ما هي العقيدة الإسلامية
تعريف العقيدة الإسلامية
عرّف مجموعة من العلماء العقيدة الإسلامية نّها الإيمان الجازم بربوبية الله -تعالى- وألوهيته وأسمائه وصفاته، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، والإيمان بسائر ما ثبت من أمور الغيب وأصول الدين وما أجمع عليه السلف الصالح، مع التسليم التَّام لله -تعالى- في الأمر والحكم والطاعة والاتباع لرسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وهي عقيدة أهل السنة والجماعة .
مصدر العقيدة الإسلامية
إنَّ من كَرَمِ الله -تعالى- أنّه يتولى أمر عباده، ولم يترك لغيره تحديد أمور الدين، لا عن طريق الهوى ولا الابتداع، فالمصدر الوحيد للعقيدة الإسلامية هو القرآن الكريم، وما ثبت وصحَّ من السنة النبوية، ولن يُجمِع علماء الأمَّة على ضلالة؛ لأنَّ الله -تعالى- حفظ هذا الدين وعَصَم الأمَّة بمجموعها من الانحلال.
والدليل على أنّ مصدر العقيدة هو القرآن الكريم والسنة النبوية قوله -تعالى- عن القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ)، وقال -تعالى- عن السنة النبوية: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).
خصائص العقيدة الإسلامية
بما أنّ مصدر العقيدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، فإنَّ هذا جعل العقيدة الإسلامية تتفرَّد بمجموعة من الخصائص التي ميَّزتها عن باقي العقائد ذات المصدر البشري، وفيما يأتي بيان لخصائص العقيدة الإسلامية:
- توقيفية
أي إنَّ العقيدة الإسلامية مصدرها موقوفٌ على الكتاب والسنة، فما ترك لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً إلاَّ وبيّنه لنا، وليس لأحدٍ أن يُحدِث في أمرنا هذا ما ليس منه، فقد كَمُل الدين وانقطع الوحي.
- غيبية: أي إنَّها تتناول مسائل لا يعلمها إلاّ الله -تعالى-، وأوحى بها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومثال ذلك:
- تتناول العقيدة الإسلامية مسائل عن صفات الله -تعالى-.
- الحديث عن الأنبياء السابقين، وصفات الملائكة.
- الحديث عن الجنة والنار.
- وكلُّها مسائل لم نطلع عليها ولا يمكن أن ندركها بالعقل، ولكننا نؤمن بها لأنّها ثابتة في القرآن الكريم والسنة النبوية، قال -تعالى- في مدح المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب: (الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُون) .
- الشمول
العقيدة الإسلامية تغطِّي كلّ ما يحتاجه الإنسان في مسائل الدنيا والآخرة، وتحتوي على مسائل الروح والجسد، وتتضمَّن المسائل المتعلقة بالكون والمجتمع والفرد.
- الوسطية : تلتزم العقيدة أفضل ما يتعلَّق بالعبادة والسلوك، والتوازن بين مطالب الدنيا والأخرة وبيان ذلك فيما يأتي:
- تدعو أتباعها إلى عدم التشدُّد؛ فالعقيدة الإسلامية ليس فيها إفراط أو تفريط.
- تُظهر وسطية العقيدة الإسلامية في بيان صفات الله -تعالى-.
- لا يوجد تفرقة بين أحدٍ من الأنبياء، وذلك بالنظر إلى صفاتهم.
- تظهر كذلك فيما فُرض على المسلم من شرائع الدين وفي التعامل مع الآخرين.
أصول العقيدة الإسلامية
ذُكرت أصول العقيدة الإسلامية في الحديث النبوي في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ)، فأصول العقيدة الإسلامية هي:
- الإيمان بالله -تعالى- وألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
- الإيمان بالملائكة وما ذكر من صفاتهم وأسمائهم ووظائفهم.
- الإيمان بالرسل والأنبياء وما أنزل الله عليهم من كُتب، وما أكرمهم الله به من صفات حميدة، وأيدهم به من المعجزات.
- الإيمان باليوم الآخر ولقاء الله، وتفاصيل الآخرة من البعث والنشور والصراط والجنة والنار.
- الإيمان بالقدر خيره وشره ، وأنَّ الإنسان لا يخرج عن قدر الله وعلمه.
ولا يصحُّ إسلام المرء إذا فرَّط بأصلٍ من هذه الأصول، وكلُّ من آمن بهذه الأصول يعدُّ مسلماً، ومن أهل النجاة في الدنيا والآخرة، وإن اختلف مع غيره في بعض الفروع.
أهمية العقيدة الإسلامية
تظهر أهمية العقيدة الإسلامية من خلال ما يأتي:
- تُعتبر أهمّ حاجّياتنا؛ فهي تمثل حقيقة السعادة للقلب والجسد في الدنيا والآخرة.
- تُعدُّ أوّل واجب على العبد، وهو أن يعرف عقيدته الصحيحة التي سيلقى الله -تعالى- بها.
- تقدِّم الأمن والاستقرار في عقل وفكر وجسد الإنسان
قال -تعالى-: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)، وبها تتحقّق العافية والرخاء، قال -تعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ)، لهذا كان الملحدون هم أكثر الناس قلقاً واضطراباً، لأنّهم فقدوا الأمن والاستقرار والعافية والرخاء.
- تُمَكِّن المسلم من القيام بما فرض الله عليه من عمارة الأرض، وإقامة شرع الله فيها، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).
أثر العقيدة في سلوك الفرد والمجتمع
كان للعقيدة الإسلامية أثر كبيرعلى الفرد والمجتمع والدولة، بل تجاوز تأثير العقيدة الإسلامية؛ ليغير حتى العلاقات بين الدول في ذاك الوقت، ومثالُ أثر العقيدة الإسلامية ما يأتي:
- سلطان العقيدة على النفوس
أي إنَّ للعقيدةِ رقابةً على الإنسان في السرِّ والعلن، فيراعي المسلم عقيدته ولا يخالفها حتى ولو كان وحده، وهذا من هيبة العقيدة الإسلامية في نفسه.
- تُعطي العقيدة الإسلامية أتباعها عزّةٌ في النفس
وهذه يستمدُّها من إيمانه بالله المتَّصف بكلِّ صفات الكمال، فالمسلم يعبد إلهاً قوياً عالماً قادراً رحيماً.
- تجعل المسلم يقدِّم النفس والمال دفاعاً عن عقيدته بدون تردَّد، لذا يبذل الغالي والثمين طاعةً لربّه.
- حوَّلت العقيدة الإسلامية العرب إلى أمّة تقود الأمم والحضارات، وبعد ما جاءتهم العقيدة الصحيحة تحوَّلت وبسرعة كبيرة إلى منارات لنشر العلم والعدل والإسلام.