ما هي التنمية المستدامة
تعريف مفهوم التنمية المستدامة
يُشار إلى التنمية المستدامة بوصفها المستقبل الذي يستعد له الناس ويتشاركون نجاحاته وتحدياته المختلفة، ومن هذا المنطلق يمكن استنباط تعريف مفهوم التنمية المستدامة، فهي تمثل التوجه العالمي الرامي لتحقيق التنمية الشاملة في عدة مجالات، وعلى مستوى كل دول العالم دون استثناء، وذلك ضمن خطة عمل ومجموعة من الأهداف يسعى العالم لإتمامها بحلول عام 2030م، لتأمين مستقبل الأجيال القادمة، وتحقيق التوازن البيئي والمناخي والبيولوجي.
يمكن تلخيص مفهوم التنمية المستدامة على أنّها عملية تكاملية مستمرة، هدفها تأمين متطلبات الواقع، دون إهمال تبعات ذلك في المستقبل، أو أن يكون لعملية التنمية آثار مضرّة على الحياة البيئية أو الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، واليوم يجدر بالتنمية المستدامة أن تتصف بالشمول، لتعم الجوانب البيئية والاقتصادية والاجتماعية، لكي تكون التنمية متوازنة ومتوازية، وتلبي كافة احتياجات الفرد والدولة، وتؤمّن الاستقرار والأمان المستقبلي لمناحي الحياة الرئيسية.
أهداف التنمية المستدامة
صاغت الأمم المتحدة أهداف "الأجندة العالمية 2030"، وهي مكوّنة من 17 هدفاً رئيسياً، مفصلة ضمن جدول زمني محدد وعدد من الأهداف الفرعية والمؤشرات الدّالة على إتمام إنجاز الهدف، مع التأكيد على ضرورة التعاون المشترك وبذل كافة الجهود لمواجهة التحديات والسعي لبناء مستقبل واعد، وقد نصّت الأمم المتحدة على الأهداف التنموية المتفق على إنجازها حتى عام 2030م، وهي كما يلي:
- القضاء على الفقر وتوفير فرص العمل لتحقيق النمو الاقتصادي والمساواة بين فئات المجتمع.
- إنهاء كارثة المجاعات، والعمل على تحسين مستويات الإنتاج الزراعي واستثمار المحاصيل، ورفع مستوى توفر الغذاء.
- توفير الرعاية الصحية اللازمة لكل من يحتاجها، وذلك من الحقوق الواجبة لكل فئات المجتمع.
- الحرص على إتمام التعليم لا سيما التعليم الإلزامي في المراحل التأسيسية ومواصلة برامج محو الأميّة للقضاء على الجهل.
- تحقيق المساواة بين فئات المجتمع وأفراده.
- تحسين البنية التحتية وقنوات الصرف الصحي، بما في ذلك تنقية مصادر المياه وتوفير المياه النقية على مدار الساعة.
- خفض أسعار استهلاك الطاقة، والعمل على تطوير آليات إنتاجها بطرق طبيعية أقل تكلفة.
- تنمية الموارد الاقتصادية والاستثمارية، لتوفير فرص العمل وتنمية التجارة والسياحة والصناعة لكل دولة.
- تشجيع الاستثمار في مجالات الصناعة، وتسهيل عمليات تطوير البنية التحتية.
- توحيد السياسات العامة للحفاظ على تحقيق المساواة ورفض التهميش لأي فئة من فئات المجتمع.
- السعي لتوفير كافة الخدمات الأساسية لكل فئات المجتمع، في الصحة والنقل والتعليم والسكن.
- تحمّل مسؤوليات إنجاز الأهداف والخطط لتحقيق التنمية المستدامة.
- مواجهة التحديات الناجمة علن ظاهرة تغيّر المناخ العالمي، والحد من مسبباتها.
- المحافظة على المحيطات والبحار، بما في ذلك الحياة البحرية بكل مكوناتها.
- مكافة التصحّر والمحافظة على المحميات البيئية والعمل على زيادة التنوع البيولوجي.
- مساندة المؤسسات الداعمة للحريات وتقديم الخدمات لتسهيل عملها، مع خضوعها لمتابعة سيرر أنشطتها.
- توطيد الصلة والشراكات العاملية على مستوى الأفراد والدول والمؤسسات.
بعض الأمثلة على التنمية المستدامة
تتنوع الأمثلة التي تشكّل نموذجاً لتحقيق التنمية المستدامة، فاستثمار الطاقة الشمسية أحد أهم المجالات الداعمة للتنمية المستدامة، بالإضافة للطاقة الناجمة من الرياح، وكذلك عدة مشاريع في تنمية وإدارة المحاصيل الزراعية، وتنقية المياه واستثمار وزيادة المساحات الخضراء.
خصائص التنمية المستدامة
تعتمد التنمية المستدامة على عدة خصائص مميزة لها، ومنها أنّ التنمية مشروع عالمي النطاق، يهتم بالموارد الطبيعية الكبرى، ويؤسس لمستقبل واعد، وذلك يتطلب خطة طويلة الأمد وتكاتف للجهود والالتزام بتنفيذ الأهداف والبنود المتفق عليها عالمياً ودولياً.