ما هي الكلمة الخبيثة؟
تعريف الكلمة الخبيثة
تطلق الكلمة الخبيثة على ما يصدر من الإنسان وتكون نابعةً من خبثٍ في قرارة نفسه، وضلال في فكره، والكلمة الخبيثة خلاف الكلمة الطيّبة التي تخرج من المسلم مخلصاً فيها لله -عزّ وجلّ-، تأتي من بواعث طيّبة، وتكون في نتائجها وما يترتّب عليها طيّبة، والكلمة الخبيثة خلافها، قال -تعالى-: (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبيثَةٍ اجتُثَّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ) .
أشكال الكلمة الخبيثة
تشمل الكلمة الخبيثة التي تخرج من صاحبها كل ما يعود بالضرر على صاحبها وعلى الآخرين، وأعظم الأمثلة عليها كلمة الكفر والشرك، ثم غيرها كالكذب.
وقد روى عبد الله بن مسعود -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا).
ومنه ما يقع بين النّاس من الغيبة والنميمة ، ونقل الكلام بين الناس بما يُثير المشاكل بينهم، وشهادة الزور، وخديعة الناس، وكل ما يعمل على نشر الخُبث والشر بين الناس، وتنغّص عليهم معيشتهم بما يبقى من أثرها السيء بينهم.
صورة الكلمة الخبيثة في القرآن
وصف القرآن الكريم الكلمة الخبيثة بأنّها مُجتثّة من فوق الأرض، وذلك مثل الجثّة الملقاة، والجثة منزوعة الروح عن الجسد، ثمّ بعد ذلك تتحلّل هذه الجثّة فتصير تراباً، ثمّ تعود كأنها لم تكن شيئاً، وذلك مثل الكلمة الخبيثة ليس لها ثباتٌ حتى تصبح كأن لم يكن لها أصل ولا وجود.
وقد شبّهت الآية الكريمة الكلمة الخبيثة بالشجرة الخبيثة التي تنمو وتعلى في الارتفاع، وتسمو بين الناس، لكن هذا المنظر يبدو من خارجها حتّى يخيّل إلى الناس أنّ مثلها مثل الشجرة الطيبة التي ينتفعون بها.
لكنّها في الحقيقة هشّة فارغة من الداخل، غير ثابتة في الأرض، حيث أنّ جذورها لم تعقد لها أصلاً في باطن الأرض بل تتواجد قريبة من السطح، ثمّ بعد فترة لا يظلّ لها بقاء، وكذلك مثل الكلمة الخبيثة.
أمّا الكلمة الطيّبة أساس الحق الذي يعمّ الأرض، وأصلها كلمة التوحيد التي لا تتمكّن أكبر قوى في الأرض من أن تؤثر فيها، ومثلها كمثل الشجرة الطيبة التي يكبر حجمها وتعلو في السماء، وتتشابك أغصانها، وتنمو ثمارها، حتى ينتفع منها كل من يمرّ من عندها، إمّا بثمرها أو ظلّها، إضافة إلى التربة الخصبة التي تنمو منها وتتجذّر بها.
قال -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّـهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّـهُ ما يَشاءُ) ، والقول الثابت هو توحيد الله، وشهادة أنّ محمداً رسول الله، والعمل الصالح، وكل ما يتضمّن الإيمان في باطنه وظاهره.