترتفع معدلات الرطوبة على طول الساحل الغربي، وتكون الأجواء معتدلة في الجبال الغربية.
أُعلنت وحدة اليمن الوطنية في عام 1990م، فيما تسعى البلاد منذ ذلك الحين لمجابهة مختلف التحديات التي تُواجهها، وتحقيق الاستقرار على الصعيدين السياسي والاقتصادي، كما تسعى لإصلاح شامل، إلى جانب سعيها لإحياء الحضارة اليمنية من جديد.
البحرين
مملكة البحرين (بالإنجليزية: Bahrain) هي دولة عربية صغيرة اكتسبت تسميتها من مصدري المياه وينابيع المياه العذبة المحيطَة بها، وتقع البحرين في الجزء الأوسط من منطقة الخليج العربي وتحديداً في المنطقة الواقعة بين شبه جزيرة قطر، والمملكة العربية السعودية التي ترتبط معها من خلال جسر مُعلّق بطول يصل إلى 25كم، وتُمثّل البحرين أرخبيلاً مكوّناً من 33 جزيرة صغيرة، فيما يُقسم من الناحية الإدارية إلى خمس محافظات، وهي: محافظة العاصمة، والمحافظة الوُسطى، ومحافظة المحرق، والمحافظة الشمالية، والمحافظة الجنوبية، وبالنظر إلى الناحية الإقتصادية، يقوم الاقتصاد في مملكة البحرين على إنتاج النفط الخام والمكرّر، والبتروكيماويات، والغاز الطبيعي، والألومنيوم، بالإضافة إلى قطاع الخدمات المالية.
الكويت
تُعدّ دولة الكويت (بالإنجليزية: kuwait) دولة عربية إسلامية صغيرة اشتق اسمها من كلمة أكوات (جمع كوت)، وتعني القلعة المبنية بالقرب من البحر، ويقطن هذه الدولة ما يُقارب 4,243,700 مليون نسمة، وتقع البلاد في الركن الشمالي الشرقي من منطقة شبه الجزيرة العربية، وتحديداً في الجزء الشمالي الغربي من الخليج العربي، على الحدود مع كل من المملكة العربية السعودية من الجهتين الجنوبية والجنوبية الغربية، و الجمهورية العراقية من الجانبين الشمالي والشمالي الغربي، وتشكّل بحدودها هذه مساحة جغرافية تبلغ 17،1818كم² فيما تضمّ تسع جزر، وهي: جزيرة بوبيان، جزيرة فليكا، جزيرة وربة، جزيرة كبر، جزيرة عوهة، جزيرة أم المرادم، جزيرة مسكان، جزيرة قاروه، جزيرة أم النمل، وقد حظيت البلاد بُحكم موقعها الاستراتيجي المتميز بأهمية تجارية كبيرة عبر تاريخها الطويل.
شبه الجزيرة العربية
تُعرَف شبه الجزيرة العربية (بالإنجليزية: The Arabian Peninsula) بأنّها منطقة عربية واسعة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من القارّة الآسيويّة، والشمال الشرقي من القارة الأفريقيّة ، وتحديداً في المنطقة الواقعة بين الخليج العربي من جهة الشرق، والبحر الأحمر من الجهة الغربية، وهي تُطلّ على خليج عدن من الجهة الجنوبية الغربية، وخليج عُمان والمحيط الهندي من الجهة الجنوبية الشرقية، أمّا من الجانب الشمالي فهي تُطلّ على منطقة الهلال الخصيب التي تمتدّ من صَعيد مصر على طول ساحل شرق البحر الأبيض المُتوسّط إلى الخليج العربيّ مُشكِّلةً بذلك جسراً يربط بين شمال أفريقيا، وغرب آسيا ، وتمثّل شبه الجزيرة العربية جزءاً مهمّاً من الصفيحة القارّية العربية التي كانت قبل ملايين السنين جزءاً من الصفيحة الأفريقية؛ حيث تسبّبت الحركات الجيولوجية الطبيعية في إمالة الصفيحة كاملة باتِّجاه الشرق، فيما أدّى مَيلان الحَوافّ الغربيّة والجنوبيّة للأعلى إلى تشكيل جبال الحجاز في الجانب الغربي، والمرتفعات الغربية والشرقية في اليمن.
