ما هي الليبرالية العلمانية؟
الليبرالية العلمانية
الليبرالية العلمانية يتكون هذا المصطلح المركب من كلمتين مختلفتين لكل منهما تعريف خاص فيها، فالليبرالية يقصد فيها الآراء الاجتماعية والأيديولوجية السياسية التي تفضل التقدم والإصلاح، وتدعو الليبرالية إلى الحرية السياسية، أما العلمانية فيقصد بها المساواة بين جميع المواطنين مهما كانت أديانهم، فالدولة العلمانية محايدة من ناحية الدين وتفصل شؤونها عن الدين، ولكن وجود الكلمتين معا شكل تعريفًا جديدًا سيوضح في هذا المقال.
العلاقة التي تجمع بين مصطلح الليبرالية السياسي ومصطلح العلمانية الديني
العلاقة بين الدين والسياسة أي الليبرالية والعلمانية كانت بشكلين مختلفين، فالنقاد المعاصرون لليبرالية العلمانية حددوا اتجاهين مختلفين لشكل الدين ودوره في الدول العلمانية الحديثة بحيث:
- يتجسد النوع الأول بالشيوعية الملحدة والمقصود فيها، تهميش الدول للدين والقيم الدينية وكأن الدين شيء مستقل وتنافسي ولا يجب أن ينتشر في الدولة في القرن العشرين.
- يتمثل الاتجاه الثاني في تجنب الصراع الليبرالي العلماني من خلال تجنب الصراع الطائفي من خلال فصل الدولة المؤسسية عن الدين، مما يؤدي إلى عدم التقاء الدين والسياسة لكن بدون تجريح الدين أو التنفير منه.
آثار مبدأ الليبرالية العلمانية على الدول الديمقراطية
تتميز الليبرالية العلمانية التي تعتبر شكل من أشكال الليبرالية المتداول بأنها تقوم على القيم والمبادئ العلمانية، التي تعتمد على الأخلاق غير الدينية، وبالتالي فهي تحاول قدر الإمكان إبعاد الدين عن السياسة وفصله تمامًا عنها، وتتميز الدول التي تطبق الليبرالية العلمانية بما يلي:
- يؤيد دعاة الليبرالية العلمانية الديمقراطية الليبرالية والمجتمع المفتوح لتنظيم المجتمعات والحفاظ على الأمان والاستقرار.
- ترتبط مواقف الدول الليبرالية العلمانية بمواقف مؤيدة للمساواة الاجتماعية والحرية السياسية بعيدًا عن أي طيف سياسي يؤمن بالاستبداد الديني كما يلاحظ دائما في الدول الديمقراطية غير الليبرالية.
الأفكار التي تدعو إليها الليبرالية
تعتبر الليبرالية من الأنظمة السياسية التي تشجع على الحرية والمساواة وبالتالي فهي تحاول أن يصبح الحكم بيد الأغلبية، وبالرغم من وجود آراء مختلفة تدعم الليبرالية إلا أن أبرز الأفكار الموحدة التي تدعو إليها الليبرالية:
- وجود انتخابات حرة ونزيهة.
- تمتع المواطنون بالحقوق المدنية.
- تدعيم دور الصحافة وتشجيع حرية الصحافة.
- تدعو الليبرالية إلى حرية الدين.
- وجود ملكية خاصة بين المواطنين بشكل محدود ومدروس.
تطور العلاقة بين الدين والسياسة في أوروبا
نظرًا لظهور هذا المصطلح في أوربا؛ فيجب توضيح نشأة العلاقة بين السياسة والدين فيها وهما ما جمعهما هذا المصطلح، ويمكن تلخيص هذا التطور بما يلي:
- منذ القدم قبل العصر الحديث ، كانت العلاقة بين الدين والسياسة مختلفة، وكان عمل المؤسسات الدينية يختلف عن عمل المؤسسات السياسية والحكومة وبالتالي كان الفصل في المهام كافي بتوازي العلاقات واستقرارها، فالسلطة الحكومية قادرة على تقديم الخدمات المدنية والسياسية أما المؤسسات الدينية الرسمية تمتلك الحق التشريعي.
- بدأ هذا النظام بالتغير بعد حروب الدين الكبرى في أوروبا مع إنشاء الولايات المتحدة وجمهورية فرنسا في أواخر القرن الثامن العشر، وأصبح الدين هو المعيار الأساسي في اتخاذ القرارات وأصبح الخطاب العام قائم على التعليمات الدينية، بعدها عادت أوروبا لفصل السلطة الدينية عن السياسية وأصبحت الجمهوريات الديمقراطية تفتخر بأن هيكلها المعياري للتنظيم السياسي يقوم على التجريد الرسمي من الدين وحماية المعتقدات.