ما هي جبال الهيمالايا
جبال الهيمالايا
تُعدُّ جبالُ الهيمالايا (بالإنجليزية: Himalayas Mountains) واحدة من أعلى السلاسل الجبليَّة في العالم، حيث تُوجد في قارة آسيا، وتبلغ مساحتها حوالي 595,000 كم²، وتضمُّ ما يزيد عن 110 قِمة جَبليّة، يصل ارتفاع معظمها إلى أكثر من 7,300م عن مستوى سطح البحر.
ومن بين أبرز قممها؛ قمّة جبل إفرست (بالإنجليزية: Mount Everest) التي تُعتبَر أعلى قمّة جبليّة في العالم؛ حيث يصل ارتفاعها إلى ما يقارب 8,849 متراً، وتجدرُ الإشارة إلى أنّ هذه السلسلة الجبليّة تُشكلّ جذباً، وتحدّياً لمُتسلِّقي الجبال حول العالم.
موقع جبال الهيمالايا
تقع جبال الهيملايا في القارّة الآسيوية ؛ حيث تُشكِّلُ حاجزاً بين الجهة الشماليّة لهضبة التبت، والسهول الغرينية في الجهة الجنوبيّة لشبه القارة الهندية، كما تمتدُّ جبال الهيمالايا من الجزء الشمالي من القارة الأفريقيّة إلى ساحل المحيط الهادئ الواقع في الجهة الجنوبيّة الشرقيّة من القارة الآسيويّة.
وتشترك هذه الجبال في حدودها الشماليّةِ الغربيّةِ مع سلاسل جبال الهندوكوش (بالإنجليزية: Hindu Kush)، والكاراكوم (بالإنجليزية: Karakoram)، وتحدُّها من الجهة الجنوبيّة الغربيّة دولة الهند، ونيبال، وبوتان.
كيف تشكلت جبال الهيملايا؟
تشكلت جبال الهيملايا نتيجة التصادم القاري على طول الحدود المتقاربة بين الصفيحة الهندية الأسترالية والصفيحة الأوراسية وفقًا للنظرية الحديثة للصفائح التكتونية، إذ بدأ هذا التصادم قبل حوالي 70 مليون عام، وبالتحديد في العصر الطباشيري، إذ اصطدمت الصفيحة الهندية الأسترالية التي تتحرك باتجاه الشمال بسرعة 15 سم/سنة بالصفيحة الأوراسية، مسببًا ضيق في بحر تيثس الذي ارتفع قاعه إلى الأعلى مكونًا هضبة التبت، وقد استمرت تلك الصفيحة في الحركة أسفل هضبة التبت مما نتج عنها تشكل سلسلة من المرتفعات الجبلية وهي جبال الهيمالايا.
ومن الجدير بالذكر أن الصفيحة الهندية الأسترالية لا تزال نشطة جيولوجيًا، إذ إنها تتحرك بمعدل 67 ملم/ سنة، الأمر الذي سيجعل جبال الهيميلايا ترتفع بمعدل 5 ملم/ سنة، كما أن حركة تلك الصفائح يجعل من المنطقة نشطة زلزاليًا، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث زلزال فيها من وقت لآخر.
جغرافيّة جبال الهيمالايا
تمتد جبال الهيملايا من الشمال إلى الجنوب على مسافة تتراوح بين 200 و400 كم، إذ تعد أطول منظومة جبلية في العالم، وتتكون من سلسلة من الجبال المتوازية والتي تشمل؛ جبال الهيملايا التبتية، وجبال الهيملايا الكبرى، بالإضافة إلى جبال الهيمالايا الصغرى، وجبال الهيمالايا الخارجية المعروفة باسم سلسلة سيواليك، أما من الغرب إلى الشرق، فتقسم جبال الهيملايا إلى ثلاث مناطق رئيسية هي؛ جبال الهيمالايا الغربية والوسطى والشرقية.
ومن الجدير بالذكر، أن جبال الهيمالا يطلق عليها اسم القطب الثالث؛ إذ تضم ثالث أكبر ترسب للجليد والثلوج بعد القطب الشمالي والمنطقة القطبية الجنوبية، فقد أشارت التقديرات إلى وجود أكثر من 15,000 نهر جليدي فيها.
التنوع النباتي والحيواني في جبال الهيمالايا
تعد جبال الهيملايا من المناطق الغنية بالتجمع البيولوجي؛ نتيجة تنوع المناخ فيها بين المداري في أسفله، والقطبي في أعلاه، وفيما يأتي أبرز البيئات الحيوية في جبال الهيملايا:
الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية
تقع تلك الغابات على ارتفاع يتراوح بين 503 و1,006م فوق مستوى سطح البحر، على طول الشريط الضيق لجبال الهيمالايا الخارجية، وتتميز بوجود مجموعة متنوعة من النباتات نتيجة التضاريس المتنوعة وأنواع التربة الغنية ومستويات هطول الأمطار، إذ تضم مجموعة من الأشجار دائمة الخضرة وشبه دائمة الخضرة، والأشجار النفضية، وذات الأوراق العريضة.