وقد مثّل الجزء الشماليّ من شبه الجزيرة العربية جزءاً من الإمبراطورية الفارسية خلال الفترة (525ق.م-400)ق.م، ومثّلَ الجزء الجنوبي في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة اليمن قديماً، ومملكة سبأ، ومملكة شيمار، واعتُبرت ظفار المركز الحضاري لهذه المنطقة، وتلتها في ذلك صنعاء، وشهدت المنطقة وجود الكونفدرالية القبلية وحلفائها؛ حيث حكمت منطقة مشتركة امتدّت إلى الرياض ، علماً بأنّها كانت قد خضعت عبر التاريخ لحُكم الرومان، ثمّ البرتغاليّين، فالعثمانيّين، فالبريطانيّين.
جغرافية شبه الجزيرة العربية
كان للموقع الجغرافي الاستراتيجي لشبه الجزيرة العربية دور هام وبارز في تاريخ البشرية؛ فهي تُمثّل جسراً ورابطاً بين أفريقيا من جهة الغرب والقارة الآسيوية من جهة الشرق، بالإضافة إلى أنّها تُعتبر مركزاً هاماً للتطوير الثقافي منذ مئات الآلاف مِن السنين، وتتنوع المظاهر التضاريسية في شبه الجزيرة العربية وفقاً للآتي:
- الصحراء: تُقسم صحراء شبه الجزيرة العربية إلى ثلاثة أجزاء رئيسية وهي: النفود الكبير، ودهناء، والربع الخالي، حيث تقع صحراء النفود الكبير في شمال وسط المملكة العربية السعودية بمساحة 68 ألف كم، وتقع دهناء في وسط الصحراء العربية، إذ تربط بين النفود الكبير في الشمال والربع الخالي الذي يقع في الجنوب الشرقي من المملكة العربية السعودية وأجزاء من اليمن وعُمان والإمارات العربية المتحدة بمساحة 650 ألف كم ليحتل بذلك ما يزيد عن ثلث المساحة الكليّة لشبه الجزيرة العربية.
- الجبال والهضاب: تُعد جبال السروات أكبر سلسلة جبال في شبه الجزيرة العربية، وتمتد من الحدود الفاصلة بين الأردن والسعودية وصولاً إلى خليج عدن في اليمن غرب شبه الجزيرة العربية، فيما تشكّل هضاب نجد التي تمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي بطبيعتها الخصبة الملائمة للزراعة هضبة واسعة تمتد عبر معظم أراضي وسط شبه الجزيرة العربية.
- حقول الحمم البركانيَة: أدى تصدّع الصفائح التكتونية العربية والأفريقية التي شكلت البحر الأحمر منذ قرابة 40 مليون عاماً إلى امتداد قشرة الأرض بشكل جانبي، ممّا نتج عنه منطقة بازلتية شاسعة من الحمم البركانية عُرفت فيما بعد باسم الحًرّات، وتُعدُّ حرّات البرك، وكشب، وخيبر من أشهرها.
- السهول: يتميّز سهل برايا الركبة الذي يقع شرق مدينتي جدة ومكة المكرمة وجنوب المدينة المنورة، وجنوبي حرّة كشب بأنّه سهل رملي كبير ذو أراضٍ سهلية منبسطة ذات انتشار نباتي ضئيل، وكثافة سكانيَّة منخفضة.
- السواحل: يعدّ وجود السواحل في منطقة شبه الجزيرة العربية من المفارقات الغريبة؛ ففي الوقت الذي تفتقر فيه هذه المنطقة للمياه العذبة يُلاحظ أنّها محاطة بمياه البحار، فهي تقع بالقرب من البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وخليج عُمان وخليج العرب.
مناخ شبه الجزيرة العربية
يسود المناخ الصحراوي الجاف منطقة شبه الجزيرة العربية، حيث ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال فصل الصيف لتصل في بعض الأماكن إلى 54 درجة مئوية، وتكون الرطوبة شديدة في المناطق الواقعة على امتداد السواحل وبعض المُرتفعات الجَنوبية، فيما تصبح الأجواء لطيفة خلال فصلي الربيع والخريف، ويندر تساقط الثلوج وانخفاض درجات الحرارة إلى حد كبير خلال فصل الشتاء في عموم المناطق عدا أجزاء أقصى الشمال وبعض المرتفعات العالية، وتستقبل شبه الجزيرة العربية الرياح الموسمية والرياح المحملة بالغبار والرمال على منطقة الخليج العربي خلال منتصف فصل الشتاء وبداية فصل الصيف، وهي الرياح التي يُطلق عليها اسم رياح الشمال، وتهب هذه الرياح على مناطق نجد وصحراء الربع الخالي بشكل قاسٍ مقارنة بباقي المناطق، حيث تكون مختلفة في اتجاهات هبوبها ومتفاوتة في قوّتها.
