ما هي النمارق
معنى النمارق
النّمارق لفظ جمع، مفرده النُّمرق والنُّمرقة، والنِّمرقة هي الوسادة، ووصفها بعضهم فقال هي الوسادة الصغيرة، وقيل هي التي تُوضع على الراحلة ليجلس عليها الراكب، وقال الفرّاء في معنى النّمارق الواردة في قول الله -تعالى-: (وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ)، بأنّها الوسائد.
كلمة النمارق ومواطن ورودها
وصف نمارق الجنة في القرآن
قدّر بعض المفسّرين قول الله -تعالى-: (مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ)، بأنّ أهل الجنة يتّكئون على سرر مصفوفة وضعت عليها النمارق، ووصفت هذه السرر بأنّها موصولةٌ ببعضها البعض، وقيل إنّها مصنعةٌ من الذهب والفضة.
وقد جعلها الله حاضرةً لأهل الجنّة في كلّ حينٍ، لا يحتاجون أن يدعون بها لتأتيتهم إذا أرادوها، مصفوفةً بجانب بعضها البعض، على أيّها أراد أن يجلس جلس، وأخرى قال فيها -سبحانه وتعالى-: (وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ)، وهي البسط الوثيرة الفاخرة، المتفرّقة بعضها عن البعض، وقيل هي الفرش التي توضع فوق الدابة من أجل الجلوس عليها، مفردها زربيّة.
ووصف الله اتّكاء أهل الجنة فقال: (مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ)، فالرفرف هي المتكئ الكبير وقيل الوسائد، كما يتّكئ أهل الجنة على الديباج، والطّنافس؛ وهي البساط الثقيلة، وهذه البساط من شدّة حسنها وإتقانها وصفها الله بعبقريّ حسان، والعبقري لفظٌ يُطلق على كلّ ما تجاوز الحدّ المألوف في الإتقان والحسن.
معركة النمارق في التاريخ
في العام الثالث عشر من الهجرة قام رستم بإرسال جيش إلى أبي عبيدة عامر بن الجراح -رضيَ الله عنه-، فالتقى الجيشان في منطقة النمارق الواقعة بين الحيرة والقادسية، فهزم جيش المسلمون جيش الفرس، حتى انسحبوا من أرض القتال وعادوا هاربين، فلحق بهم أبو عبيدة والتقى مع مجموعة من الجيوش كنت قد جائت لدعمهم، وتواجه معهم حتى هزمهم مرةً ثانيةً وانسحبوا فارّين إلى المدائن.
وقد بلغ عدد جيش المسلمين الذي جهّزة أبو عبيدة -رضيَ الله عنه- عشرة آلاف مقاتل، وفي هذه الغزوة أخذ المسلمون جابان أسيراً، ولم يكن للمسلمين معرفةً به، لكنّه كان يملك عقلاً عسكرياً ذكياً ، فلمّا صار أسيراً استطاع بفطنته أن يخدع آسره ويهرب.
النمارق في شعر هند بنت عتبة
ورد عن الزبير بن بكار أنّ بنات العلاء بن طارق بن الحارث بن أمية بن عبد شمس بن المرفع من كنانة كان يُضرب المثل في جمالهنّ وحسنهنّ، فذكر محمد بن يحيى عن غسان بن عبد الحميد أنّ عائشة -رضيَ الله عنها- لمّا رأتهنّ سمعتهنّ ينشدن في أنفسهنّ ويقلن:
نحن بنات طارق
:::نمشي على النمارق
فقالت عائشة إنّ من يقول إنّ الخيل فاق النساء في الحسن قد أخطأ، وقالت هند بنت عتبة للمشركين في يوم غزوة أحد منشدةً:
نحن بنات طارق
:::نمشي على النمارق
والدرّ في المخانق
:::والمسك في المفارق
إن تقبلوا نعانق
:::أو تدبروا نفارق