يمكن العثور في تلك المناطق على 340 نوعًا مختلفًا من الطيور، بالإضافة إلى مجموعة من الحيوانات المهددة بالانقراض؛ كالنمور والفيلة الآسيوية.
الغابات ذات الأوراق العريضة والغابات المختلطة المعتدلة
تقع تلك الغابات على ارتفاع يتراوح بين 2,012 و2,987م، ويهطل عليها حوالي 203 سم من الأمطار سنويًا معظمها خلال موسم الرياح الموسمية، وتضم مجموعة من النباتات المتنوعة؛ كأشجار البلوط والقيقب، بالإضافة إلى أشجار الفاكهة؛ والسرخسيات، والحزازيات، كما يوجد فيها مجموعة من الحيوانات البرية؛ إذ تضم أكثر من 500 نوع من الطيور، بالإضافة إلى قرود اللانغور الذهبية.
الغابات الصنوبرية المعتدلة
تقع تلك الغابات على ارتفاعات تتراوح بين 2,499 و4,206م فوق مستوى سطح البحر، وتضم مجموعة من أشجار الصنوبر والشوكران والتنوب، أما الحيوانات التي تعيش فيها، فتشمل كلًا من؛ غزال المسك، والباندا الأحمر.
منطقة الأراضي العشبية والشجيرات
تقع تلك المنطقة على ارتفاع يتراوح بين 3,002 و4,998.7م، ويميل المناخ في تلك المناطق إلى الشتاء البارد والصيف المعتدل؛ مما يسمح للنباتات بالنمو، إذ تنتشر فيها أشجار الورد ومجموعة أخرى من النباتات التي تنمو في الظروف الدافئة، أما الحيوانات التي تعيش في تلك المنطقة فهي؛ نمر الثلج، وغزال المسك، وحيوان طهر الهيمالايا.
سكان جبال الهيمالايا
يقسم السكان في جبال الهيمالايا إلى عدة مجموعات، إذ يعيش التبتيون والشعوب الذين يتحدثون باللغات التبتية البورمية في جبال الهيمالايا الكبرى، أما السكان المتحدثون باللغة الهندية الأوروبية فيعيشون في جبال الهيمالايا الصغرى، بالإضافة إلى مجموعة من السكان ممن لديهم قطعان كبيرة من الأغنام والماعز، والذين يقطنون جبال الهيمالايا الخارجية، وشعوب الكجر الذين يبحثون عن المراعي على ارتفاعات مختلفة من الجبال.
أما عن شعوب الدارد الذين يتحدثون اللغات الهندية الأوروبية، فيعيشون في شمال سلسلة جبال الهيمالايا الكبرى في كشمير، بينما يعيش شعب تشامبا حياة رعوية بدوية متنقلة في الجبال، بالإضافة إلى مجموعات أخرى من الشعوب التي تعيش في مناطق متفرقة من الهيمالايا، والتي يتميز كل منها بلغة وطريقة معيشة مختلفة، إذ تعد جبال الهيمالايا من أكثر الأنظمة الجبلية اكتظاظًا بالسكان في العالم.
السياحة في جبال الهيملايا
تعد جبال الهيمالايا من الوجهات السياحية الرائعة التي يمكن زيارتها لقضاء عطلة ممتعة، وفيما يأتي أبرز الأماكن التي يمكن زيارتها فيها:
- وادي نوبرا
يقع هذا الوادي في الجزء الشمالي الشرقي من ولاية لداخ الهندية، ويتميز بجماله الساحر والمناظر الطبيعية الخضراء فيه، إذ يمكن زيارة دير ديسكيت الشهير فيه، والاستمتاع بالسباحة في الينابيع الساخنة، وركوب الجمال ذات السنامين.
- بحيرة أوتارانتشال
وهي بحيرة جليدية نقية تعرف باسم البحيرة الغامضة، إذ تعد أعجوبة طبيعية تجذب السياح بالإضافة إلى العلماء والمؤرخين، فهي وجهة سياحية مميزة لا بد من زيارتها في جبال الهيملايا.
- قرية منالي
تعد تلك القرية واحدة من أفضل الوجهات التي يجب زيارتها في جبال الهيمالايا لمحبي الرياضة، إذ يمكن الاستمتاع برياضة السباحة والتجديف والمشي لمسافات طويلة وتسلق الجبال في تلك القرية.
- وادي تشوبتا
يتميز هذا المكان بالجمال الخلاب والهدوء المطلق، وبالتالي فهو أحد أفضل الأماكن لقضاء الإجازات الصيفية، إذ يمكن للسياح الاستمتاع به بعيدًا عن صخب المدن، ويعد وجهة رائعة لمحبي المغامرات وعشاق الحياة البرية والطبيعة.