ولا تحظى شبه الجزيرة العربية بكميات كبيرة من الأمطار؛ فالهطولات فيها ضئيلة بمتوسط سقوط يتراوح ما بين 77-102ملم خلال السنة، إلّا أنّ الهطولات قد تكون غزيرة في الصَحراء في بعض الأوقات مما يتسبب في حدوث بعض الفيضانات المفاجئة في الوديان والمناطق المنخفضة، وهو الأمر الذي يترتب عليه ندرة الأنهار الدائمة، والبحيرات، إذ تتمثل الأنهار الموجودة حالياً بالمناطق المنخفضة مثل الوديان التي تمتلئ خلال المواسم الرطبة وتجف باقي أوقات السنة، وقد أدت قلة الهطولات المطرية في شبه الجزيرة العربية أيضاً إلى محدودية الأراضي الزراعية، واقتصار الأنشطة الزراعية على بعض المناطق الواقعة بالقرب من الواحات التي تستوفي فيها الأراضي متطلبات نمو المحاصيل الزراعية.
سكان شبه الجزيرة العربية
يبلغ مجمل قاطني منطقة شبة الجزيرة العربية ما يُقارب 78 مليون نسمة موزعين على دولها كافة، وينحدر سكان شبه الجزيرة العربية -شأنهم شأن العرب كافة- من الأسلاف العرب الجنوبيين (آل قحطان)، والذين ينتمون إلى سلالة العرب الأصليين، ومن الأسلاف العرب الشماليين (آل عدنان)، وهم المستعربون، وتبيِّن التقاليد القديمة أنّ العدنانييّن وربما القحطانييّن ينحدرون من نسل اسماعيل ابن ابراهيم عليهما السلام، وتجدر الإشارة إلى أنّ أول مَن سكن شبه الجزيرة العربية هم جماعة من الرُّعاة الرحّالة الذين مرُّوا في المنطقة بحثاً عن مراعٍ لإطعام مواشيهم واستقرّوا فيها.
تاريخ شبه الجزيرة العربية
بدأ مصطلح الجزيرة العربية أو جزيرة العرب بالظهور في منطقة شبه الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام، أي خلال الربع الأول من القرن السابِع الميلادي، إلّا أنّه وعلى الرغم من ذلك لم يتم الاتفاق على تعريف المنطقة بما سبق بشكل قاطع في المصادر الإسلامية، فيما رأت المصادر اليونانية واللاتينية القديمة أنّ هذا المصطلح يشمل الصحاري الأردنية، والسورية، والصحراء العراقية الواقعة غرب نهر الفرات السفلي أيضاً، في الوقت الذي أُشير فيه إلى استخدام لفظة (العرب) في أوقات ما قبل الإسلام للدلالة على من يسكنون وسط وشمال الجزيرة العربية، إلا أنّه وبالرغم من هذا كله، وممّا لا مجال للشك فيه أنّ منطقة شبه الجزيرة العربية كانت قد مثّلت سابقاً مقراً لعدد كبير من الوحدات القبلية التي تمكّنت من الهيمنة على المنطقة، فيما كفل الوقت تطور النظام المحلي فيها إلى نظام حكومة مركزي ما لبث أن عاد إلى سابق عهده كنظام قبلي بعد مدّة من الزمان.
يصعب على الباحث في ماهية اللغة العربية الوصول إلى نتيجة حتمية فيما يتعلّق بذلك، رغم كون الثقافة العربية جزءاً لا يتجزأ من الحضارة التاريخية السامية، ويُفسّر ذلك بسبب ما تعرّضت له الثقافة العربية من تأثير الثقافات السامية الأخرى على مدى مراحل زمنية مختلفة، حيث اتصلت شبه الجزيرة العربية التي تُعتبر مصدراً من مصادر الثقافة العربية مع كل من الحضارات المصرية، واليونانية، والرومانية، والهندية، والفارسية على طول حدودها، بالإضافة إلى وصول الثقافة السائدة في أوروبا الغربية إلى المنطقة خلال أواخر الحقبة الاستعمارية، ويُضاف إلى ذلك تأثّر شبه الجزيرة بالثقافة التركية الواصلة إليهم رغم ضآلتها، إلّا أنّه وعلى الرغم من التأثيرات الخارجية التي طالت ثقافة شبه الجزيرة العربية ستبقى مهد الدين الإسلامي، والمؤثر الرئيس على كل الشعوب المسلمة على اختلافها.